• Wednesday, 03 July 2024
logo

الفنان إلهام المدفعي: نجحت في تجديد الأغنية العراقية.. وانا بين جمهوري ببغداد وأربيل في كل الظروف

الفنان إلهام المدفعي: نجحت في تجديد الأغنية العراقية.. وانا بين جمهوري ببغداد وأربيل في كل الظروف

عندما بدأ الفنان الموسيقي إلهام المدفعي مشواره الفني، منطلقاً في نهاية الستينيات بتجديده للتراث الموسيقي والغنائي العراقي بقالب "موسيقى الجاز"، وعلى إيقاع الآلات الغربية، واجه الكثير من العراقيل، إذ اعتبر العديد من التقليديين أسلوبه تهديداً للتراث الموسيقي، لكن الحملة التي شنت ضده لم تؤخره عن تحقيق هدفه، فكل ما عمل عليه هو إخراج الأغاني التي كان محصوراً تداولها وسماعها بين جيل معين واداؤها بأسلوب متجدد مما أطلقها لأجيال من الشباب حتى اليوم.

روح حضارية

ينتمي المدفعي إلى عائلة من المهندسين والمثقفين ساهمت بفاعلية ببناء بغداد الحديثة، معمارياً وحضارياً، يوضح: "وفي بيت العائلة، حيث كانت تعقد جلسات الحوارات الفكرية، والغناء، كنت أستمع لأغاني مثل (يا الزارع البزرنكوش.. ازرع لنا حنة، وجلجل علي الرمان، الما يرابض)، وغيرها، بأصوات وآلات موسيقية تراثية، وكنت أفكر في نقل هذه الأغاني بأسلوب جديد يتناسب مع روح العصر وأتيح للشباب الاستماع إليها، خاصة وأن موجات الفرق الموسيقية الغربية كانت سائدة في العالم مثل فرقة (البيتلز) الانكليزية المشهورة، وسألت نفسي، من الممكن أن نفعل ذلك، وهكذا بدأت".

أربيل الأمان

 الفنان إلهام المدفعي الذي يزور أربيل حالياً لإحياء حفلة موسيقية في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، ليتوجه بعدها إلى بغداد لإحياء حفلة كبيرة جداً على المسرح الوطني، قال: "أنا لست ضيفاً في إقليم كوردستان، بل أن أربيل مدينتي، والجميع يعرف بأن أصولي كوردية (دزئي)، وهنا أشعر بالأمان وأنا بين أهلي وأصدقائي، فبالاضافة إلى الكورد هناك أعداد كبيرة من العراقيين العرب والتركمان وغيرهم الذين يستقرون في أربيل التي تتطور وتتقدم الى امام باستمرار". مضيفاً "أشعر بالفخر وشعور رائع لأنني في إقليم كوردستان التي أحرص على زيارتها باستمرار".

خطار عدنا الفرح

المدفعي تحدث عن أغنية (خطار عدنا الفرح)، للشاعر العراقي الراحل عزيز السماوي، وهي واحدة من أشهر أغانيه التي يرددها الناس باستمرار
يقول: "أغنية خطار كانت قد صدرت في ألبوم، حمل نفس الاسم (خطار) عن واحدة من ادأشهر شركات الانتاج الموسيقي الانكليزية (EME) عام 1999 يحمل  13 أغنية. وحقق هذا الألبوم أكثر المبيعات على مدى أكثر من ثلاث سنوات واعتبر (الألبوم البلاتيني)"، موضحاً بقوله: "كنت قد اخترت القصيدة، وهي بالمناسبة من القصائد الصعبة والمعقدة من حيث المفردات والمعاني والأسلوب، وليس من السهل تلحينها، ثم أبلغت الشاعر السماوي باختياري لقصيدته، ومرت فترة اعتقد الشاعر أني نسيت قصيدته حتى أبلغه صديق مشترك، في لندن، بأن المدفعي قد لحن وغنى قصيدة خطار التي حققت انتشاراً كبيراً وأصبحت رقم واحد في لبنان والشرق الأوسط". مشيراً إلى أن الأغنية بلهجة أهل جنوب العراق وبالرغم من أن المستمع لا يفهم مفرداتها في البداية إلا أن الجمهور أحبها وحفظها لأنها تصف حالات اجتماعية عاطفية قريبة من الروح".

