• Thursday, 05 December 2024
logo

حاثاً لتزويد أربيل بأنظمة دفاع جوية.. تقرير أمريكي: "التحالف الثلاثي" فرصة استثنائية

حاثاً لتزويد أربيل بأنظمة دفاع جوية.. تقرير أمريكي:

خلص "معهد بروكينجز" الأمريكي الى ان التحالف الثلاثي القائم حاليا في العراق، يشكل فرصة مهمة بالنسبة الى الولايات المتحدة والمنطقة، داعيا واشنطن الى دعم اقليم كوردستان في قطاعه الامني، وتزويده بأنظمة دفاع جوية لمواجهة الهجمات الصاروخية والجوية عليه، وضمان ان تؤتي خريطة الطريق التي تجمع مقتدى الصدر ومسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي، ثمارها.

 

واعتبر المعهد الأمريكي في تقرير  ان "اصرار الصدر على استبعاد إيران ووكلائها من الحكومة العراقية المقبلة، هو فرصة فريدة لإلغاء نفوذهم السياسي بطريقة لم يكن من الممكن تصورها من قبل".

 

وبداية، لفت التقرير الامريكي الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها "يواجهون معضلة وفرصة في العراق"، تتمثل في فوز مقتدى الصدر بالانتخابات، واصفة اياه بانه "لطالما كان على خلاف مع الغرب" وانه في الوقت نفسه لديه "خلافات تاريخية مع النظام الايراني وهو منغمس بخصومات مستمرة مع العديد من الميليشيات التي تسيطر عليها طهران او متحالفة معها".

 

وبعدما اشار التقرير الى ان انتصار الصدر في الانتخابات "لا يشكل ظرفا مثاليا"، الا انه اعتبر ان هذا الانتصار المترافق مع التراجع الانتخابي للميليشيات المتحالفة مع ايران، ومع قيام تحالف الصدر مع لاعبين سياسيين معتدلين ومدعومين من الغرب وامريكا، من اجل تشكيل حكومة اغلبية، يشير الى ان امام واشنطن "فرصة تاريخية لدعم تحالف عابر للطوائف يتمتع بالمصداقية، والاستفادة منه".

واعتبر التقرير ان بامكان تحالف الشراكة هذا ان "يقلل من المساحة التي تزدهر فيها الميليشيات المتطرفة، وان تردم الهوة بين العراق والعالم العربي، واستعادة سلطة الدولة العراقية على المدى الطويل".

 

عدو عدوي

 

وفي حين اشار التقرير الى ان "الصدر ليس حليفا طبيعيا للولايات المتحدة" مذكرا بأن ميليشياته سبق لها التورط في العنف الطائفي وقمع النشطاء ومقتل 600 جندي امريكي، الا انه اوضح ان هناك سمات مميزة حاسمة تميز الصدر عن خصومه، معتبرا انها مهمة لمسيرة العراق وعلاقته مع الغرب، وان الصدر يرى انه من الضروري استبعاد الميليشيات من الحكومة المقبلة او احتوائها.

 

ولفت الى انه ليس امام الصدر "نافذة فرصة مفتوحة لانهائيا" حيث ان مستقبل التيار الصدري يعتمد على منع الميليشيات المتحالفة مع ايران، من الامتداد داخل الدولة من خلال الحشد الشعبي.

 

واشار الى ان طبيعة ونطاق وحجم الهجمات اليومية التي يرتكبها وكلاء ايران تجعل من هيمنتهم تهديدا مباشرا، وان احتوائها تمثل أولوية ملحة تتخطى جهود العراق الاوسع لاصلاح قطاعه الامني، كما ان الميليشيات المدعومة من ايران تعتبر الجهة السياسية الفاعلة الوحيدة التي تستخدم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من اجل التأثير على خصومها والضغط عليهم، واستغلال ذلك كتكتيك تفاوضي.

 

وبعدما لفت التقرير الى ان الغرب سبق له "العمل مع اعدائه في العراق" واماكن اخرى، بما في ذلك مع المتمردين السنة الذين لجأوا الى الولايات المتحدة لنيل الدعم ولعبوا دورا فعالا في اطار قوات الصحوة من اجل الحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة في العراق، اعتبر ان "الغرب ليس مضطرا للشراكة مع الصدر، الا ان عليه استعياب ان تفوق الصدر هو واقع سياسي، ويتحتم عليه بالتالي ايجاد وسائل لتقوية تحالفه، وهو أهون الشرين".

