• Friday, 03 May 2024
logo

تركيا واقليم كوردستان..خطوات لبناء علاقات راسخة

تركيا واقليم كوردستان..خطوات لبناء علاقات راسخة
ترجمة/بهاءالدين جلال

دخلتْ العلاقات بين تركيا و اقليم كوردستان في الوقت الحاضر مرحلة لم تكن متوقعة أنْ تصل الى هذا المستوى قبل أعوام،وهذه حصيلة السياسة الحكيمة و الدبلوماسية الناجحة التي مارسها الأقليم وعلى رأسه السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان إيماناً منه بالسلام و التعايش و اسس حسن الجوار بين الأقليم والدول ،وكذلك مراعاة المصالح العامة لشعب كوردستان بهدف اتباع نمط السلام و الحوار في حل مشكلاته وبناء علاقات ودية مع عموم اصدقائه،الجانب الآخر لسبب وجود هذا المستوى الرفيع للعلاقات بين اربيل و أنقرة يعود الى تلك العلاقات التجارية و الأقتصادية التي ارسى دعائمها الراسخة السيد نيجيرفان بارزاني في عهد التشكيلة الخامسة لحكومة اقليم كوردستان واستطاع بناء نوع من التكامل الأقتصادي و التجاري بين الأقليم و تركيا،ولم يستفد الجانبان فقط من هذه الخطوة،بل وحتى المناطق الكوردية في تركيا استفادت منها كثيراً،وقد غيّرتْ العقلية التي كانت تعتقد أنّ اقليم كوردستان يشكّل تهديداَ لجيرانه،بل على عكس ذلك فإنّ اقليم كوردستان بدأ بتطوير سياساته الديمقراطية والسلمية يوماَ بعد يوم وأوصل دول الجوار والمجتمع الدولي الى القناعة بأنّ هذا الأقليم ليس فقط عامل استقرار للمنطقة وإنّما هو يتبنى تجربة ديمقراطية في الشرق الأوسط وبأيمانه بالسلام الديمقراطية واسس السوق الحرة يستطيع أنْ يصبح نموذجاً لتشكيل مجموعات اقتصادية ولتعايش الشعوب والأمم،وبدون شك لايمكن هنا أنْ نتجاهل دور الحكومة التركية في استجابتها لبناء العلاقات التجارية و الأقتصادية مع اقليم كوردستان،خاصة أنّها تتبنى ستراتيجية جديدة في سياستها الخارجية، وعلى هذا الأساس نظمتْ علاقاتها مع دول الجوار، إنّ تركيا التي كانت تتعامل مع اقليم كوردستان على أساس أنّه جزء من العراق، أخذتْ في الفترة الأخيرة تتبنى علاقاتها معه بشكل مباشر على الصعيدين التجاري و الأقتصادي،وحتى على صعيد الرؤى المشتركة لقضايا المنطقة فأنهما يتبادلان وجهات النظر، وتنظر تركيا الى دور اقليم كوردستان كعنصر رئيس في المعادلات،إنّ هذه التحولات و التصاعد في مستوى العلاقات التركية تلعب دوراً متميزاً على صعيد العلاقات الدبلوماسية لأقليم كوردستان،سيما أنّ تركيا الآن الى جانب أنها مرشحة لعضوية الأتحاد الأوروبي وهي عضو في الناتو منذ سنوات،فإنها تلعب في الوقت الحاضر دوراَ حضارياً في المنطقة والشرق الأوسط،فبدون مساعداتها لايمكن للأتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية أن تلعبا الدور في العديد من المسائل الحساسة، الدكتور سفاج كنج رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة الفاتح و الكاتب في مجلة آكسيون و مقدم البرامج السياسية في قناة (TRT) التركية،أكد أنّ العلاقات بين تركيا و اقليم كوردستان لم تبلغ في الوقت الحاضر المستوى المباشر للعلاقات،وفي حديثه ل(كولان) حول هذا الجانب قال: (( تطور العلاقات بين تركيا و اقليم كوردستان هي حصيلة تفهم الجانبين و وصولهما الى قناعة بأنهما يستطيعان اتخاذ خطوات أوسع على الصعيدين الأقتصادي و التجاري والسياسي في المنطقة،كما بأمكانهما حل مشكلاتهما بالطرق الأسهل،لذا أعتقد أنّ علاقات الجانبين سوف تستمر في السنوات القادمة بشكل ايجابي وغير متوقع وغريب،وذلك لأسباب عدة، في مقدمتها تغيير توقعات تركيا ازاء اقليم كوردستان تدريجياً ويعني أنّ تركيا بدلاً من أنْ تتعامل مع الأقليم عن طريق العراق، سوف تتعامل معه بشكل مباشر،السبب الثاني هو أنّ تركيا راقبت أقليم كوردستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق واصبحت على دراية بأنه بحاجة اليها اكثر من ذي قبل، ويعتقد ايضاً أنّ تحالفه مع تركيا سوف يعزز موقعه في المنطقة ، لذا عندما شعر الأقليم بموقف تركيا هذا،وأنه بحاجة الى دعمها و تأييدها في اعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط،كما هناك اسباب أخرى منها زيادة النفوذ الأيراني على الحكومة المركزية في بغداد، نجد أنّه كثّف من علاقاته مع تركيا في بناء توازن في المنطقة)).