نجحت في تجديد الأغنية

وعن تجديده للأغاني العراقية التراثية قال: "عندما انطلقت قبل السبعينيات بوضع روح موسيقية جديدة للأغنية العراقية التي يسمونها تراثية كنت أعرف أن هناك من سيقف ضد هذا التجديد، أنا وضعت إطاراً آخر لهذه الأغاني، ولم تكن بالنسبة لي هذه الخطوة مغامرة أو مقامرة بل كان كل شيء محسوباً وأنا قررت المضي بهذا المشروع التجديدي الرائد من أجل الموسيقى العراقية وتطورها"، مضيفاً "أما المعارضة التي كانت ضد هذا الأسلوب فهي طبيعية، وفي أي مجال يكون هناك تجديد، سواء بالرسم أو الشعر أو الكتابة أو التصوير والموسيقى، تكون هناك معارضة من التقليديين، لكن على من يعمل على مشروع ريادي وتنويري أن لا يقف عند هذا الاعتراض أو ذاك بل عليه أن يبرهن نجاحه واستمراريته، وهذا ما أنجزته أنا".

وأضاف قائلاً: "كنت أعرف بأن ما أنجزه هو الصحيح ويجب ادأن لا أتراجع، وللأسف وبدلاً من أن يدعمني، وقتذاك أحد، وقفوا ضدي وقالوا (هذا ما يصير) فأجبت، ماذا تعنون بذلك، أنا رسام ووضعت لوحتي لأنقل على سطحها صورة ما بألواني وأسلوبي فمن يحدد هذا صحيح وهذا خطأ؟ أنا تركت ذلك للجمهور الذي دعمني وأحب أسلوبي حتى اليوم".

الأصوات متشابهة

وعن واقع الغناء العراقي اليوم، قال الفنان الموسيقي إلهام المدفعي "قد أختلف مع البعض حول واقع الأغنية العراقية، فبالرغم من مساحة الحرية الواسعة ووجود كم كبير من استوديوهات التسجيل والمحطات التلفزيونية التي بلغ عددها بالعشرات، إلا انني لا اسمع ما هو متميز من الاغاني، بل أسمع موسيقى وأصواتاً متشابهة، وأنا هنا أتحدث بصورة عامة وليس عن بعض الأصوات"، مشيراً إلى أن "مطربي موجة السبعينيات، أمثال فاضل عواد وحسين نعمة وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان وسعدون جابر، وياس خضر ثم رياض أحمد، يتميزون بأدائهم وأسلوبهم وأصواتهم واختيارهم للكلمات، كما أن الملحنين وقتذاك كانوا أيضاً مبدعين ومتميزين، وكانت هناك قواعد وضوابط في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون التي لا تسمح بوجود أغاني هابطة".

وتمنى المدفعي قائلاً: "لو أني أجيد اللغة الكوردية لكنت غنيت الأغاني الكوردية الجميلة والمعبرة بأصوات المطربين والملحنين والعازفين"، مشيراً إلى أن "للكورد ثقافتهم الخاصة التي تختلف عن الثقافة العربية وهذا بحد ذاته يميز الأغنية الكوردية التي لها شخصية مميزة تماماً عن الأغنية العربية العراقية".

بين جمهوري دائماً

وعن مشاريعه الفنية القريبة القادمة، قال المدفعي "سألتقي بجمهوري في أربيل  في حفلة بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأنا سعيد بهذا اللقاء كون الجمهور هنا متنوعاً، كوردي وعربي وتركماني ومن كافة الطوائف، ذلك أن أربيل مدينة تحتضن ألواناً متعددة من الموزائيك العراقي وهذا ما يميزها"، مضيفاً "سأغادر بعدها إلى العاصمة بغداد لإحياء حفلة كبيرة جداً على المسرح الوطني، وأنا أتوق لهذه الحفلة التي تشكل لي عودة جديدة إلى جمهوري العراقي وسيشارك عازف البيانو الانكليزي (وريين ويلز) بهذا الحفل وإنجاز مشاريع موسيقية عن العراق".

ونبه المدفعي إلى "أنا أول فنان موسيقي عدت إلى العراق، بغداد وأربيل، وفي أوقات وظروف صعبة من أجل لقاء جمهوري ومشاركته ظروفه الصعبة والعزف والغناء له من أجل عبور المسافات نحو محطات سعيدة وآمنة، فالعراق وطني وهذا جمهوري الذي ساندني على مر عقود طويلة، وأجد من الصعب أن لا أكون معه وبينه في كل الأحوال، ولا أقول ذلك من باب الشعارات أو المزايدات، بل هذه حقيقة أعبر عنها واترجمها بالفعل".

 

 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

 

 

Top