دعوة رسمية.. كاتدرائية نوتردام دو باري
اناهيتا حمو
تتمتع العلاقات الفرنسية-الكوردية بدلالات هامة، وتعد الدعوات الرسمية لرؤساء دول العالم من بين أبرز هذه الدلالات. ومن بين الأطراف المهمة، تأتي دعوة الرئيس الكوردي للمشاركة في اللقاءات الثقافية والسياسية المثمرة، والتي لها صدى حكمة يشبه لوحة نادرة للفيلسوف الإغريقي "ديوجين". هذه اللوحة التاريخية للفنان الإنجليزي جون ويليام ووترهاوس، التي تعود إلى عام 1882، تأسر الناظر بتداخلها العميق بين الفن والفلسفة. إنني أستحضر في ذهني الأحداث والتطورات الميدانية ونحن على عتبة مرحلة تعصف بالحروب من كل جانب، مما يبشر بمرحلة انتقالية في سوريا والشرق الأوسط.
تعد هذه الزيارة دلالة على بداية مرحلة جديدة، ورسم علاقات جديدة بين الشرق الأوسط والغرب. ويصفها وزير خارجية إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بأنها بداية لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط في اجتماع الدول السبع بالأمم المتحدة.
مع اقتراب أعياد الميلاد المجيد واستعدادات العام الجديد 2025، وتزين مدينة الأنوار باريس بصروحها الحضارية، نشر الإعلام الفرنسي الخبر الهام بالنسبة لفرنسا والعالم، حيث سيتم افتتاح الكاتدرائية بعد ترميمها في يوم السبت 7 ديسمبر 2024.
تتميز كاتدرائية نوتردام دو باري بموقعها في قلب باريس التاريخي، حيث تعتبر واحدة من الرموز الحضارية والثقافية الأكثر شهرة في العاصمة الفرنسية. وهي مقر أبرشية باريس ورئيس أساقفة باريس، ميشيل أوبيتيت. وفي عام 1805، مُنحت الكاتدرائية وضع البازيليكا الصغيرة. وتستقطب الكاتدرائية نحو 12 مليون زائر سنويًا، مما يجعلها أكثر المواقع زيارة في باريس.
تعد هذه الأمسية الباريسية حدثًا مثيرًا للجدل ومهمًا بالنسبة للكورد، خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها كوردستان وسوريا والدول المجاورة مثل تركيا والعراق وإيران. ففي بداية يوم الجمعة، وعلى قناة تلفزيون فرنسي، تم الإعلان عن إعادة افتتاح الكاتدرائية بعد تعرضها لحريق في عام 2019، عبر دعوة رسمية من دولة فرنسا التي تمثل صدى قويًا ومدويًا، يشبه فلسفة سقراط ونيتشه.
تتطور العلاقات الفرنسية الكوردية بسرعة نحو مزيد من الديناميكية والتحديث. وتعتبر دعوة الرئيس نيجرفان بارزاني إلى باريس لحضور افتتاح كاتدرائية نوتردام من الأحداث الثقافية والسياسية الهامة، والتي تعكس التقدم الكبير للعلاقات بين فرنسا وكوردستان. من جانبه، ذكر الدكتور كندال نزان أهمية هذه اللقاءات على كافة الأصعدة، لاسيما في المجال الثقافي والاجتماعي والدولي.
ومع اقتراب الزيارة التاريخية للرئيس نيجرفان بارزاني، تتوالى الأحاديث عن هذه الزيارة وأثرها البالغ على العلاقات الدولية، حيث أشار الدكتور كندال نزان إلى أهمية حضور الرئيس الكوردي في هذا الحدث الهام في باريس كدليل على تطور وضع كوردستان دوليًا.
كما أجرت الإعلامية هالا شالي، التي غابت عن أداء مهمتها النضالية في قناة روداو، لقاءً هامًا في المعهد الكوردي في باريس مع الدكتور كندال نزان، الذي تحدث عن الوضع في روجافا وكوردستان، وأكد على أهمية الدعم الكوردي في ظل الأوضاع الراهنة.
ولعل العديد من الأدباء والفنانين العالميين قد عبروا عن أهمية كاتدرائية نوتردام في الأدب والفن العالميين. وقد ساهمت أمريكا في ترميم الكاتدرائية، وهو ما يعكس اهتمام الدول الغربية بهذا المعلم الحضاري المهم. وتجسد أعمال فنية وأدبية، مثل رواية فيكتور هيغو "أحدب نوتردام"، أهمية هذا الحدث التاريخي ودعوة الرئيس الكوردي إلى باريس.
باسنيوز