التفرد في بغداد أقلق تركيا ايضاُ
الجانب الأخر الذي كان السبب في تحسن العلاقات بين أنقرة واربيل هو الأستقرار الذي يتمتع به الأقليم على المستويين السياسي و الديمقراطي والذي جعل دول الجوار تشعر بالأمان ، ولكن في حين أنّ دولة كالعراق الذي كان ينتظر منه الجميع أنْ يخطو بأتجاه الديمقراطية و الأنفتاح، نجد أنّ رئيس وزرائه يقود العراق نحو التفرد و الدكتاتورية،الى جانب أنّه مصدر قلق للدول التي تتمتع بالديمقراطية الى حدما،ومن هذا المنطلق فإنّ تركيا قلقة ازاء انزلاق العراق الى التفرد و الدكتاتورية و أنّ موقف اقليم كوردستان واضح و صريح كما اعلنه السيد رئيس الآقليم على تركيا وعموم العالم،وبالنسبة الى التوافق في الرأي بين اقليم كوردستان و تركيا و قلقهما ازاء الدكتاتورية في بغداد،يقول الدكتور سفاش كنج في اطار حديثه ل(كولان): (( يقيناَ أنّ هذا أمر مهم من عدة نواحي وله اسباب مختلفة،أنا اخاطبكم و العرب السنة في وسط و جنوب العراق فإنّهم حتماً يؤيدون رأيكم هذا،وحول استحواذ المالكي على الدولة و الجيش و السلطة القضائية بصورة كاملة و بشكل يكاد يتحول الى دكتاتور بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق،كنا نتوقع أن تعود أوضاع العراق الى طبيعتها بعد انسحاب تلك القوات،ولكن كما ترون الآن فإنّ الأوضاع قد تدهورت كثيراً،ولكن هناك حقيقة وهي أنّ المالكي لايستطيع الأستمرار على نهجه هذا في الحكم،لذا فإنّ العرب السنة الذين كانوا ملتزمين جداَ بوحدة الأراضي العراقية يبحثون الآن عن بديل آخر،وسبب ذلك هو تصرفات المالكي، إنّ تركيا تواصل المحافظة على وحدة الأراضي العراقية وفق المستطاع، ولكن اذا استمر المالكي على موقفه هذا، عندها من المحتمل أنْ تتغير التركيبة الفدرالية الحالية الى الكونفدرالية بشكل يستطيع الشعب أنْ ينظم اموره و يجمع الضرائب و يشكّل وحدته الأمنية بدون الأشتباكات أو الأقتتال والاّ لانتوقع أنْ تؤدي الخلافات و الصراعات الحالية بسبب مواقف المالكي الى نتيجة ايجابية)).
ففي كل الأحوال فإنّ تدهور اوضاع العراق مع وجود حكم دكتاتوري سوف يكون له تأثير سلبي على تركيا،ويرى الدكتوركفانج اولسوي أنّ تركيا لا تستطيع الوقوف موقف المتفرج في مثل هذه الحالة،ويشير بهذا الصدد الى أنّ تركيا كأخلاق سياسي لاتتدخل في شؤون الدول الأخرى،لذا فهي تحترم سيادة و استقلال العراق والتدخل في شؤونه،ولكن اذا تعلقت المسألة بزعزعة الأستقرار في العراق و تأثيرها المباشر عليها فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي،لأنه كما تعلمون أنّ تركيا لها استثمارات كبيرة في اقليم كوردستان،وأوضّح ذلك بمثال وهو أنّ هناك الآن أزمة اقتصادية في اليونان،ولكن الدول الأوروبية لاتسمح بتعرضه الى الأفلاس، السؤال هو لماذاهذا الموقف ؟ الجواب هو أنّ هناك قروضاً المانية كبيرة لدى اليونان،لذا اعتقد أنّ اقليم كوردستان هو الشيء ذاته بالنسبة لنا،فتدهور الأوضاع فيه يؤثر سلباً على استقرارنا،انتم ككورد كان لكم دور متميز في اسقاط الدكتاتورية في العراق و بناء النموذج شبه الديمقراطية في العراق،لذا لايمكن تهميشكم في العراق وعلى الأخير ايضاَ الأستغناء عن تلك السياسات الفردية البالية،لذا أؤكد على أنّ العراق دولة تتكون من ثلاث مكونات رئيسة وعلينا السؤال كيف يكون شكل الدولة التي ترضى بها تلك المكونات؟هل تريد أنْ يحكمها صدام آخر، أو تريد التقدم و التطور واعمار البلد؟ هذا سؤال سوف يجيب عنه العراقيون.
