• Sunday, 21 July 2024
logo

تحذيرات من تكرار تجربة طالبان في العراق بالنسخة الشيعية من قبل الولائيين

تحذيرات من تكرار تجربة طالبان في العراق بالنسخة الشيعية من قبل الولائيين

يرى مراقبون أنه على مكونات الشعب العراقي القلق مما حدث في أفغانستان ففي حال انسحاب الجيش الأمريكي و قوات التحالف الدولية من العراق، ستكون البلاد تحت سلطة وسلاح الميليشيات والفصائل المسلحة، وهي النسخة الشيعية للتيارات الإسلامية المتشددة، إذ ابدت هذه الفصائل سعادتها للانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة طالبان، محذرة كل من يثق بواشنطن ووعودها، من أن مصيرهم سيكون كمصير الحكومة الأفغانية التي وجدت نفسها بمواجهة طالبان مجتاحة البلاد خلال أيام وساعات قليلة، ودون أي مقاومة من الجيش الأفغاني المقسم.

سيطرة الفصائل الولائية

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي كتاب الميزان في حديث لـ (باسنيوز): «متوهم كل من يعتمد على الأمريكيين في أي تحالف استراتيجي، خصوصاً مع الديمقراطيين الذين يعتبرون الداعمين للحركات الإسلامية المتطرفة - على سبيل المثال دعموا الإخوان في مصر، كما أنهم تسببوا بسيطرة داعش الإرهابي على ثلث مدن العراق»، حسب رأيه.

وأضاف الميزان، أنه «في حال انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد، فإن الفصائل الولائية المسلحة هي من ستملئ الفراغ لأنها تمتلك السلاح والدعم الإيراني».

ويرى الميزان أنه «يجب بناء العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس المصالح المتبادلة وعلى أساس حفظ أمن العراق، مشيراً إلى أن «سحب القوات سيسبب كارثة كبيرة في البلاد، وهذه الفصائل ستمارس أعمالاً انتقامية وممارسات طائفية بالنظر لأنها تختلف في فكرها وأيديولوجيتها عن طالبان التي تعتبر من التيارات السنية المتشددة، فالميليشيات هي فصائل ولائية تمتثل بأوامر الولي الفقيه في طهران».

ويعتقد الميزان، أنه «في حال سيطرت الفصائل المسلحة على العراق سيتسبب ذلك بعدم استقرار البلد خارجياً، إذ سيشكل العراق حينها خطراً وتهديداً على دول الجوار وبدوافع إيرانية».

وفيما يخص مدى تأثر إيران بوجود طالبان كجارة جديدة لها في أفغانستان، يقول المحلل السياسي، إنه «يوجد تخادم بين طهران وأفغانستان وطالبان، ففي كانون الثاني 2021 التقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بوفد من حركة طالبان، وأعلن ظريف حينها أن (إيران تدعم إقامة دولة إسلامية شاملة في أفغانستان)، إذ أن هناك تفاهمات مسبقة، فبعد 2001 لجأت كل قيادات طالبان إلى إيران، كما لجأت قيادات ومقاتلي القاعدة أيضا إلى إيران».

وطالب قادة ميليشيا حزب الله في العراق خلال تصريحات تزامنت مع أحداث أفغانستان، أن تكون «العيون شاخصة تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق وسوريا».

ويقول مراقبون، إن هذه التصريحات هي بمثابة إعلان نوايا إيرانية في العراق، من خلال الإشارة إلى إمكانية تكرار سيناريو أفغانستان في البلاد، بحيث تشن ميليشيات الحشد الشعبي حملة هيمنة شاملة على المُدن ومؤسسات الدولة بعد أي خروج أمريكي من العراق.

سيناريو غير مقبول

وفي مقال رأي كتبه الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بلال وهاب، لمجلة ‹فورين بوليسي›، قال إن «هناك أوجه للتشابه ما بين العراق وأفغانستان، أولها امتلاك العراق لحكومة مقسمة تعطي الأولوية لسياسات المحسوبية على حساب قوات الأمن والخدمات الحكومية الأخرى».

وعلى حد تعبير وهاب، فإن «الحكومة العراقية والحكومة الأفغانية المنهارة تنافستا على من كان الأكثر فساداً».

وأضاف وهاب أنه «كما في أفغانستان، الحكومة العراقية والجيش لا يعتزمان مقاومة الميليشيات الجامحة التي تهدد سيادة العراق واستقراره وتهاجم العراقيين».

ويختلف الناشط السياسي عمر فاروق، مع المحلل السياسي كتاب الميزان ومقالة الرأي التي نشرتها معهد واشنطن للدراسات، حول إمكانية تكرار أحداث أفغانستان في العراق بالنسخة الشيعية، ويقول فاروق في هذا الصدد لـ (باسنيوز)، إن «هذا السيناريو غير ممكن الحصول لتعدد مراكز القوى السياسية والعسكرية وتنوع وتعدد التداخلات الخارجية بالشان العراقي»، مستدركاً «إلا أنه لو حصل واستلم زمام السلطة طرف، سينال مقاومة شرسة شعبية من الطرف المنافس».

وتابع فاروق، أن «العراق يتأثر بأي حدث خارجي اقتصادياً، مبيناً، أن «الاقتصاد مفتاح السياسة والأمن وكل شيء ومفصل بأي نظام سياسي».

وبحسب الدراسات، فإن العراق لديه تاريخ من المؤسسات الوطنية القوية، ويتمتع بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن للإبقاء على التواجد الأمريكي لقيادة التحالف ضد تنظيم داعش ومنع الجماعات الإرهابية من الصعود، إلا أنه قد تواجه بغداد نفس المصير الذي واجهته كابول، ما يعيد العراق وأمريكا إلى تقويم علاقتهما، التي تطمح إيران ووكلاؤها لإنهائها من خلال الضغط لإخراج القوات الأمريكية من العراق.

Top