العوائل العائدة إلى شنگال تواجه نقص الخدمات والمشاكل الأمنية
تواجه العوائل الإيزيدية العائدة من مخيمات إقليم كوردستان إلى قضاء شنگال (سنجار)، جملة من العراقيل والمشاكل، في مقدمتها نقص، بل انعدام معظم الخدمات في أغلب الأحيان، إلى جانب عدم استتباب الأمن في القضاء، مما دفع أغلب العائلات للعودة مجدداً إلى الإقليم، وعزوف البقية من العودة إلى شنگال أساساً.
بعد هجوم داعش الإرهابي على قضاء شنگال عام 2024، والجرائم والإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الكورد الإيزيديين، نزح غالبية سكان القضاء نحو إقليم كوردستان، حيث يقيمون في مخيمات النازحين في الإقليم منذ عشر سنوات، فيما يقيم بعضهم داخل مدن الإقليم.
ولم تتلقى مخيمات النازحين في إقليم كوردستان الدعم المطلوب من الحكومة الاتحادية، فيما تحملت حكومة الإقليم كل العبء بمفردها.
اتفاق شنگال
بهذا الصدد، يقول مسؤول في الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي : «نحن في الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي أعلنّا موقفنا، ورسالتنا واضحة، فخلال 10 سنوات من النزوح في المخيمات، عانى أهلنا من أسوأ الظروف، من برد الشتاء وحر الصيف، وانتشرت الأمراض بين النازحين».
وأضاف: «لقد توصلت الحكومة الاتحادية إلى اتفاق مع حكومة إقليم كوردستان قبل مدة، وحان الوقت لكي ينعم قضاء شنگال بالاستقرار، ويتحول فيه شنگال إلى مكان قابل لعودة النازحين، كما يجب وقف التغيير الديمغرافي في القضاء وأن يعود الناس إلى أرضهم وبيوتهم، ونناشد في هذا الصدد جميع الأطراف، ومن بينها الحكومة الاتحادية التي كانت لديها خطط لإعادة هؤلاء النازحين».
وينص الاتفاق الذي وقع في 9 تشرين الأول/اكتوبر 2020، على تطبيع الأوضاع في شنگال وإدارة القضاء من النواحي الإدارية والأمنية والخدمية بشكل مشترك، إلإ أن هذه الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ بشكل فعلي لغاية الآن لأسباب سياسية.
ولا يزال حزب العمال الكوردستاني PKK وحلفاؤهم في ميليشيات الحشد الشعبي يمارسون ضغوطاً على الحكومة الاتحادية لعدم تطبيق اتفاق شنگال الموقع بين أربيل وبغداد في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي وبحضور الأمم المتحدة، كما أن تنفيذ هذا الاتفاق هو جزء من جدول أعمال حكومة محمد شياع السوداني.
’’منازلنا مدمرة’’
يقول نازح إيزيدي في مخيمات إقليم كوردستان : «لم تقدم الحكومة العراقية أية مساعدات لنا في المخيمات، وحين عدنا إلى شنگال كانت منازلنا مدمرة ولم نجد مكاناً نقيم فيه».
ويتابع متهكما حول المبلغ الذي وعدت بغداد بتقديمه للعوائل العائدة إلى شنگال: «ماذا نفعل بـ 4 ملايين دينار (حوالي 3 آلاف دولار) ؟، لا يمكن بناء منزل بـ 4 ملايين دينار، ولا حتى غرفة واحدة، ولا نعرف إن كان هناك أمان أم لا».
فيما يقول نازح إيزيدي آخر: «غالبية العوائل النازحة لازالت هنا ولم تعد إلى شنگال. ولماذا نعود؟، فمعيشتنا هنا أفضل من هناك، فالجميع هنا، من الأطفال الصغار حتى المسنين، يجدون فرص عمل، سواء في الزراعة أو غيرها».
وحول الأوضاع الأمنية، يضيف: «هنا في إقليم كوردستان، لا أحد يتعرض لنا، فالبيشمركة توفر لنا الحماية والأمان، لكن في شنگال أنت معرض للقتل بأي لحظة».
ووفقاً لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان، تستضيف المخيمات الـ 23 المنتشرة في الإقليم حالياً حوالي 157 ألف شخص، الكثير منهم من شنگال.
باسنيوز