المتحدث السابق باسم "قسد": الرئيس بارزاني "وسيط مثالي" لغربي كوردستان لاتفاق يرضي كل الأطراف
افاد تقرير صحافي بأن الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يقود دور الوساطة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقيادة السورية الجديدة في دمشق، وتوصلت هذه الوساطة أخيرا إلى مجموعة نقاط رئيسية أهمها دمج قوات (قسد) ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ضمن الدولة السورية.
واستقبل الرئيس مسعود بارزاني، مساء الخميس، قائد قوات (قسد) مظلوم عبدي في منتجع صلاح الدين القريب من مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان وبحث الجانبان مجموعة من القضايا التي تهم الشأن الكوردي والسوري على حد سواء.
شروط على (قسد) الالتزام بها
تقرير لموقع “القدس العربي” طالعته (باسنيوز) ، نقل عن العقيد طلال علي سلو المتحدث الرسمي السابق باسم (قسد) ، قوله : ان "هناك اتفاق بوساطة السيد مسعود بارزاني، وشروط سوف تلتزم (قسد) بها وعندها يتم الاتفاق النهائي بشكل يرضي كل الأطراف في سوريا".
وحول تسوية وضع (قسد) والكورد في سوريا، قال إنه “يسير بشكل سلمي وشارف على النهاية، لافتا إلى أن "مسعود بارزاني هو الوسيط المثالي وبعد تحقيق عدة شروط سيتم دمج (قسد) و (مسد) ضمن الدولة السورية حسب الاتفاق النهائي”.
وأضاف سلو: "تناول اللقاء 3 ملفات أهمها وحدة الصف الكوردي على الساحة السورية، وخروج مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK وقيادات (قسد) من غير المكون السوري إلى بلادهم".
وتناول اللقاء أيضا، بحسب سلو، مستقبل مقاتلي وقيادات PKK غير السوريين، الموجودين ضمن قيادة (قسد)، حيث تقرر خروجهم من الأراضي السورية ، و”خروجهم من الأراضي السورية، هو مطلب أساسي كان لتركيا وحتى واشنطن”.
أما في الملف الثاني، وفق العقيد طلال سلو، فقد ناقش المجتمعون “مصير مقاتلي بيشمركة روجافا وعددهم بالآلاف بينهم مقاتلون وضباط وصف ضباط هؤلاء غالبيتهم من المكون الكوردي السوري ومتواجدون في إقليم كوردستان”.
وقال: "هؤلاء تم تدريبهم في مناطق أربيل، وهم من الكورد السوريين، وبالطبع فإنهم لن يستمروا هناك، حيث تم مناقشة وضعهم ليكونوا ضمن المفاوضات النهائية بين (قسد) والإدارة السورية الجديدة في دمشق، حيث سيتم تحديد مصيرهم".
كما طرح المجتمعون “ملف عملية التغيير التي تمر فيها سوريا، حيث أكدوا على توحيد الموقف الكوردي في الحوار مع الإدارة الجديدة في سوريا، حفاظا على الحق الكوردي الموجود ضمن سوريا، وأكدوا على ضرورة تحصيل حق الشعب الكوردي في سوريا بطريقة سلمية”.
ويتابع "كما ناقشوا الملف الاقتصادي والنفط والغاز والحصة الغذائية شرق الفرات وتوزيعها بشكل متساو، أو ضمن نسب معينة، حيث تركت هذه الملفات للمناقشة في دمشق بعد توحيد الموقف الكوردي وتشكيل وفد موحد من أجل مقابلة الإدارة السورية الجديدة وعلى أثر ذلك سيحل هذا الملف وفقا للتوافق بين الطرفين”.
وكان الرئيس بارزاني ناقش مع مظلوم عبدي مجموعة من القضايا لتوحيد الخطاب الكوردي تمهيدا للاتفاق النهائي مع الإدارة السورية الجديدة.
