وداعاً 2024: أنظمة تتهاوى وخرائط تنزف .. جردة حساب بأبرز أحداث عام الدراما
شهد عام 2024 استمراراً للحروب والنزاعات في مناطق مختلفة من العالم، مع بروز الشرق الأوسط كمسرح للأحداث الأبرز، وفي هذا السياق، تصدرت انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد عناوين الأخبار، في حين شكلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرحلة جديدة في السياسة الدولية.
حرب غزة وأحداث لبنان
استمرت الحرب في قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، وفي سبتمبر/أيلول 2024، وسعت إسرائيل عملياتها لتشمل لبنان، مستهدفة أعضاء وأنصار حزب الله، حيث تعرضت مناطق واسعة للقصف، أبرزها الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي 27 سبتمبر/أيلول، اغتيل حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، في غارة جوية، تلاها استهداف قيادات بارزة أخرى، وعلى الرغم من هذه الضربات، استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، حتى تم التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية في أكتوبر/تشرين الاول.
التصعيد مع إيران
وامتدت دائرة الصراع لتشمل إيران، حيث استهدفت غارات إسرائيلية مستشارين ومسؤولين إيرانيين في سوريا، بينهم القنصل الإيراني، وردت طهران بهجمات صاروخية ومسيرة مباشرة على أهداف داخل إسرائيل في تصعيد غير مسبوق، كما استهدفت إسرائيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أثناء وجوده في طهران، ما أدى إلى تفاقم التوترات.
المراقب للشأن السياسي أنس الشمري ، قال إن "عام 2024 يعكس تزايد حدة التحولات السياسية والصراعات الدولية، ما يجعل العام المقبل مرشحاً ليكون أكثر اضطراباً، خاصة مع تصاعد الانقسامات الإقليمية والعالمية".
وأضاف الشمري أن "هناك مؤشرات على أن العام 2025 سيشهد تغيرات نوعية في التحالفات الدولية، وتزايداً في التوترات الاقتصادية التي قد تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في العديد من الدول".
وأشار إلى أن "استمرار هذه الديناميكيات قد يدفع نحو ظهور قوى جديدة على الساحة الدولية، مع إعادة ترتيب الأولويات السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم".
انهيار نظام الأسد
وشهدت سوريا تطورات دراماتيكية في ديسمبر/كانون الاول، حيث سيطرت المعارضة المسلحة على عدة مدن كبرى، منها حلب وحماة ودرعا، لتصل إلى أطراف دمشق.
وفي 8 ديسمبر/كانون الاول ، تم إعلان سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى موسكو، حيث استغلت إسرائيل هذه الفوضى وشنّت غارات واسعة دمرت البنية العسكرية السورية، مع تقدم عشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.
بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني حميد العبيدي ، إن "الحروب والنزاعات التي شهدها عام 2024 أظهرت تصعيداً واضحاً في استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، ما ينذر بأن العام المقبل سيشهد توسعاً في هذه الصراعات، وربما انتقالها إلى مناطق جديدة غير مستقرة".
وأضاف العبيدي أن "تصاعد التوترات العسكرية في مناطق مختلفة يعكس عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول جذرية للنزاعات القائمة، وهو ما قد يؤدي إلى بروز تحالفات جديدة أو تدخلات عسكرية خارجية تزيد من تعقيد المشهد الأمني".
وتابع، أن "العام المقبل قد يكون حاسماً في تحديد مسارات هذه النزاعات، حيث من المتوقع أن تزداد المنافسة على النفوذ الإقليمي والدولي، ما قد يعزز احتمالية نشوب مواجهات مباشرة بين القوى الكبرى أو تصاعد الحروب بالوكالة في عدة مناطق".
عودة ترامب إلى الحكم
وعاد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، ورغم تعرضه لمحاولتي اغتيال خلال حملته الانتخابية، إلا أنه تمكن من تحقيق فوز ساحق على خصومه، وبدأت تصريحات ترامب المثيرة للجدل حتى قبل تسنمه المنصب مجدداً في يناير/كانون الثاني 2025، ما ينبئ بتحولات جديدة في السياسة الأمريكية.
صراعات عالمية متواصلة
واستمرت الحرب الروسية - الأوكرانية لتدخل عامها الثالث، متسببة في خسائر بشرية ومادية هائلة.
وفي السودان، تطورت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب شاملة أدت إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين.
وفي آسيا، تزايدت التوترات بين الصين وتايوان، فيما استمر التصعيد بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
نقلاً من باسنيوز