أزمة مستمرة منذ سنوات .. من يقطع مياه الحسكة؟
تستمر معاناة انقطاع المياه في الحسكة بغربي كوردستان (كوردستان سوريا) التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، نتيجة الصراع الدائر بين قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› والفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة.
من يقطع المياه؟
يحمّل قسم كبير من السكان الفصائل الموالية لتركيا مسؤولية قطع المياه عن الحسكة بسبب سيطرتها على مدينة سرى كانيه (رأس العين) التي تضم محطة علوك وتعد مصدر ماء الشرب الوحيد لمدينة الحسكة وأريافها.
في حين يعتبر آخرون أن سبب انقطاع المياه هو قطع الإدارة الذاتيّة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الكهرباء عن سرى كانيه وكرى سبي (تل أبيض) وأريافهما، وهو ما منع وصول التيار الكهربائي لمحطة مياه علوك وبالتالي عدم قدرتها على ضخ المياه.
بالصدد، يقول الناشط الحقوقي محمد بوزان إن «أزمة المياه في الحسكة وريفها مستمرة نتيجة الصراع الدائر بين ‹قسد› والفصائل السورية الموالية لتركيا، وكل طرف يحمل الآخر مسؤولية انقطاع المياه بينما المواطن يدفع ضريبة هذا الصراع».
وأشار بوزان إلى أن «المياه والكهرباء تستخدمان كسلاح في الصراع الدائر، والخاسر الوحيد هو المواطن الذي لا يمتلك القدرة على شراء المياه الصالح للشرب».
واعتبر بوزان أن «قطع المياه عن المواطنين يعد جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين زمن الحرب».
وشدد الحقوقي الكوردي على «ضرورة إيجاد حل سريع ونهائي لقضية إنسانية بحتة، قضية مياه الشرب التي تعد من أبسط حقوق الإنسان، وتحييدها وإبعاد كافة الملفات الإنسانية عن الحرب الدائرة منذ سنوات في سوريا».
المياه الملوثة
وتؤكد مصادر طبية من المنطقة، إصابة أعداد كبيرة من المواطنين بحالات الإسهال والتسمم وغيرها في مدينة الحسكة، نتيجة استخدام المياه غير الصالحة للشرب، جرّاء ارتفاع أسعار المياه المعبأة وعدم القدرة على شرائها.
ويصل سعر خمسة براميل من المياه في صهاريج البيع إلى 25 ألف ليرة سورية، في حين يصل سعر 6 علب من المياه المفلترة المعدنية إلى 12 ألف ليرة سورية، وكثيرون لا يمتلكون القدرة على شراء المياه الصالحة للشرب مما يتسبب بإصابات في الأمراض المعوية والتهابات.
ومطلع يوليو/تموز الماضي، أعلنت مديرية المياه في الحسكة، التابعة لإدارة PYD، أن مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها ومخيمي واشوكاني ورأس العين «مناطق منكوبة» تكاد تنعدم الحياة فيها بسبب أزمة المياه.
وتطالب المنظمات الإنسانية بتحييد محطة علوك عن الصراعات السياسية والعسكرية، وإخضاع إدارتها إلى فريق متخصص ومستقل، تحت إشراف ورقابة دولية، وكف يد القوات التركية والإدارة الذاتية وأي طرف آخر من استخدامها كورقة ابتزاز.