 

واوضح التقرير انه يجب عدم الاستخفاف بان الصدر قد دخل في شراكة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحاكم في كوردستان بقيادة مسعود بارزاني الذي قاد مساعي الكورد التاريخية من اجل الاستقلال في العام 2017.

 

ودعا التقرير المراقبين الغربيين ان يتطلعوا الى افعال الصدر كاصطفافه مع الكورد والزعيم السني محمد الحلبوسي، لتحديد كيفية تكيفهم مع صعوده الانتخابي، مضيفا ان على الولايات المتحدة استعياب فكرة ظهور تحالف تاريخي عابرا للطوائف ومدعوم اقليميا يضم بعضا من اكثر حلفاء الغرب حماسة.

 

 

المساعدة الامريكية

 

وفي المقابل، ذكر التقرير ان ايران وقوات الحشد الشعبي تبذل قصارى الجهود من اجل عرقلة التحالف الثلاثي من خلال شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على اربيل، بالاضافة الى اغتيال المنافسين، واستغلال الانقسامات بين الكورد، من اجل فرض قيام حكومة ائتلافية في بغداد، مشيرا الى انه في سياق الضغط الاقتصادي على كوردستان، صدرت قرارات من المحكمة الاتحادية العليا في بغداد، تعتبر ان صادرات النفط الكوردي غير قانونية، لافتا الى ان هذه الاحكام "مشكوك فيها وصدرت بدوافع سياسية".

 

الا ان التقرير اعتبر ان حكم المحكمة لم يردع اللاعبين الاقليميين عن اقامة علاقات اكثر وثوقا مع اربيل، واستمرارهم بدعم تحالف الصدر، وهو ما تبين بوضوح في زيارات رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني الى تركيا ودولة الامارات وقطر.

 

وخلص التقرير الى ان القول ان قرار طهران بمهاجمة اربيل بالصواريخ يوحي بالمضيق اليائس الذي تجد ايران نفسها فيه، الا انه ايضا يسلط الضوء على نقاط ضعف حلفاء امريكا.

 

ولهذا، دعا التقرير واشنطن الى على العمل من اجل المحافظة على الزخم الناتج عن التواصل الاقليمي لبارزاني، ودعم محاولات رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي من اجل ادخال العراق في فلك العالم العربي.

 

كما دعا التقرير اقليم كوردستان، كحكومة بغداد، الى العمل على اصلاح قطاعه الامني لكي يتمكن من محاربة وكلاء ايران، وان على الولايات المتحدة التوقف عن التصرف كمتفرج على تكتيكات ايران، والعمل من اجل ايجاد وسائل لضمان ان تؤتي خريطة الطريق السياسية بين الصدر وبارزاني والحلبوسي ثمارها.

 

وفي حين اشار التقرير الى ان طهران تستغل الخلافات السياسية، مثل الانقسامات الكوردية حول الرئاسة العراقية، الا انه دعا واشنطن الى النظر في ردود الفعل العسكرية الانتقامية المتناسبة على هجمات طهران على اربيل والبحث في تزويد اقليم كوردستان، بانظمة للدفاع الجوي، معتبرا انها ستكون خطوة تلقى الترحيب في العالم العربي.

 

وختم التقرير بالاشارة الى "وجود اقرار في جميع انحاء المنطقة بان كلا من عزيمة الصدر على استبعاد ايران ووكلائها من الحكومة العراقية، والتحالف الثلاثي نفسه ايضا، يشكلان فرصة فريدة لالغاء النفوذ السياسي لايران ووكلائها، بوسائل لم يكن من الممكن تصورها فيما مضى".

 

وخلص "معهد بروكينجز" الى القول انه "سيتحتم على العراقيين ان يتحملوا العبء الثقيل"، الا انه اكد على وجود فرصة امام الولايات المتحدة، من اجل تمكين التحالف الذي "قد يكون الخيار الاقل سوءا لبغداد من اجل ادارة التهديد الذي يمثله الوكيل الايراني، وانجاز درجة معينة من الاستقرار في العراق".

 

 

 

شفق نيوز

Top