سباق سيارات الأطفال: تجربة فريدة من نوعها لأول مرة في خانقين وكوردستان
يقام في مدينة خانقين مشروع سباق سيارات الأطفال، الذي يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط والعراق وخانقين بشكل خاص، ويعتبر هذا المشروع هو ترفيهي تربوي هادف وسيقام في خانقين وباقي مدن كوردستان بحسب القائمين عليه، حيث ستنطلق البطولة الأولى في مدينة خانقين منتصف شهر آذار الحالي.
وتكمن فكرة المشروع على إقامة بطولة لسيارات الأطفال (شحن 12 فولت) تتبارى فيها 20 سيارة مختلفة لعشرين طفل، وسيخرج من بينهم 3 متبارين لإحراز لقب البطولة والحصول على الكأس، ويحصل بقية الأطفال على القلادات الذهبية وألعاب احترافية كنوع من التشجيع، وستكرر هذه المسابقة في عدة محافظات ليتبارى الأوائل على بطولة العراق بعد ذلك، وسيتخلل البطولة وصلة غنائية، وافتتاح البطولة سيكون بعرض طيران ريمونت كونترول (RC).
سباق السيارات نادر دولياً
يقول صاحب المشروع الفنان والمخرج إياد جبار في حديث إن «البداية كانت حلم أن أغير شيء من هدف وطموح الطفل، خاصة بعد أن عشت عمليا مع نماذج من أطفال سيطرت عليهم الألعاب الالكترونية. بدأت الفكرة بإنشاء رياضة مؤثرة على اتجاه وطموح الأطفال في الدول المتقدمة، فاخترت السيارات الصغيرة، وهذا النوع من السباقات نادر دولياً، وبالفعل بدأت دراسة المشروع والعمل على التجهيز له منذ أكثر من سنة ونصف».
ويرى إياد جبار، أن «الطفل يحتاج في سن مبكرة إلى تعلم مبادئ العلوم المختلفة ويكتسب القدرات والمهارات وأن يتشارك مع أصدقائه الصغار والدخول في عالم الرياضة من مختلف الأبواب والابتعاد عن العالم الافتراضي من ألعاب (البليستيشن) وغيرها التي هي وبرأيينا الشخصي تخلق نوعاً من التوحد وعدم الإصرار في تحقيق الأحلام والطموحات، فـقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الصغار قبل مرحلة التعليم الأساسي يصبحون أكثر قدرة ومهارة اجتماعية وثقافية ورياضية من أقرانهم الذين لم يتعلموا في هذه السن المبكرة».
وتابع إياد جبار، إن «السباق ليس به أي خطورة على الأطفال، فالسرعة القصوى هي 3 كم في الساعة، أي السير الطبيعي للإنسان، وقد نفذت عملية المحاكاة للسباق قبل ذلك، خاصة أن المشاركين هم بأعمار صغيرة من 5 ـ 9 سنوات، والسيارات تعمل ببطاريات قليلة الفولتية».
وأضاف مدير المشروع، أن «كل المشاركين وأهاليهم متحمسون لتنفيذ هذا السباق، خاصة أن الثلاثة الأوائل من السباق سيتبارون على نهائي البطولة في مدينة أربيل بعد التصفية في عدة محافظات في العراق وإقليم كوردستان».
وفيما يخص الدعم المادي، أكد جبار أن «الدعم ذاتي، وبانتظار بعض الشخصيات من مدينة خانقين لدعم المشروع، وسأفاتح الجهات الحكومية المعنية بعد تنفيذ هذه الدورة، فالكثير من المحاولات والمخاطبات لم تنتج عن دعم ملموس مبررين ذلك بالميزانية وغيرها».
ويعتقد صاحب مشروع سباق سيارات الأطفال، أن «السبب الرئيسي هو إصراري على تنفيذ المشروع في مدينة خانقين لأدعم المشروع كبداية في هذه المدينة العريقة».
الجدير بالذكر أن العمر المستهدف للمشاركة بالسباق هو (من 5 إلى10 سنوات) وتكمن أهداف المشروع في تأطير الأطفال من خلال المشاركة الفعالة بالنشاطات الرياضية، استقطاب الأطفال للانخراط في الفعاليات الجماعية، تنشيط العقل والجسد للطفل من المشاركة الفعلية بالفعاليات، زيادة القدرة التركيزية للطفل، إعطاء الفرصة لاكتشاف إبداعات الأطفال الفنية من خلال الأنشطة الرياضية، الاهتمام ومساعدة الصغار على التعبير عما يدور بداخلهم بطريقة محترفة ومنحهم الثقة في أنفسهم وتشجيعهم على الدمج بين الأطفال بكل الأنشطة.
نمو المهارات الجسدية
من جانبها تقول الخبيرة التربوية إسراء البياتي : إن «الألعاب المتحركة تعتبر ذات فائدة كبيرة لأن دفع سيارة للسير يُعد مثالاً جيداً على نمو المهارات الجسدية، كما أنه يساعد الأطفال على كشف بيئتهم المحيطة وقدراتهم البدنية عن طريق اللعب».
وترى البياتي، أن «الألعاب الميكانيكية تنمي من مهارات الطفل على عكس العاب الكمبيوتر التي تسبب مشاكل نفسية للطفل كالانطوائية والخجل والتوتر وحتى الأرق وضعف البصر وغيرها من المشاكل النفسية والبدنية».
وتابعت الخبيرة التربوية: «وتظهر فوائد أسلوب التعلم باللعب للطفل أنه يؤكد الذات من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة عبر خلق المنافسة، إضاقة إلى تعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين واحترام القوانين والالتزام بها، مما يساعد على نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل، وبالتالي يكتسب الطفل الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها».
ويعتبر الكاتب والباحث المتخصص في علم نفس الأطفال محمود طافش، تغيير استراتيجيات التعليم من أبرز مُكوَّنات البيئة الغنية التي تساعد على إحداث تغيير مرغوب في سلوك الأطفال وفي طرائق تفكيرهم، ومن أبرز الاستراتيجيات التي تحقق هذا الهدف: التعلُّم من خلال اللعب، والرحلات الميدانيَّة واستخدام الحاسوب، وشبكة الانترنت.
كما يعد اللعب من وسائل تربية التفكير عند الأطفال الذين هم دون السادسة من أعمارهم، ولا يقتصر أثره على الجانب النفس حركي، وإنما يتعداه إلى سائر النواحي الأخرى المُكوَّنة لشخصيته، وهي: المعرفيَّة والعاطفية والاجتماعيَّة. ويسهم اللعب بصورة فاعلة في تنمية الجانب العقلي للطفل، فتنمو قدرته على الكلام الذي يتعلَّمه من والديه ومن أقرانه، حيث تصبح حصيلته اللغويَّة أكثر غنى. وهكذا فإن اللعب خصوصاً اللعب الحر يعد مصدراً خصباً من مصادر التعلُّم، وعاملاً مهماً من عوامل النمو العقلي للأطفال.
وقد ثبتت هذه الحقيقة من خلال مجموعة من الدراسات قام بها عدد من الباحثين من أمثال جان بياجيه (J.Piaget) وبيري (Pere). كما أكَّدت دراسة قام بها تورانس (Torrance 1970) الأهمية البالغة للألعاب القائمة على حل المشكلات، وتزداد القيمة التربويَّة لهذه الألعاب إذا كانت تستند إلى تخطيط واعٍ، ومنهجيَّة واضحة الأهداف.