• Thursday, 25 April 2024
logo

أربيل والافاق الاستثمارية الواعدة

أربيل والافاق الاستثمارية الواعدة
عبدالرحمن الاصفر



قد نسمع من هنا وهناك الكثير من الكلام عن مدينة أربيل لكن انا شخصياً لم يسبق لي الكتابة عنها، لكني الان وبعد ان زرتها ورأيتها على ارض الواقع أدهشني على الفور حجم الفرص الاستثمارية المتاحة والكم الهائل من التقدم الذي يحدث فيها، ولم أبني كلامي هذا على مجرد مشاهدات سريعة وخاطفة، لكني كونت نظرتي هذه بناء على ارقام وبيانات اقتصادية وزيارات ميدانية ومقابلات عمل كثيرة، فالسياسة الاقتصادية التي قامت عليها مدينة أربيل اقل ما يمكنني وصفه بالمبهرة.

فالقطاع الخاص المزدهر والحكومة ذات التفكير المستقبلي الإيجابي والطموح والبيئة الأمنية القوية يجعل من أربيل تسجل نمواً اقتصادياً مثيراً للإعجاب، وأرى عوامل ومؤشرات قوية الى ان أربيل بدأت تثبت نفسها كمركز استثماري جديد في الشرق الأوسط، هذا الواقع الذي اراه بكل واقعية ومنطقية، فأرقام معدلات النمو وإجمالي الناتج المحلي تثبت ذلك رغم الصعاب التي واجهت العالم اجمع وليس مدينة أربيل فحسب في الفترة الماضية، لكن رغم ذلك فانفتاح المدينة على العالم بوتيرة مذهلة مع توفر أدوات الاستثمار ومجموعة متنوعة من التطورات الهامة سهلت هذا النمط من النمو الناجح وجعلت من أربيل محوراً مستقبلياً وشبكة تجارية للنشاط الاقتصادي في الشرق الأوسط، من خلال خلق بيئة صحية للأعمال والاستثمار وتعزيز أنشطة القطاعات وتطويرها، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة من خلال تأمين الوصول إلى الأسواق الخارجية للشركات المحلية، وكذلك المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية التي يمكن الوصول إليها عن طريق أسواقها المحلية.

ما رأيته وبكل أمانة جعلني اكتب هذا المقال البسيط الذي من المؤكد انه لن يغطي جميع جوانب المدينة الضخمة والاستثمار فيها، لكن سأسرد لكم ما شاهدته ولماذا يجب علينا الاستثمار والعمل فيها، ولماذا أربيل في الاتجاه الصحيح لتصبح من أهم المراكز الاستثمارية والتجارية في المنطقة كل ذلك سيكون في السطور التالية:

تعد مدينة أربيل بيئة آمنة جداً للأعمال والاستثمار، فهي مدينة آمنة ومستقرة ومزدهرة تنعم بالموارد والأراضي الخصبة والطاقة والمواقع التاريخية والاثرية التي تجذب الزوار من شتى بقاع العالم، بالإضافة الى التطور الكبير في العمران والبنى التحتية الضخمة والمتطورة والنقلة النوعية في قطاعات المال بشتى فروعها، بالإضافة الى ذلك فإن الموقع الجغرافي الذي تحتله المدينة والاهتمام الكبير بها من قبل الحكومة كونها عاصمة إقليم كوردستان العراق أنتج بيئة اقتصادية مستقرة ومتطورة ومستمرة التطور، كذلك توفر فيها مطار على معيار عالمي يدفع شركات الطيران الدولية الى تسيير رحلاتها الى المدينة بكل سلاسة وانسيابية، أدت الى جذب رأس المال الأجنبي إليها، وأدت الى تعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات بشكل ملحوظ، فجميع القطاعات الاستثمارية لها فرص جيدة، فعلى سبيل المثال ومما رأيت فأن الاستثمار في القطاع الزراعي واعد جداً وله إمكانيات هائلة توهله ليصبح مركزاً زراعياً ضخماً على مستوى الشرق الأوسط، وهناك مؤشرات قوية تدل على أن هذا القطاع له مستقبل بارز في المنطقة، ولو انتقلت باستعراض سريع الى قطاع الإسكان فانه يشهد مشاريع ضخمة جداً ويحدث هذا القطاع تطوراً سريعاً، كما أن هناك تطورات سكنية كبيرة في ضواحي أربيل قيد التنفيذ وستزيد بشكل كبير من المعروض من العقارات السكنية في غضون 2-3 سنوات المقبلة.

وقد اكتسبت أربيل مكانة وتقديراً متزايداً أيضاً لامتلاكها أفضل منظومة رعاية صحية في العراق بدون مبالغة، وهناك جودة وكفاءة في النظام الصحي للمدينة الأمر الذي يرفع من الاقبال عليها، ورأيت ان التوجه الى الاستثمار في القطاع الصحي على قدم وساق وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة سيجذب هذا القطاع المزيد من الاستثمارات الخاصة متمثلة بالمستشفيات والعيادات ذات المعايير العالمية، اما بالانتقال الى قطاع التعليم فأن أبواب الاستثمار في انشاء الجامعات الخاصة يعد امراً ناجحاً جداً والحكومة هناك تدعم التعليم الخاص وتصدر شهادة إنشاء جامعات وكليات خاصة بكل سهولة، وقد توسع الالتحاق بالجامعات الخاصة بسرعة كبيرة خلال السنوات الماضية ومازال الامر الذي يخبرنا عن مدى مردود الاستثمار في هذه القطاع.

