• Tuesday, 21 May 2024
logo

القاص والروائي محمد سليم سواري: أكثر قصصي ورواياتي مستوحاة من قريتي رغم أني لم أعش فيها طويلا

القاص والروائي محمد سليم سواري:  أكثر قصصي ورواياتي مستوحاة من قريتي رغم أني لم أعش فيها طويلا
بدأت بمطالعة القصص والمجلات وأنا لم أزل في المرحلة الإبتدائية ، وفي المرحلة المتوسطة بدأت بقراءة كتب مصطفى لطفي المنفلوطي وخاصة النظرات والعبرات وكتب توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وجبران خليل جبران ، ومن الروايات العالمية الأولى التي قرأتها " البؤساء " و" أحدب نوتردام " لفكتور هوغو...
حاوره جمال الشرقي- صحیفة الزوراء

تعودنا في كل صباح أن نلتقي ويصبح كلانا على الآخر . غرفته مجاورة لغرفتي سنوات طويلة ، أنا مدير المراسلين في إذاعة بغداد وهو مدير للإذاعة الكردية ، الهدوء والسلام الجميل سمتان يتمتع بهما محمد سليم .. وهو روائي وقاص ومذيع بالعربية والكردية ، قدم العديد من برامج الإذاعة الكردية وله حضور ممتاز في المحافل الثقافية ويحضى بإحترام الجميع . لم نره يوما غاضبا أو عبوسا وان دخلت عليه تجده آذانا صاغية .
محمد سليم سواري الذي ولد في دهوك سنة ألف وتسعمائة وواحد وخمسين يعيش الأيام هذه في أمريكا ومن خلال برامج التواصل إستطعنا أن نجري معه الحوار التالي :
- حمدا لله على سلامتك أخي محمد سليم .
* أهلا ومرحبا بكم وبجريدة الزوراء الغراء .
- حدثنا أولا عن بداية نشوئك الولادة والمكان والدراسة الأولى ؟
* اسمي محمد سليم سواري ولدت سنة 1951 في قرية " سوار " التابعة لمحافظة دهوك ، ولعدم وجود مدرسة في قريتنا ، اضطررت لدخول المدرسة في قرية " سپيندار" حيث تلقيت رعاية أخوالي وأقمت ثلاث سنوات عند خالتي الكبيرة والتي كانت ترعاني أكثر من رعاية والدتي فقد عرفت بحنانها المفرط ، وقد تعلمت منها الكثير من مبادئ التضحية والوفاء ومساعدة الآخرين ، وبسبب العداوات العشائرية داخل عشيرتنا والثأرات ومواجهة عائلتي للإقطاع والأغوات اضطررت لترك قرية أخوالي وانتقلت للدراسة في بغداد سنة 1959 وبقيت عند أحد أقاربي ، وبعد ذلك في سنة 1962 إنتقلت إلى مدينة الموصل لأكمل الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية هناك .
- لنتحدث أولا عن بداياتك مع القصة متى بدأت تمارس الكتابة ؟
* بالرغم من إنني لم اعش في قريتي إلا السنوات الست الأولى من حياتي إلا أن كل قصصي القصيرة التي تجاوزت الخمسين قصة مع روايتي الأولى فكلها لا تخرج عن إطار القرية فأبطال قصصي قرويون والقرية مسرح لتلك الأحداث والأبطال .
- كيف وجدت الرغبة عندك للكتابة ؟
* بدأت بمطالعة القصص والمجلات وأنا لم أزل في المرحلة الإبتدائية ، وفي المرحلة المتوسطة بدأت بقراءة كتب مصطفى لطفي المنفلوطي وخاصة النظرات والعبرات وكتب توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وجبران خليل جبران ، ومن الروايات العالمية الأولى التي قرأتها " البؤساء " و" أحدب نوتردام " لفكتور هوغو، وفي المرحلة المتوسطة والإعدادية كنت أهتم بدرس الإنشاء ولهذا نالت كتاباتي إعجاب مدرسي اللغة العربية فكانت المشاركة في إعداد مواد النشرات الجدارية .
