أكبر موجة هجرة من كوباني منذ 2014 .. بسبب سياسات PYD
يؤكد مراقبون، أن منطقة كوباني في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) شهدت خلال الشهرين الماضيين أكبر موجة هجرة للشباب باتجاه دول الجوار وأوروبا بعد هجرة عام 2014 عقب هجوم تنظيم داعش على المنطقة.
وتساهم سياسيات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وإدارته بشكل كبير في دفع المواطنين الكورد للهجرة نحو الخارج، وذلك جراء الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار وفقدان المستلزمات الحياتية وندرة فرص العمل والفقر المدقع، وسياسة الضغط واللامبالاة تجاه المواطن في كوباني، وفق المراقبين.
تشجيع من PYD وغض نظر من النظام
بالصدد، يقول الناشط الحقوقي محمود علو «باتت الهجرة حلم المواطن الكوردي، ولم تعد تقتصر على الشباب وحدهم، فحتى العائلات تركب الخطر بحثا عن حياة أفضل من كافة النواحي، إذ يخرج أسبوعيا قرابة 500 مواطن كوردي من كوباني».
ويضيف «بعد أن سمحت إدارة PYD للناس بالخروج من المنطقة يخرج أسبوعيا 3 إلى 4 حافلات كبيرة من كوباني إلى لبنان وغالبيتهم العظمى من جيل الشباب، ومن هناك يذهبون إلى الجزائر ومنها إلى إسبانيا مقابل 3500 دولار عن طريق سماسرة للوصول إلى دول أوروبا».
ويوضح علو، أن «الآلاف من الشباب الكورد وصلوا إلى الجزائر العاصمة بعد دفع مبلغ 1300 دولار لكل شخص، والأنكى من كل ذلك، أن هؤلاء الشباب لا أحد يتعرض لهم في حواجز النظام داخل سوريا».
ويتابع الناشط الكوردي بالقول: «يتجه أيضا أعداد كبيرة من الشباب باتجاه إقليم كوردستان بحثا عن فرص العمل والاستقرار هناك».
ويؤكد علو، أن «كوباني تشهد هجرة كبيرة نحو دول الجوار وأوربا، وإدارة PYD وكوادر حزب العمال الكوردستاني PKK على علم بذلك، وكأن هناك أمرا مخططا يجري لإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين».
وفي سبتمبر / أيلول عام 2014 شهدت كوباني نزوحا جماعيا باتجاه تركيا، حيث فتحت السلطات التركية الحدود عقب هجوم تنظيم داعش على المنطقة، ورغم تحرير المنطقة فإن غالبية السكان لم يعودوا بعد إلى المنطقة.
تفريغ المنطقة من الكورد
فيما يرى المواطن ( أ، ح) المقيم في مدينة كوباني، أن مئات الشباب الكورد دخلوا الأراضي التركية عبرة السماسرة المقربين من PKK مؤخراً حيث كانوا يصلون إلى الجانب التركي بكل سهولة، مقابل 300 دولار للشخص الواحد»، مشيراً إلى أن «السلطات التركية كانت تقدم التسهيلات لهم، في المقابل تمنع مرور الشباب العرب إلى الجانب التركي».
ويضيف (أ، ح) الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، ، أن «تركيا تغض النظر عن دخول هؤلاء الشباب إلى داخل أراضيها وذلك لتفريغ المنطقة من الشباب واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة، لكن وللأسف إدارة PYD وكوادر PKK منشغلون بجمع المال وفرض الإتاوة على المواطنين بهدف دفع المواطنين الكورد للهجرة نحو الخارج».
ويؤكد أن «إدارة PYD وكوادر PKK يهملون كوباني خدمياً من كل النواحي، في المقابل يهتمون بالمناطق العربية كالرقة ومنبج ودير الزور بإيعاز من التحالف الدولي، على الرغم من أن كوباني دفعت آلاف الشهداء من أجل PKK، وهذا بات معروفا لدى سكان المنطقة».
ويوضح أن «أهالي كوباني يشعرون بسخط واستياء كبيرين تجاه تجاهل PKK لمعاناتهم، وكونه لا يولي أي اهتمام بمتطلباتهم الحياتية، ولذلك يحاولون الفرار من المنطقة هربا من جحيم الحزب».
مخطط مدروس
وبحسب مراقبين، فإن إدارة PYD التي يشرف عليها كوادر PKK بشكل مباشر ويتخذون من هذه الإدارة كواجهة للحزب، ترسل قرابة مليار دولار سنويا لقيادة قنديل من ورادات البترول والزراعة والإتاوات المفروضة على المواطنين الكورد.
بدوره، يرى الناشط السياسي الكوردي محمد كتو، أن «تنظيم داعش الإرهابي كان قد تسبب بتهجير نسبة كبيرة من أهلنا في كوباني، لكن يبدو أن PKK سوف يفرغها بشكل تام ويسلمها كلقمة جاهزة لتركيا وميليشياتها، وإلا ما معنى الذي يجري في المنطقة من الإهمال والجوع المدقع والهجرة».
ويؤكد كتو، أن «الذي يجري في غربي كوردستان وبشكل خاص في كوباني مخطط ومدروس بين جهات في PKK والدولة التركية العميقة، لتهجير ما تبقى من المواطنين الكورد الذين يقطنون في هذه المنطقة، بدليل أن الذي يجري بموافقة الحزب دون أن يقدم أي حلول لوقف نزيف الهجرة».
ويوضح أن «المواطن الكوردي في كوباني يخضع لضغوطات حياتية كثيرة، ولولا المساعدات التي تصلهم من أبنائهم في الخارج لما استطاع أحد تأمين احتياجاته اليومية، والإدارة الذاتية على علم بذلك كله، ورغم ذلك يصدر بين الحين والآخر قرارات قرقوشية من رفع أسعار المحروقات والسلع الغذائية».
وبحسب المراقبين، فإنه بعد استلام إدارة الحزب المناطق الكوردية من النظام السوري بعد اندلاع الثورة السورية، تم تهجير نصف السكان الكورد من غربي كوردستان، أي قرابة مليوني كوردي، والأخطر من ذلك أن إقبال الكورد على الهجرة يجعل عودتهم ضربا من المستحيل.
باسنيوز