الإدارة الذاتية تكذّب تصريح الخارجية الأميركية بإنكار التغيير الديمغرافي في عفرين
كذّبت دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا التصريح الصحفي لوزارة الخارجية الأميركية الذي أنكر إحداث تغيير ديمغرافي في عفرين التابعة لروجآفا، ووصفته بأنه "غير صحيح".
"لا نية لتركيا لإحداث تغيير ديمغرافي"
أمس الخميس (3 آب)، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنه "لا" يرى نية لدى تركيا لإحداث تغيير ديمغرافي في شمال سوريا، عبر الخطة التي أعلنتها لإعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلدهم.
جواب ميلر جاء بعد سؤال صحفي خلال المؤتمر الأسبوعي، رداً على نية تركيا إحداث تغيير ديمغرافي بإعادة لاجئين سوريين إلى المناطق الكوردية في شمال سوريا، خاصة عفرين بريف حلب.
"غير صحيح"
من جانبه، علّق بدران جيا كرد، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة، على ما ورد في التصريح، قائلاً: "إننا نرى بأن التصريح الأخير الصادر على لسان الخارجية الأميركية القائل بأن عملية ترحيل اللاجئين الى المنطقة لا تشكل تغييراً ديموغرافيا في عفرين غير صحيح وهو موقف سياسي وغير عادل ومناقِض للواقع".
وشدد على أن التصريح "يُساهِم في خلق المزيد من تعقيد الاوضاع في تناغم واضح مع المطالب التركية".
وأشار إلى أن الإدارة الذاتية تعتبر "ما تُمارسه تركيا اليوم بحق السوريين من خلال تهجيرهم قسراً، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ، ولحقوق اللاجئين"، مبدياً دعمهم للعودة الآمنة والكريمة.
بدران جيا كرد، دعا المجتمع الدولي إلى "إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين".
"وضع حد للمسيرات التركية"
من جهة أخرى، طالب الرئيس المشترك لخارجية الإدارة الذاتية بـ "وضع حد للقصف المستمر الذي تقوم به المُسيرات التركية على المناطق الآمنة".
ولفت إلى أن قصف المسيّرات التركية "يتسبب في إشاعة حالة من اللااستقرار، ودفع المدنيين الى ترك مناطقهم والهجرة الى الخارج".
وسبق أن أعلنت قسد، مقتل 4 مقاتلين لها وإصابة اثنين آخرين إثر استهداف مسيّرة تركية لسيارتهم عند مفرق هرم شيخو على الطريق الواصل بين مدينتي قامشلو وعامودا.
اتساع رقعة التغيير الديمغرافي
وتجدر الإشارة إلى أن المناطق الكوردية المحتلة في روجآفاي كوردستان من قبل القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها، والتي هُجّر غالبية سكانها الأصليين، تشهد اتساعاً في عملية التغيير الديمغرافي من خلال الاستيلاء على ممتلكات الكورد المهجّرين قسراً وتوطين سوريين من مكونات ومناطق أخرى في أماكنهم.
حسين نعسو، الحقوقي من عفرين، قال لشبكة رووداو الإعلامية إن نسبة الكورد المتبقين في عفرين بعد 2018 تصل إلى 20 في المائة فقط.
وأضاف: "نشرت مصادر تابعة للفصائل المسلحة إحصائية رسمية منذ فترة وأكدت أن العدد الإجمالي لسكان عفرين حالياً حوالي 435 ألف نسمة، منهم 112 ألف كوردي فقط، والبقية من التركمان والعرب".
وأشار إلى أن ذلك "يعني أن نسبة الكورد الذين بقوا في عفرين هي 20% فقط و80 بالمائة هم من التركمان والعرب الذين استقروا في منازل وعقارات المهجّرين الكورد"، لافتاً إلى أن بناء أكثر من 25 مستوطنة سكنية في أنحاء عفرين.
وتسيطر الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا على منطقة عفرين منذ تاريخ 18/3/2018، بعد أن خاضت معارك عنيفة مدعومةً بالجيش والطيران التركيين ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.
وبعد سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين، بدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب وسرقة كل شيء، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب واضطهاد وخطف المواطنين واقتحام بيوتهم وانتهاك حرماتها دون أي رادع.
روداو