إنتخابات قوم عند قوم فوائد
حسن شنكالي
ما أن تعلن المفوضية المستقلة للإنتخابات موعد بدء الحملة الإنتخابية حتى ينهال المرشحين على محلات التصوير والطباعة والحدادة ويتسابقون بل يتفنون في تنظيم بوسترات الدعاية الإنتخابية التي تتزين بصورهم الشخصية وبأحجام مختلفة ويبذلون فيها امولا "طائلة في الوقت الذي كان البعض منهم يبخلون على إعالة من بمعيتهم من عوائلهم لسد الرمق ويتبارون في إطلاق الوعود التي لا يمكن تحقيقها الا بمعجزة خارقة ، لكن المستفيد من المشهد هم أصحاب المطابع ومحلات الحدادة والذين ينتظرون الحدث بفارغ الصبر كل 4 سنوات حتى يسترزقوا بما يجود عليهم المرشحين من مال الله ناهيك عن الهدايا والنشاطات الإجتماعية والرياضية التي كانت غائبة عنهم قبل فترة ترشيحهم.
وما أن تنتهي فترة الإقتراع والتصويت حتى يبادر أصحاب محلات الحدادة بإزالة تلك البوسترات بين ليلة وضحاها والتي صنعت بأيديهم في فترة قياسية ليستفادوا من مادة الحديد مرة أخرى تيمنا "بقول الله عزوجل (رزقكم في السماء وما توعدون ) ويبقى الناخب المسكين في دوامة من أمره ينتظر أصحاب الوعود الذين فازوا بمقاعد نيابية أو محلية وهم ينعمون بما ظفروا به ليستجيبوا لمطالبهم البسيطة التي لا تتعدى الخدمات الاساسية للعيش بكرامة وللتخفيف عن كاهلهم لا سيما والنازحين يعيشون في ظروف قاهرة لا يشعر بمعاناتهم الا من عاش نفس المعاناة وهؤلاء نادرا ما تحظى بهم والأغلبية لا يعيرون لناخبيهم اي إهتمام وكأن في آذانهم وقر وهيهات ولكن لاحياة لمن تنادي.
وسيبقى المشهد هكذا في كل الديمقراطيات المستوردة من خارج الحدود ليرتقي من خلالها النفعيين على اكتاف الفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم وتستمر المعاناة ، والى متي يبقى البعير على التل ؟
باسنيوز