مختار قرية كوردية في كركوك: يتم الاستيلاء على أراضينا
حذر فلاح من قرية "چخماخە" بمحافظة كركوك من تركه لقريته بسبب الضغوط التي يتعرّض لها من قبل عرب مستقدمين الى كركوك قائلاً: "إن تركنا قريتنا سيتم الاستيلاء على جميع الأراضي من قبل العرب المستقدمين"، مضيفاً انه "لا أحد يحاول حلّ مشاكلنا"، فيما أكد مختار القرية عدنان صدر الدين، انه تم الاستيلاء على مساحة شاسعة من أراضي القرية من قبل العرب المستقدمين، وتستمر التهديدات باستيلائهم على لأراضي الأخرى.
مختار قرية "چخماخە" قال إنه "تم ترحيلهم في عهد حكم البعث واستقدم العرب الى أراضيهم وممتلكاتهم، وبعد انهيار نظام البعث رحلوا من المنطقة ولم يبقوا، لكن عقودهم باقية وهم أتوا الآن مطالبين بالأراضي، في حين أنهم يحملون سندات عقار (طابو) سوداء" حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالأراضي التي سيطروا عليها في قرية "چخماخە"، أشار مختار القرية الى ان "القرية فيها نحو 3 آلاف و500 دونم من الأراضي الزراعية، لكن تم الاستيلاء على أكثر من 800 دونم من اراضي القرية من قبل العرب المستقدمين، وهم يهددون بالاستيلاء على باقي الأراضي".
وحسب صدر الدين فإن هؤلاء العرب المطالبين بالأراضي والذين (استولوا على جزء منها) تم تعويضهم بمبلغ 20 مليون دينار، بالاستناد الى المادة 140.
وأكد صدر الدين أنه "لم تلتفت أية جهة لمشاكلنا من أجل إيجاد حل لها، والأطراف الحكومية على علم بكل شيء"، مبيناً ان "هم يساندون العرب المستقدمين، ومهما فعلنا لن ينفع بشيء".
بالمقابل، نفت النائبة في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، نجوى كاكائي، ما يقال عن صمتهم تجاه مشكلة الأراضي في كركوك، بقولها: "نحن عملنا على هذا الملف، كنواب كورد سنعمل معاً وسيكون لنا صوتا واحدا لحماية كركوك من التعريب، صحيح ان الكورد والعرب والتركمان يعيشون في كركوك، لكن اقصد العرب والتركمان الأصلاء وليس هؤلاء الذين يأتون الآن ويقولون ان كركوك مدينتنا"، مردفة بأنه "لن نسمح بمجيء العرب المستقدمين الى داخل كركوك وسنتخذ الاجراءات اللازمة تجاههم".
عمر شاسوار، عضو المركز الاجتماعي بكركوك ومزارع في قرية "چەخماخە" حذر من إخلائه لقريته، وقال : "العرب المستقدمون احضروا عقودا قديمة ويطالبون بأراضينا، هم يذهبون الى قاضي ويحضرون أوامر قضائية ويقومون بتهديدنا، هناك مجموعة قضاة يقومون بدعمهم الى جانب محافظة كركوك"، مضيفاً: "في الفترة الماضية قاموا بتهديدي أيضاً وقمت بمواجهتهم، وبالنتيجة رفعوا شكوى بحقي وتم إخلاء سبيلي بكفالة مالية قدرها ثلاثة ملايين دينار".
وحسب شاسوار، كان يوجد في القرية، قبل أحداث 16 أكتوبر2017، نحو 165 عائلة، لكن بعد أحداث 16 أكتوبر لم يبق فيها سوى 70 عائلة، وبسبب دخول تنظيم داعش الى القرية استشهاد عدد من الأشخاص، لم يبق فيها الآن سوى 9 منازل.
شاسوار هو مالك أرض تبلغ مساحتها 298 دونماً في قرية چەخماخە، ويقول: "ككوردي أنا أحمي جميع أراضي القرية، وان قمت بإخلاء القرية سيحتل هؤلاء العرب المستقدمون جميع الأراضي فيها".
وفيما يتعلّق بمساعدتهم من قبل القوات الأمنية بالمحافظة، ذكر الفلاح الكوردي أن "الحكومة والجهات الأمنية تساند العرب، والأطراف الكوردية لا تفعل شيئاً، ليست لديها أية سلطة ولا يمكنها فعل شيء"، لافتاً الى انه "تلك الأطراف تقول بأنها تعمل لحل مشاكلنا، لكن لا شيء واضح".
ووفقاً لشاسوار فإن "جميع العرب المستقدمون يحصلون على الأراضي من محافظة كركوك، وهي تساندهم بشكل كلّي في إلقاء الضغط على الكورد من أجل إخلاء قراهم، إن لم يتم العمل على الأمر بطرق سياسية ويتم إبعاد المحافظ عن منصبه سيحلّ بنا أسوأ مما حلّ بنا البعثيون".
روداو