• Tuesday, 24 December 2024
logo

بعد "إبادتهم" بالعراق.. مبادرات إنسانية في استراليا تعيد ثقة الإيزيديين بالبشر

بعد

تناول تقرير لشبكة "اي بي سي" الاسترالية، يوم الاحد، مبادرة انسانية لمواطن استرالي تبرع بقطعة أرض زراعية كبيرة للاجئين ايزيديين لزراعتها وتعزيز انتماءهم للارض الجديدة التي صارت وطنا لهم، بعدما تعرضوا له من إبادة في بلدهم الأصلي العراق على يد تنظيم داعش.

 

وذكر التقرير  ان الامر لم يقتصر على هذا الاسترالي فقط، بل هناك استراليون آخرون يقومون بتوزيع اراض زراعية في شمال نيو ساوث ويلز لمساعدة اكثر من 600 لاجئ ايزيدي فروا من الاضطهاد في العراق لبدء حياة جديدة هناك.

 

واشار الى ان سعيد حسن، الذي يتواجد في استراليا منذ ثلاث سنوات، وكان يعمل مزارعا للخضار في العراق، وبرغم انه لا يتحدث اللغة الانجليزية، الا ان بمقدوره مشاركة خبرته الزراعية مع اللاجئين الاخرين الذين استقروا في بلدة ارميدال، شمال نيو ساوث ويلز.

 

"صديقنا الكنغر"

 

وتابع التقرير ان سعيد حسن، وهو اب لـ13 ابنا، يزرع مجموعة متنوعة من الخضروات في الارض التي تبرع بها المواطن الاسترالي روتاريان بروس مكارثي.

 

ونقل التقرير عن حسن قوله "لقد خصصنا 12 هكتارا بالاجمال، مسورة داخل سياج فاصل لابقاء اصدقائنا (حيوان) الكنغر بعيدا".

 

ومن بين الخضار التي يزرعها حسن في الارض الجديدة، اليقطين والطماطم والكرفس والباذنجان.

 

من جهته، قال مكارثي: "ليس لدي اي خبرة في زراعة الخضار، لكنها كانت فرصة بالنسبة لي لتعلم شيء جديد والمساهمة".

 

حاجز اللغة

 

واوضح التقرير انه على الاطراف الجنوبية من ارميدال، قام الاسترالي اندرو سبينكس ايضا بتخصيص بعض اراضي الرعي الخاصة به للمزارع المجتمعية التي يستخدمها اشخاص لاجئون اساسا من الايزيديين، بالاضافة الى بوتان ونيجيريا وبابوا غينيا الجديدة.

 

ونقل التقرير عن سبينكس قوله، ان دافعه للقيام بذلك كان الرغبة البسيطة في مساعدة الغرباء على الشعور بانهم في وطنهم، في حين ساعدت زراعة الاطعمة الزراعية في كسر حاجز اللغة.

 

وقال سبينكس "اذا جئت انا الى بلد اخر ولم استطع التحدث باللغة، فهكذا اود ان يتم التعامل معي".

 

واوضح التقرير انه خلال العامين الماضيين، عملت هيئة "خدمات المستوطنات الشمالية" مع "نادي الروتاري" لاقامة مشروع التوظيف الزراعي الاقليمي المسمى (REAP)، مضيفا انه من بين اكثر من 600 لاجئ يعيشون الان في ارميدال، فان اقل من 100 وجدوا فرص عمل، وان اللغة شكلت التحدي الاكبر.

 

واشار الى قصة خالد عدي الذي تمكن من تعلم اللغة الانجليزية، وصار يعمل حاليا في هيئة خدمات المستوطنات الشمالية كمسؤول عن مشروع، وهو يعمل كمترجم يساعد في التواصل بين المزارعين واصحاب الاراضي الزراعية.

 

وقال ان "الجميع صار يتطلع الى الحصاد"، مضيفا "سيكون الامر مثيرا للغاية، وسوف يبيعون المحصول في السوق، وسيتشاركون ايضا مع المجتمع الايزيدي".

 

خلاص بطعم المرار

 

وتابع التقرير ان خوناف بكر وصلت الى استراليا قبل ثلاث سنوات بعد فرارها من داعش من شمال العراق مع ابنتيها غالية وخادة.

 

واشارت بكر الى ان حياتها الجديدة "الامنة" كانت حلوة ومرة في الوقت نفسه، حيث مرت سبع سنوات من دون ان تعرف اي شيء عن احبائهم الذين تركوا وراءهم في العراق.

 

وقالت بكر ان "داعش جاء الى شنكال وقتل العديد من الايزيديين، وزوجي اختطف من قبل داعش، وشقيقي مخطوف، ولا نعرف عنهم اي شيء".

 

واضافت بكر ان اللغة الانجليزية تمثل تحديا لها لانها لم تحصل على تعليم رسمي في العراق، لكنها تراقب اطفالها وهم يتألقون الدروس تحت اشراف متطوعين.

 

وتقدم المتطوعة باتسي اش، مساهمتها في برامج تعليم اللغة للاجئين، وقالت في المقابلة "هؤلاء الناس فقدوا الكثير، وجزء من ذلك هو الثقة في الانسانية، وبوجود اشخاص طيبين يحضرون لزيارتهم، فانهم يستعيدون بعضا من تلك الثقة".

 

 

 

شفق نيوز

Top