- وفي أية سنة إنتقلت مرة ثانية إلى بغداد ولماذا ؟
* في سنة 1972 إنتقلت إلى بغداد لمواصلة دراستي الجامعية ، وفي سنة 1977 نلت شهادة بكالوريوس في الرياضيات بكلية العلوم في الجامعة المستنصرية .
- طيب لنبدأ الآن مشوارك الإعلامي ؟
* بدأت العمل سنة 1974 مذيعا ومترجما في الإذاعة الكردية ببغداد واستمريت بالعمل الوظيفي هناك أكثر من ثمان وعشرين سنة ، وكان لي الكثير من النشاطات .
ـ وماذا كان عملك في الإذاعة الكردية ؟
* مارست كل مفردات العمل الإذاعي( مذيع/ مترجم/ مخرج/ منفذ/ منظم برامج وتنسيق/ ممثل / رئيس قسم البرامج العلمية / رئيس قسم البرامج الثقافية / معاون مدير وفي سنة 1983 أصبحت عضوا في لجنة الإعلام العلمي المركزي في وزارة الثقافة والإعلام بصفة رئيس القسم العلمي آنذاك .
ـ ومتى تم إختيارك كمدير للإذاعة الكردية ؟
* في سنة 1992 عينت مديرا للإذاعة الكردية والإذاعة السريانية والتركمانية وبعد ذلك عينت مديرا للتلفزيون الكردي والفضائية الكردية .
ــ العمل الإعلامي يحتاج إلى خبرة وأهمها دخول الدورات الإعلامية فهل مررت بتلك المرحلة ؟
* نعم إجتزت دورة تدريب المذيعين سنة 1974 ، ودورة تدريب المترجمين في نفس السنة ، ودورة التدريب على البرامج العلمية والإعلام العلمي سنة 1983، ودورة تدريب وتهيئة المدراء سنة 1992 .
- وبعد هل مارست كتابة وإعداد البرامج الإذاعية ؟
* بعد أن عرفت طريقة وأسلوب كتابة البرامج الإذاعية قمت بإعـــداد وتقديــم وإخــراج العشـــرات من الــبرامج الإذاعيـــة والتلفزيـــونيـــة خلال تلك السنوات وكان من برامجي المعروفة عند المستمعين والقريبة إليهم والى نفسي كذلك برنامج " مساء الخير" حيث كنت أقوم بإعداده وتقديمه وإخراجه لأكثر من 25 عام ، وبرنـــامج ( شخصيات علمية ) وبرنامج ( أدباؤنا يتحدثون ) وبرنامج ( شعر وموسيقى ) وبرنامج ( صباح الخـــير ) وبرنـــامج ( ضيف التلفزيون ) وبرنامج ( من أروقة الإبداع ) التلفزيوني وبرامج أخرى وأخرى .
- وهل مارست كتابة الدراما ؟
* نعم قمت بإعداد وتأليف العشـرات من المسلســــلات الإذاعية مثل مسلسل(عه مي گوزي) من( 24 ) حلقة ومسلسل ( بهار) من( 20 ) حلقة ومسلسلات كثيرة أخرى.
- ضمن معلوماتي إنك نظمت العديد من القصائد وغنى لك عدد من المطربين الكرد حدثنا عن هذه الناحية من نشاطكَ ؟
* غنى عدد من الفنانـــين الكرد قصائدي الشعريـــة مثل الفنانة المعروفة ( گولبهار) والفنان المشهور( أحمد زيباري ) و( جوتيارعقراوي).
- متى بدأت بكتابة القصة القصيرة وهل نشرت لك قصص معينة ؟
* في سنة 1977 بدأت بكتابة القصة القصيرة باللغة الكردية ولكن خلال ثلاث سنوات كانت قصصي تلقى الرفض وعدم النشر، بسبب ما تحمله من إيحاءات ورموز ودلالات، ونشرت قصتي الأولى (ره‌زڤان ) أي البستاني في 11 شباط عام 1980 في صحيفة " هاوكاري " أي التضامن في بغداد .
