تركيا تقايض العراق.. تأمين "طريق التنمية" مقابل إنهاء الـ"PKK"
اعتبرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، يوم الإثنين، ان على بغداد اقامة تحالفات امنية وتجارية مع حلفاء أقوياء لأن وجود بيئة غير آمنة تمثل تهديدا كبيرا لمشاريعها مثل "طريق التنمية" الذي يمكن ان يؤدي الى اشراقة مستقبل البلد، طارحة شكوك حول موقف طهران وواشنطن من المشروع العملاق.
وذكر التقرير التركي الصادر بالإنجليزية بأنه "عندما استضاف الرئيس رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أنقرة في 21 اذار/ مارس، اعلنا عن تكليف الوزراء في البلدين بالعمل على "طريق التنمية" (القناة الجافة) الذي سيمر عبر مناطق عراقية وتركية، ويبلغ طول الطريق 1200 كيلومتر، وهو مؤلف من السكك الحديدية والطرق السريعة وخطوط الأنابيب، بدءا من ميناء الفاو بالبصرة الى ميناء مرسين التركي".
وبحسب التقرير فإن "طريق السكك الحديدية سيكون بمقدوره نقل 3.5 مليون طن من البضائع في المرحلة الأولى و 7.5 مليون طن في المرحلة الثانية، بينما من المتوقع ان تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع المسمى "طريق الحرير الجديد"، 20 مليار دولار، وهو ايضا سيربط الشرق بالغرب كبديل قناة السويس، ويربط ايضا دول الخليج والاردن وحتى ايران بأوروبا.
لكن التقرير اعتبر ان هناك عقبات أمام المشروع، موضحا انه برغم ان طريق التنمية سيكون مفيدا بالنسبة الى ايران، الا انها قد لا تسمح للحكومة العراقية باستكماله باعتبار ان المشروع يتجاهل خطط طهران للوصول الى ميناء البصرة وسوريا.
بالإضافة الى ذلك، تساءل التقرير بقلق عما اذا كانت الادارة الامريكية ستتيح تحقيق المشروع، مضيفا في الوقت نفسه، ان العراق ليس بإمكانه تحمل المشروع بميزانيته الحالية ويحتاج بالتالي الى استثمارات أجنبية.
لكن التقرير اعتبر ان "العائق الاكثر اهمية" هو وجود التنظيمات الارهابية والمسلحين على الاراضي العراقية، موضحا انه عندما يكون الطريق جاهزا للاستخدام، فان المشكلة الاساسية ستتمثل عندها بسلامة النقل، حيث من المرجح ان تقوم داعش وحزب العمال الكوردستاني والجماعات المسلحة بشن هجمات على الطريق.
وفي هذا السياق، بعدما تساءل التقرير عن مدى قدرات قوات الامن العراقية في منع مثل هذه الهجمات، قال إن "العراق سيعاني من بيئته الحالية غير الآمنة. ودعا التقرير العراق الى النضال من اجل مستقبله وضمان امن عمليات اعادة البناء. لكنه رأى ان الجماعات المسلحة في العراق تعتبر أقوى من الجيش العراقي، وان الأسوأ من ذلك ان جماعات كهذه تعمل كوكلاء لقوى خارجية.
ولهذا، يعتبر التقرير انه بالاضافة الى المقاتلين المحليين، فان الجماعات الارهابية تشكل تهديدا اضافيا للمشاريع العملاقة في العراق.
وبحسب التقرير فإن "الحل المعقول" هو تكليف شركة او شركات أجنبية يمكن لحكوماتها توفير الامن للمشروع، مرجحا ان ترحب العديد من الحكومات بمثل هذا الاقتراح لان الايرادات التي ستتنتج عن عمليات الاعمار ستكون كبيرة.
أما بالنسبة لدور تركيا، فقد ذكر التقرير انه بامكان بغداد التعاون مع الحكومة التركية خصوصا في شمال العراق، من خلال الانضمام الى عمليات الجيش التركي ضد الارهاب، معتبرا انه لا وجود لمشكلة لدى تركيا ازاء العراق والعلاقات يمكن ان تتحسن، لم يكن هناك وجود لحزب العمال الكوردستاني على اراضي العراق.
واشار التقرير الى ان مشروع "طريق التنمي" يكشف ان الارهاب يلحق ضررا بالعراق أيضا، مضيفا انه "اذا كانت هناك مجموعة ارهابية في منطقتك، فهذا يشير الى أنه ليس لديك القوة الكافية للقضاء عليها".
وتابع قائلا إن "العراق يعترف بانه لا يستطيع محاربة حزب العمال الكوردستاني في ظل مشاكله الاخرى، لكن بامكان العراق المشاركة في جهود الجيش التركي لاخراج التنظيم الارهابي وازالة عقبة مهمة امام المشروع، في حين ان بامكان تركيا مساعدة الحكومة العراقية في محاربة داعش والجماعات المسلحة الاخرى".
وختم التقرير بالقول ان "البيئة غير الآمنة تمثل تهديدا كبيرا لمشاريع العراق التي أن تجعل مستقبل البلاد مشرقا"، مضيفا انه "على بغداد خلق حلفاء امنيين وتجاريين من اجل انجاز مشاريعها، وانه يمكن لمجموعة من القوى الكبيرة والمتوسطة ضمان تحقيق طريق التنمية والمشاريع الاخرى".
وخلص الى القول انه "على الحكومة العراقية التصرف بمهارة أكبر".
شفق نيوز