جهود امريكية وفرنسية
وفي هذا الإطار قال رئیس حزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا وعضو الامانة العامة للمجلس الوطنی الكوردي فی سوریا ENKS شلال كدو للمصدر السابق ، إن الاجتماع يأتي في سياق الوساطة التي يقودها الرئيس مسعود بارزاني لتوحيد الخطاب الكوردي في سوريا، سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، مشددا على أن اللقاء يعتبر “استكمالا للجهود الأمريكية والفرنسية التي تنشط في هذا المجال، حيث شهدت مدينة قامشلو في الأسابيع القليلة الماضية اجتماعات ماراثونية من قبل المبعوثين الأمريكيين وكذلك الفرنسيين مع المجلس الوطني الكوردي في سوريا وكذلك قائد قوات (قسد) مظلوم عبدي بهدف توحيد البيت الكوردي في هذه المرحلة”.
ويضيف ، بالقول "أما فيما يتعلق بشروط (قسد) السياسية أو العسكرية، فإنها سوف تناقش في دمشق مع السلطات السورية الجديدة". وعبّر المتحدث عن اعتقاده أن قوات (قسد) سوف تكون جزءا من جيش سوريا المستقبلي وكافة الفصائل المسلحة، كما أنها سوف تندمج في الجيش، لأنها تملك الرغبة بذلك.
لكنه اعتبر أن هذه العملية “ستكون طويلة ولكننا سوف نرى جيشا سوريا موحدا وكذلك حكومة سورية واحدة ووطنا سوريا واحدا يضم جميع المكونات”.
مرجعية كوردية
وتعكس الزيارة في إطارها العام وساطة من جانب قيادة إقليم كوردستان لتحقيق التوافق بين أحزاب الوحدة الوطنية (اكبرهم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) والمجلس الوطني الكوردي ENKS، وهو ما عبّر عنه الباحث السوري المختص بالشأن الكوردي أنس شواخ، حيث أوضح ، أن هذه الزيارة سوف ينتج عنها “تشكيل مرجعية سياسية كوردية موحدة من الطرفين للمشاركة في المحادثات مع الحكومة المركزية في دمشق وربما خلق أرضية شرعية لمشاركة عسكرية من جانب البيشمركة السورية (بيشمركة روجآفا) في الانتشار في المناطق ذات الغالبية الكوردية بعد انتشار قوات إدارة دمشق في بقية المناطق”.
وكان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري، قد كشف أن اللقاء الذي عُقد بين الزعيم الكوردي مسعود بارزاني وقائد (قسد) مظلوم عبدي يعد إنجازاً كبيراً لتعزيز الوحدة الكوردية.
وبحث الرئيس بارزاني وعبدي الأوضاع في سوريا وآخر التطورات الأمنية والسياسية فيها، وكذلك الإطار العام لتعامل الأطراف الكوردية مع الأوضاع المستجدة في سوريا حالياً، وسبل اتخاذ موقف مشترك بين الأطراف الكوردية في سوريا.
وأكد الجانبان على أن الأطراف الكوردية في سوريا يجب أن تقرر مصيرها بدون تدخل أي جهة ومن خلال الطرق السلمية، وأن تمضي بُغية ضمان حقوقها عبر توحيد صفوفها والانطلاق من موقف مشترك للتوصل إلى تفاهمات واتفاقيات مع السلطات الجديدة في سوريا.
كما شددا على أن تكون الأطراف الكوردية عامل سلام واستقرار وأن تعمل على منع تكرار المآسي التي تعرض لها الشعب الكوردي والمكونات الأخرى في سوريا.
اجتماع برعاية أمريكية
وكان قد سبق ذلك بأسابيع، لقاء جمع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، مع وفد من (قسد)، الجناح العسكري للإدارة الذاتية التي يشرف عليها PYD، في مطار الضمير العسكري برعاية أمريكية.
وبحسب مصادر أمنية ، فإن اللقاء الأول بين الطرفين وضع أسس الحوار، إذ “أبدت (قسد) موافقة على التوصل لحل مع الإدارة الجديدة بعدما وجدت نفسها بشكل مفاجئ مضطرة للتعامل مع الهيئة كسلطة بديلة عن نظام الأسد”.
موضحة طرحت (قسد) في اجتماع الضمير “إعادة هيكلة قواتها تحت مسمى فيلق معين ضمن الجيش الجديد وتحديد نسبة لها من الموارد التي تسيطر عليها خاصة النفط” ، لافتا إلى أن “الأمر لم يتم حسمه أو البت فيه، ولم يبرز في الاجتماع أي ملامح للموافقة عليه من عدمه”.
باسنيوز