ولأن المدينة غير ساحلية ومع ارتفاع مستوى التجارة تستمر شبكة النقل المحلية في لعب دور حاسم في الحفاظ على النمو، كما ساعدت خدمات الركاب والشحن الموسعة المعروضة من مطار اربيل على تعزيز سمعة المدينة المتميزة بالفعل كمركز حيوي للنقل الدولي، علاوة على ذلك التطوير المقترح لأنظمة السكك الحديدية ووسائل النقل العام الحديثة وأرى ان القطاع يمثل نقطة مضيئة في السوق المزدهر لأربيل والاستثمار فيه ناجح جداً.

اما قطاع الاتصالات يعد من أسرع الصناعات نمواً في المدينة وهو أحد القطاعات الأكثر أهمية من الناحية الستراتيجية للتطوير المستمر للمدينة، فهناك انتشار للتكنلوجيا والهواتف والأجهزة اللوحية بشكل ضخم جداً والاستثمار واعد في الفرص لشبكات الإنترنت التي تنمو بشكل كبير، ولعل التنافسية الكبيرة بين الشركات التي تقدم خدمة الانترنت في المدينة تخبرنا شيء بسيط عن مدى نجاح الاستثمار في هذا القطاع.

اما قطاع السياحة فهو اقل ما يمكن وصفة بأنه مذهل وتستمر السياحة في اربيل في النمو مما يعطي فرصاً استثمارية جديدة وهو قطاع أساسي للتنمية الاقتصادية السريعة للمدينة وقد ساعد التحسين الهائل للبنية التحتية إلى جانب برامج التجديد والترميم الحضري المكثفة على تطوير هذا القطاع، واصبحت اربيل من الوجهات الرئيسية للسياح المحليين والأجانب لروعة مناخها وجمال طبيعتها.

اما الخدمات المصرفية فهي تساعد وبشكل كبير القطاع الخاص والاستثمارات بالازدهار وفيها بنوك كبيرة متعددة الجنسيات حيث أصبحت اربيل المكان المثالي لتوسيع قطاع الخدمات المصرفية، حيث هناك فيها بنكين مركزيين مملوكين للدولة بالإضافة الى العديد من البنوك المملوكة للدولة والبنوك المملوكة للقطاع الخاص، كذلك توفر التأمين الذي يعمل على تعزيز الاستثمار، حيث يمكن للمستثمرين تقليل مخاطر استثماراتهم من خلال مشاريع مصممة بشكل مناسب وقد أضاف قطاع التأمين المزيد من المهنية على الاستثمار في المدينة.

وقد رصدت لكم بعض المشاريع الاستثمارية التي لها فرص كبيرة وناجحة وواعدة وسأذكر لكم البعض منها على عجالة، الصناعات الغذائية وتجارة واستيراد السيارات والآلات الثقيلة بالإضافة الى صناعة البتروكيمياويات ومصانع الاسمنت والأجهزة الكهربائية المنزلية ومصانع الطلاء والورق والزجاج والالمنيوم والأثاث والحديد والصلب والمحولات والكابلات الكهربائية والملابس والصابون والمنظفات والنسيج والسجاد والعصائر والمشروبات الغازية والأسمدة والأنابيب البلاستيكية وزيوت الطهي مثل عباد الشمس والذرة والزيتون وملح الطعام والطحين ومعجون الطماطة والقطن والحقائب الجلدية، بالإضافة الى الفنادق والمجمعات السياحية والمستشفيات والعيادات الخاصة وبناء المجمعات السكنية ومشاريع البنية التحتية ومطاعم الامتياز العالمية والبناء الجاهز بالإضافة الى تربية الأبقار والعجول والدواجن واللحوم وبيض المائدة، بالإضافة الى الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب والمدارس بمعايير دولية، فقطاعات الإسكان والسياحة والزراعة والصحة والتعليم والخدمات المصرفية والاتصالات والنقل والتجارة والصناعة جميعها تمتلك فرصاً استثمارية واعدة اذا ما تم وضع خطط استثمارية مميزة لها بالتأكيد إذا كنت مستثمراً أو إن كانت لديك شركة وترغب في الحصول على موطئ قدم في السوق العراقية فإن مدينة اربيل تعد بوابة واضحة المعالم لك .

ختاما ما ذكرته أعلاه هو ملخص سريع لما رأيته وشاهدته بأم عيني، وبناء على ذلك فأني أرى ان أربيل في الاتجاه الصحيح لتصبح من أهم المدن الاستثمارية في الشرق الأوسط وهذا الكلام ليس عشوائياً أو عبثاً بل هو كلام مبني عن واقعية ومنطقية وأدعو المستثمرين العرب وأصحاب الشركات الى بدء أعمالهم في أربيل، وان لا يضيعوا الفرصة فقطار التنمية والاستثمار يمضي مسرعاً فلا يفوتكم هذا القطار.

اللهم احفظ العراق واهله الطيبين الكرماء الاصلاء من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه اللهم ادم نعمك على أرض الرافدين وارزقهم الامن والأمان والاستقرار والازدهار.








روداو
Top