- وهل مارست كتابة المقالات السياسية ؟
* بالإضافة إلى القصة والروایة كتبت الشعر والمقالات النقدية والأعمدة الصحفية ، ومنذ عام 2003 أقوم كذلك بكتابة المقالات السياسية والصحفية باللغة العربية .
ـ وبعد النشر والتوسع في الكتابة هل توسعت علاقاتك مع المؤسسات الإعلامية والثقافية في البلاد ؟
* نعم في ذلك الوقت وسعت علاقاتي وحضرت أكثر المحافل وبدأت تصلني الكثير من الدعوات الإعلامية فأصبحت عضوا في إتحاد الأدباء الكرد والعراقيين منذ عام 1980 .. كما حصلت على شرف العضوية في نقابة الصحفيين الكرد والعراقيين ومنذ سنة 1985 .. كما وكنت من مؤسسي إتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين .. وكنت عضوا في هيئات التحرير لمجموعة من المجلات والصحف الكردية ولفترة طويلة .. ولحين مغادرتي الوطن كنت أعمل سكرتيرا للتحرير في صحيفة الأهالي الليبرالية .
- ومتى أحلت نفسك على التقاعد ؟-
اضطررت لإحالة نفسي على التقاعد عام 2002 . *
- محمد سليم سواري له العديد من المؤلفات نذكرها بإيجاز لطفا :
* كما ذكرت لك في بداية حديثي إنني كتبت القصة القصيرة :
ـ " مزگيني " أي البشرى ، مجموعة قصصية سنة 1983 .
ـ " ري يا به راني " أي طريق الكبش ، مجموعة قصصية سنة 1986 .
ـ المشاركة في إعداد الكتاب العلمي للإذاعات العراقية سنة 1987 .
ـ " گه ڤالێ بێ په رواز " أي لوحة بدون إطار، مجموعة قصصية سنة 1996 .
ـ تحقيق وإعداد الجزء الثاني من رواية " بوهژين " أي الإنصهار للدكتور نافع عقراوي سنة 2000 بعد إستشهاده .
ـ " كاني يا ئاشقان " أي نبع العاشقين ، ديوان شعر سنة 2001 .
ـ طريق الكبش، مجموعة قصصية مترجمة من قبل مجموعة من المترجمين إلى اللغة العربية سنة 2003 .
ـ " گوند " أي القرية ، رواية سنة 2005 ، حيث ترجمت إلى اللغة العربية من قبل الكاتب والمترجم سامي الحاج سنة 2007 ، وكتبت العشرات من المقالات والدراسات النقدية عنها .
ـ المشاركة في تأليف قاموس " تريڤه " كردي / عربي / إنكليزي سنة 2008 والذي طبع من قبل المديرية العامة للدراسات الكردية في بغداد .
ـ " بابى منو " أي وا أبتاه ، مجموعة قصصية سنة 2010 .
ـ " واري روندكا " اي أرض الدموع ، رواية في 475 صفحة كبيرة سنة 2010 .
ـ " شيلان " مجموعة قصصية ، مترجمة للغة العربية ، سنة 2011 .
ـ " ئه‌ڤه‌یه‌ سه‌كڤان عه‌بدلحه‌كیم " أي هذا هو سكفان عبدالحكيم ، سنة 2011 .
ـــ " هه‌واره‌ " أي الغوث ، رواية ، سنة 2013 .
ـ ولي أيضا كتب وروايات تحت الطبع .
ـ وأين أنت الآن وكيف ترى الغربة أيها الروائي والشاعر ؟
*عيناي ترنوان إلى بلدي بشوق أكاد لا أستطيع تصويره أمامكم فالغربة مرة ولها ظروفها وأمنياتي أن يعيش كل الناس في بلدي على الخير والمحبة وأن تزال عنهم غمة الطائفية والحقد الذي لم يعرفه العراقي من قبل .
Top