• Saturday, 21 December 2024
logo

الكورد في سوريا ضحية الحرب الباردة

الكورد في سوريا ضحية الحرب الباردة
كجال درويش

توقع الكثيرون بان الحرب الباردة قد انتهت في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ، وذلك بعد استلام رونالد ريغن رئاسة الولايات المتحدة حين ذاك ، ولكن ما لم يتوقعه الخبراء المختصين بهذا الشان عودة هذه الحرب في العشرينيات من هذا القرن مجددا.

هذا وقد توضح بأن هذه الحرب بدأت بالظهور مرة ثانية بعد تقاطع المصالح بين القطبين الرئيسيين في هذه الحرب الولايات المتحدة الاميريكية وروسيا ، ولكنها بشكل آخر حيث أنها اصبحت اكثر غموضاً، فالثورة السورية اكبر مثال على بداية او استمرار تلك الحرب الباردة، ففي البداية دخلت القوات الموالية والحليفة لروسيا كالايرانيين والميليشيات التابعة لها عربية كانت أم كوردية، فقاموا بوضع يدهم على ادارة البلاد من شماله الى جنوبه وغربه الى شرقه .

فالمنطقة الشمالية الشرقية اي شرق الفرات اعتقدت روسيا بانها تسيطر عليها من خلال حلفائها المحليين ، وبانهم يديرونها عبر المنظمات الحليفة معها كحزب العمال الكوردستاني وغيرها من الأحزاب الكوردية التي تعد على الاصابع في تعدادها ، ثم قامت بتشكيل قوات مسيحية وعربية ايضاً هادفاً في ذلك إستخدامها في الوقت المناسب، ولكن سرعان ما قامت الولايات المتحدة بنشر جنودها في تلك المناطق، واقامت فيها مواقع عسكرية ، وتحالفت مع الميليشيات الكوردية الموجودة هناك لحماية جنودها ومواقعها، ولكن بالمقابل تنازلت لتركيا عن غربي الفرات لارضائها وارضاء حلفائها من المعارضة السورية، التي تريد ان تكون ورقة ضغط على الروس الذين حاولوا السيطرة على زمام الأمور في تلك المناطق .

لا أخفيكم بأن ما يحصل الآن في عاصمة كوردستان الغربية القامشلي ، ليست إلا مسرحيات هزيلة ، ممثليها من جميع الاطياف والقوميات وستكون بداية اعادة انتشار لقوات النظام السوري وتسليم المناطق الكوردية لها كما سلمت من قبل قوات ال ب ك ك الحليفة لها.

كما أنهم يعملون الآن على العودة التدريجية ضمن تكتيكات محلية ترضي الجميع .

فالقامشلي مدينة استراتيجية بالنسبة للروس الذين يحمون النظام السوري، يستحيل ان تتخلى عنها بهذه السهولة ، ولا اعتقد ان يكون هناك اي اعتراض من قبل الامريكان ايضاً على اعادة السيطرة لقوات النظام السوري ، التي ستعود عاجلاً ام اجلاً الى استلام والسيطرة على جميع الاراضي السورية .

لذلك الكورد السوريون سيدفعون ثمن سذاجتهم السياسية في هذه الحرب الباردة ، فالخاسر الكبير في هذه المعادلة وهذه الثورة هم الكورد انفسهم الذين لم يكونوا بالمستوى السياسي المطلوب للحصول على حقوق شعبهم والحفاظ على مكتسباتهم التي قدمت لهم على طبق من ذهب، والذين كان لهم الدور في تغيير ديمغرافية المناطق الكوردية والدور الرئيسي لخدمة اعداء القضية الكوردية في الاجزاء الاربعة .








pdk
Top