نحو الف لاجئ خلال يومين .. موجة نزوح جديدة من غربي كوردستان نحو إقليم كوردستان
شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً في وتيرة عمليات لجوء المواطنين من مناطق غربي كوردستان (كوردستان سوريا) الى إقليم كوردستان ، حيث وصل اكثر من 900 لاجئ الى مخيم بردةرش في محافظة دهوك خلال يومين فقط.
ارتفاع اعداد اللاجئين
وبحسب آخر إحصائية بإعداد هؤلاء اللاجئين ، فقد وصل 183 لاجئاً من غربي كوردستان الى الإقليم امس الاثنين ، فيما وصل 347 آخرين ليل امس ، و350 لاجئاً اليوم الثلاثاء ، الى المخيم المذكور ، وكثير منهم دفع مبالغ مالية لمهربين اوصلوهم الى الحدود .
ويتحدث معظم هؤلاء اللاجئين القادمين من مناطق غربي كوردستان عن سوء الوضع المعيشي والازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها تلك المناطق ، بالإضافة الى عدم الاستقرار الأمني وانسداد الأفق السياسي في ظل الإدارة التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وهيمنة حزب العمال الكوردستاني PKK عليها.
صعوبة المعيشة وتدهور الاقتصاد
وكثير من هؤلاء ، يشيرون الى ان لجوء المواطنين من مناطق إدارة PYD الى إقليم كوردستان ودول أخرى خلال السنوات الماضية كان بسبب القتال والحروب والوضع الأمني المتدهور ، بالإضافة للضغوطات السياسية والتضييق على الحريات وعمليات التجنيد الاجباري ، لكن اليوم أضيف اليها الوضع المعيشي الصعب وتدهور الوضع الاقتصادي والغلاء وانعدام فرص العمل مايضطر معها المواطنون الى ترك مناطقهم والهجرة بحثاً عن لقمة العيش .
ويقع مخيم بردةرش على بعد 70 كيلومترا شمال محافظة دهوك و32 كيلومترا شمال شرق مدينة الموصل العراقية (مركز محافظة نينوى).
والمخيم الذي افتتح في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لم يكن جديداً ، قبل استقباله اللاجئين من غرب كوردستان ، فقد ظهر هذا المخيم في عام 2014 بعد سيطرة تنظيم داعش على معظم محافظة نينوى المجاورة . وكان المخيم عبارة عن مأوى للنازحين العراقيين من تلك المحافظة ، حيث بعد تحرير الموصل من داعش عاد جميع النازحين إلى قراهم وبلداتهم، واغلق المخيم في عام 2017 ليعود لاحقاً لاستقبال اللاجئين السوريين المنتشرين كذلك في مخيمات اخرى في محافظات إقليم كوردستان ، وتدير مخيم بردةرش حالياً مؤسسة بارزاني الخيرية.
وحتى أيام قليلة ، كان المخيم الذي يبلغ طاقته الاستيعابية 15 الف لاجئ ، يحوي 3 آلاف منهم فقط ، ليرتفع هذا العدد خلال الأيام العشرة الماضية مع موجة النزوح الجديدة من غربي كوردستان.
فشل سياسات PKK
من جانبه ، قال عبدالله امام المتحدث الاعلامي باسم تيار الحرية الكوردستاني ، في غربي كوردستان ، ان سياسات حزب العمال الكوردستاني PKK الفاشلة في غربي كوردستان أوصلت الأوضاع هناك الى ماوصلت اليه اليوم وبات الناس يغادرون مناطقهم على شكل أمواج.
عبدالله امام ، قال انه مع الأسف فإن مئات العائلات يفرون يومياً من مناطق غرب كوردستان نحو إقليم كوردستان بسبب الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي المتدهور نتيجة سياسات PKK الفاشلة التي أوصلت الأوضاع الى طريق مسدود وبات مواطنو غربي كوردستان مهددون بالمجاعة .
وتابع ، بالقول لقد هاجم انصار PKK معبر سيمالكا قبل أيام وتسببوا بإغلاقه وهم يعرفون جيداً ان هذا المعبر هو بمثابة الرئة التي يتنفس منها غرب كوردستان.
موضحاً ، ان الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي المتدهور والبطالة وانعدام فرص العمل والتجنيد الاجباري والتضييق على الحريات العامة وعدم وجود متنفس للمواطنين للتعبير عن رأيهم بالإضافة لاسباب أخرى عديدة تسببت في موجة النزوح الحالية من غربي كوردستان .
باسنیوز