الحل السمي للقضية الكوردية في تركيا
الصحفي و الأكاديمي مصطفى أكويل أشار في الأعداد السابقة لمجلة كولان الى أنّ العلاقات بين تركيا و اقليم كوردستان كان سبباً في تغيير تركيا سياسة انكار وجود الكورد في البلاد،واذا نظرنا الى المسألة بهذا الأتجاه وبأنّ تلك العلاقات هي السبب في تغيير سياسة تركيا ازاء حل القضية الكوردية فأنّ اقليم كوردستان سوف يكون العامل المساعد في حل القضية سلمياً من غير التدخل في شؤون تركيا،وحول هذا الجانب والستراتيجية الجديدة لتركيا التي اعلنت فيها أنّها تحل المسألة الكوردية في بلادها بالطرق السلمية، يقول الدكتور سفاش كنج في جانب آخر من رأيه: ((لقد آن الأوان أنْ تُحل القضية الكوردية في تركيا بالطرق السلمية ولكن علينا أنْ لانتجاهل هذه الحقيقة و التي هي ليست عائقاً على الصعيد الداخلي في تركيا ،وللأسف لايزال الشعب التركي لم يتعود على مثل هذه الكلمات،ولكننا بسبب انشغالنا الآن بصياغة دستور جديد ، فإنّ عموم المكونات التركية بأنتظار هذا الدستور حتى يستطيع بالصيغ الديمقراطية أنْ يخطو نحو حل تلك المشكلات،ولكن هناك أمور متشابهة اخرى يجب متابعتها،فلايمكن لتركيا أنْ تتحول الى نموذج للديمقراطية في الشرق الأوسط أو تدعو لها مالم تحل القضية الكوردية في البلاد،وأنها تعلم ذلك جيداً وفي حال نجاحها فى هذا الجانب فإنّ مكانتها في الشرق الأوسط سوف تتعزز اكثر لأنّ ذلك يعتمد على سياستها الداخلية و في مقدمتها حل القضية الكوردية )).
يشبّه الدكتوراولوسوي كيفية حل القضية الكوردية في تركيا و تعاون اقليم كوردستان معها في هذا الموضوع بنموذج اقليم الباسك الأسباني وأشار الى أنّ شعب الباسك ليس موجوداً فقط في اسبانيا بل هناك الكثير منهم يقيم في فرنسا،لذا من الضروري وجود تعاون لحل المسألة بين تركيا و اقليم كوردستان كما هو موجود بين اسبانيا و فرنسا،و اعرب عن رأيه قائلاً: ((نحن نقارن دائماً بين تركيا و اسبانيا وكيف أنّ اسبانيا كانت تعاني من مشكلة الشعب الباسكي لأنّ جزءاَ منه يعيش في فرنسا و أنّ الحكومة الفرنسية تعاونت مع الحكومة الأسبانية لحلها،انّ هذه القضايا هي حدودية ولايمكن حلها من قبل دولة بمفردها ، إنّ الحكومة التركية حاولت لفترة طويلة حل القضية من جانبها الاّ انّها لم تحقق أي نتائج، وهذه ستراتيجية خاطئة،ولكن نرى ومنذ فترة أنّ تركيا قررتْ بذل جهودها مع اقليم كوردستان من اجل حلها، وهذه اذاّ ستراتيجية ملائمة و صحيحة، وعلى كورد العراق أنْ لايتوانون في هذا الجانب وأنْ يسهموا في استقرار المنطقة لأنّ عدم استقرار المناطق الكوردية في تركيا يؤثر سلباً على عدم استقراراقتصاد وأمن اقليم كوردستان،كما عليهم طرح مقترحات لحل القضية لأنهم قطعوا مراحل كثيرة في هذا المجال وأنّ تقديم تلك المقترحات الينا ضروري جداَ،ولكن أود أنْ أقول أنّ ظروفكم تختلف عن ظروفنا لأنّ كورد العراق يقيمون في مناطق غنية أمّا الكورد في تركيا فإنهم يعيشون في مناطق مختلفة من الدولة و المناطق الكوردية هنا شهدتْ اقل تطور أو ازدهار،لذا فإنّ مقترحات كورد العراق يمكن أنْ تكون ذات فائدة من جهة ،ولكن في الوقت ذاته اعتقد عليكم ايصال رسالة الى كورد تركيا بأنّ ظروفكم تختلف عن ظروفهم،وأعود مرة أخرى الى نموذج الباسكيين فهم يملكون البرلمان ولكن الباسكيين في فرنسا يعيشون في ظروف مختلفة،لذا من الصعب ماموجود في اقليم كوردستان أنْ يتحقق لكورد تركيا في هذه المرحلة)).

