"اقوى رجل في العراق" يستعرض قوته في "24 ساعة" ويعيد صياغة دوره السياسي
ذكرت شبكة "سي ان ان" الامريكية ان العراق عاش "24 ساعة مجانية" من الفوضى، وأن ذلك أظهر قدرة الزعيم الصدري مقتدى الصدر على خلق العنف في وجه خصومه، وأنه "لاعب رئيسي"، لكن انهاء الاشتباكات لا يعني بالضرورة، نهاية الأزمات السياسية والمعيشية التي يواجهها العراقيون.
ولفتت القناة التلفزيونية الامريكية في تقريرها إلى ان الصدر اظهر انه "اقوى رجل في العراق" من خلال استعراض قوته خلال 24 ساعة فقط، ووقوع أكثر الأحداث عنفا في العاصمة بغداد منذ سنوات".
وذكّر التقرير الأمريكي بأن الصدر كان قد انسحب من السياسة يوم الاثنين في ظل إحباطه إزاء مناورات خصومه ضده، وهي خطوة دفعت انصاره الى الاحتجاج في الشوارع واقتحام المنطقة الخضراء.
ونقل التقرير عن الباحث في "مؤسسة القرن" الامريكية سجاد جياد قوله إن الصدر "سمح لأنصاره بالحصول على 24 ساعة مجانية للقيام بما يحلو لهم"، مشيرا الى مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا وجرح 250 آخرين، قبل أن يدعو الصدر انصاره الى الانسحاب.
واعتبر جياد ان الصدر وجه "رسالة إلى منافسيه بأنه لاعب رئيسي في البلاد"، مضيفا انه اظهر تمتعه بالقدرة على استخدام العنف كأي طرف آخر.
وبحسب التقرير الأمريكي فإن، هذه الأحداث أظهرت هشاشة الحكومة في بغداد والتي اشار الى أنها احتفظت بحيادها بدرجة كبيرة خلال الأزمة، وهو أيضا حال اللاعبين المتنافسين في الداخل والخارج الذين يسعون لممارسة سيطرة على السياسة العراقية.
وبعدما ذكر التقرير بتاريخ مقتدى الصدر وعائلته ونفوذها بين ملايين العراقيين، اعتبر ان زعيم التيار الصدري تمكن من إعادة صياغة دوره في السياسة العراقية والاستفادة من حركة الاحتجاج الشيعية القوية، من اجل البقاء والتغلب على منافسيه الكثيرين خلال مدى العقدين الماضيين.
وتابع التقرير؛ أن خطوة الصدر الاخيرة، تقوي من مكانته كأحد أكثر الشخصيات نفوذا في العراق، مضيفا انه صار يصوغ نفسه على أنه "قومي عراقي"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات اللتين تعتبران ان ايران تشكل تهديدا للامن الاقليمي.
ونقل التقرير عن الباحث في كلية هارفارد كينيد للشرق الاوسط مارسين الشمري قوله ان "الولايات المتحدة ودول الخليج تدعمان الصدر بشكل غير مباشر بسبب موقفه ضد إيران".
الى ذلك، اشار التقرير الى ان الصدر اعلن الانسحاب بشكل نهائي من السياسة، بعد إعلان الزعيم الروحي لحركته آية الله العظمى كاظم الحائري المقيم في ايران، تنحيه عن منصبه كمرجع، واعطى اوامر لاتباعه بالولاء للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وهو موقف من الحائري قال الصدر انه جاء نتيجة تعرضه لضغوط من إيران للقيام بذلك بهدف إضعافه.
واوضح الشمري ان تنحي الحائري كان بمثابة "خطوة لا سابق لها من جانب آية الله"، مضيفا ان الحائري انتقد الصدر بسبب تسببه بعدم الاستقرار في العراق، مشيرا إلى اعتقاده بأن "تصريحه صدر تحت ضغط من إيران".
وبعدما أشار التقرير إلى أن انسحاب الصدر ان كان حقيقيا، قد يؤدي الى السماح للشيعة الآخرين والعديد منهم مدعوم من إيران، بالهيمنة على سياسة العراق، نقل عن الشمري قوله ان "الرأي العام في العراق يكن العداء لإيران، وهو ما يعني أنه في أي انتخابات مقبلة في حال كانت حرة ونزيهة وبنسبة مشاركة لائقة، فانها قد تؤدي الى ظهور أحزاب سياسية جديدة تمثل الشارع العراقي".
وفي حين ذكر بتصريحات للرئيس العراقي برهم صالح بأنه برغم انتهاء الازمة، الا ان هذا لا يعني أن الأزمة السياسية قد انتهت، واقترح إجراء انتخابات جديدة، نقل التقرير عن جياد قوله انه لا وجود لأمل كبير في حدوث التغيير.
ولفت جياد الى ان النخبة الحاكمة قد تؤجل تلك الانتخابات لتحافظ على الوضع القائم"، مضيفا أن ما من أحد ممن الطرفين مستعد للتنازل.
وختم جياد بالقول إنه في الوقت الذي يتناحر فيه السياسيون، فإن مشكلات العراق الاكثر الحاحا مثل انقطاع التيار الكهربائي، ما زالت بلا حلول، معتبرا أن السياسيين "يسيئون فهم صبر الشعب.. وأعتقد أن الاحتجاجات ستندلع في نهاية الأمر".
شفق نيوز