كوردستان: بين ثقافة الطموح وتهافت الطمع
كوردستان هي أحد أغنى البقع الجغرافية على خارطة الشرق الأوسط. والطموح يقتضي إدارة هذا الغنى بتوازن لديمومة رأس المال الطبيعي مع تلبية حاجات المواطن 'Haval وبما يحفظ له الكرامة قبل كل شيء. وعليه يجب أن نغرس ثقافة الطموح ونضال القلم في قلب وعقل الجيل الناشىء كأساس لدولة المواطنة وحيثما أن يكون بناء البيت الكبير (كوردستان) شغلنا الشاغل وبعيدا عن الطمع الحالي في بناء صروح صغيرة هنا وهنالك. فالبيت الكبير هو المشروع الطموح الذي راود أحلام آبائنا وأجدادنا والذي من أجله بكت أمهات الشهداء وأنحنت له هامات الصبايا حنينا وحزنا. على السلطة والمعارضة أن تعمل معا لمنع موجة الطمع الهابطة والقاتلة لأحلام'Haval' الشابة. لأن من ركبوا موجة الطمع هذه سيكونون عونا لظهورمعضلة اللامساواة وتعميقها في مجتمعنا الكوردستاني. ولأنهم هم حسب قول إفلاطون منع لوجود العدل ووجودهم كحاشيه مترفة هو منع لوجود حاشية خيرة. فهلا دعوناهم لزيارة القبورالمتواضعة لشهداء كوردستان وقادتهم بدأ من هاورامان والى بارزان. فبينما الطموح يصنع قدر الأمة نرى أن الطمع في تهافته اللاحضاري يضعف الولاء ويمهد لا محال لظهور الظلم الأجتماعي مهما كانت صورته ومبرراته. وعلى عكس ذلك فالطموح هو سمو حضاري وتوجه إنساني لتأطير السلطة بالشرعية الممنوحة من الشعب بعكس الطمع في الثروة والمال والذي يقود الى هاوية التخلف والذي حسب تعبيرشكسبير "بأن المحيطات والبحار قد تعرف الحدود ولكن الطمع لا حدود له". ولعل أكثر هذه الحدود شرعية اليوم والذي ثار له حماس الشعوب في الشرق الأوسط هي الحدود الأخلاقية التي إنبعثت لتلجم تهافت الطمع للثروة والتي هي أساسا ملك الشعب. وللخروج من هذه الدائرة المفرغة وإدارة الأزمة بموضوعية فيقتضي أحد أهم متطلبات الطموح الى الديقراطية حسب رأي (Fukuyama) هو أن تعامل السلطة والمعارضة معا مواطنيها كبالغين وليسوا كأطفال. وفي ذلك خارطة الطريق الى البناء التنموي المنشود ولتحقيق المساواة في مجتمع الحقوق والواجبات. فكل شيء آيل للزوال... حسب قول زرادشت... إلا العدل.