وجهات نظر مختلفة حول الأوضاع السورية
الجانب الآخر الذي يجمع بين تركيا و اقليم كوردستان في هذه المرحلة هو نظرتهما المشتركة الى الأزمة السورية و تصرفات نظام الأسد،وبدون شك أنّ اقليم كوردستان يقف ضد الأبادة الجماعية للشعب السوري من قبل النظام، ويساند وصول الكورد في سوريا الى حقوقهم القومية و تحوّل سوريا الى دولة ديمقراطية، كما أنّ تركيا لها الموقف ذاته وتتطلع الى سقوط النظام،واذا كانت وجهات نظر تركيا و اقليم كوردستان تختلف في التفاصيل و الأولويات،فإنّ الخطوط العامة لآرائهما التي تكمن في اسقاط نظام الأسد و انقاذ شعب سوريا من جبروت هذا النظام وتغيير البلد الى نظام ديمقراطي تشكّل الأهداف المشتركة للجانبين،وحول المسألة المشتركة لأقليم كوردستان و تركيا يقول الدكتور سفاش كنج: ((أنا قلق بشأن نظرة اقليم كوردستان الى تحرير الشعب و الدمقرطة في سوريا وأضع مجموعة من علامات الأستفهام على هذه النظرة،وحسب متابعتي للموضوع وجدتُ أنّ السيد رئيس اقليم كوردستان و المسؤولين الآخرين قلقون فقط بشأن مستقبل الشعب الكوردي في سوريا،وينظرون الى الأزمة من هذا المنظور فقط،وبدون شك فإنّ هذا ليس كافياً لحل المشكلة،وكان من المفروض على اقليم كوردستان أنْ يمارس تأثيره منذ البداية على الكورد في سوريا على غرارما فعله في تركيا،ولكن من المهم جداَ أنْ يتعامل في المستقبل على هذا النحو عندما يتم اعادة بناء سوريا ويكون موضوع الكورد احد اهتماماته كما على تركيا زيادة تأثيرها على الكورد في سوريا من أجل حمايتهم من المجموعات المتطرفة وتصبح في المستقبل أحد العوامل المؤثرة في سوريا)).
ولكن الدكتور اولوسوي على عكس الدكتور كنج يؤكد أنّ هناك وجهات نظر متطابقة حول المسائل المهمة و يقول بهذا الصدد: ((صحيح أنّ اقليم كوردستان و تركيا لهما الموقف ذاته الذي يكمن في ضرورة رحيل نظام الأسد، ولكن موقفنا مع حكومة المركز في بغداد مختلف في هذا الجانب وانّ هذا الأختلاف عقّدتْ الأمور الأخرى في الشرق الأوسط واعتقد أنه موقف غير صائب لأنه ليس عند مستوى الأستقلال و الديمقراطية و الحريات بل أنه حصيلة النظرة الى الأزمة من منظور عرقي و مذهبي،للحكومة العراقية سياسة مزدوجة حيث تدعو لنفسها الديمقراطية و لكنها لاتدعمها بالنسبة الى جوارها،وهذا شيء مخالف ، إنّ سوريا تمر بحرب أهلية وهذا وضعٌ من الصعب معالجته بالتدخل الخارجي، لاأعتقد أنّ موقف الحكومة العراقية هذا سوف يكون ايجابياً حيال المذابح و سفك الدماء التي تحدث في سوريا يومياً،للننظر الآن الى الجانب الآخر من المشكلة ماذا يمكن لأقليم كوردستان و تركيا أنْ يفعلا في هذه الأزمة؟ اعتقد أننا لانستطيع فعل أي شيء سوى الأعتماد على الدول لأن الأمم المتحدة لم تتمكن من اصدار أي قرارضروري ، فهي أرسلتْ فقط المراقبين الى سوريا، اذاّ نحن ليس لدينا أي فرصة للتدخل بمفردنا ولكن ما نستطيع القيام به هو زيادة الضغط على سوريا والأسد و تذكير رئيس النظام بأفعاله الشنيعة تجاه الشعب السوري ونقوم بأيواء الهاربين من بطش النظام ، وهذه هي مسألة انسانية)).

الدكتور سفاج كنج ل(كولان) :
اتخذتْ تركيا و اقليم كوردستان الخطوات نحو التكامل الأقتصادي والتجاري وسوف تتحول تركيا الى منفذ رئيس للأقليم على اوروبا
Top