اجتماعات الرئيس بارزاني في بغداد أفضت إلى «تصفير» حزمة ملفات بين بغداد وأربيل
اختتم الرئیس مسعود بارزاني ، یوم الخميس، زيارته للعاصمة العراقية بغداد ، بعد أن أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين حكوميين وسياسيين إلى جانب سفراء دول عدة ، في حين قالت مصادر إن حصيلة الاجتماعات أفضت إلى «تصفير» حزمة ملفات بين بغداد وأربيل.
وزار الرئيس بارزاني بغداد، في زيارة استمرت الى الخميس ، والتقى في مستهلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قبل أن يلتقي عدداً كبيراً من المسؤولين وقادة الأحزاب والكتل السياسية.
وقال الرئیس بارزانی، إن «الهدف من الزيارة تعزيز الجهود التي بذلها رئيس الوزراء وأدت إلى انفراجة حقيقية بين الحكومة الاتحادية والإقليم».
النائبة في البرلمان ، عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إخلاص الدليمي، قالت إن زيارة الرئيس بارزاني إلى بغداد «جاءت في هذا التوقيت لأن الأرضية أصبحت مهيأة لها تماماً».
وأضافت، في تصريح صحافي أن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حرص خلال الفترة الماضية بعد تسلمه السلطة على خلق حالة استقرار سياسية يمكن البناء عليها».
في السياق، قال أستاذ الإعلام الدولي غالب الدعمي، لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ، إن «الزيارة ستؤسس لمرحلة مقبلة من العلاقات المتينة على كل المستويات أساسها يستند إلى الدستور العراقي واحترام الحقوق المتبادلة للطرفين، لا سيما في مسألتي تسديد الواردات وفي مسألة الالتزام بكل ما تتطلبه تلك العلاقة بين الجانبين».
من جهته ، رحب «الإطار التنسيقي» بزيارة الرئيس بارزاني، وقال عضو التحالف عائد الهلالي ، إن زعيم الديمقراطي الكوردستاني جاء إلى بغداد وهو يحمل «الكثير من الحلول»، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وأكد الهلالي ، أن زيارة الرئيس بارزاني لبغداد في هذا التوقيت "مهمة جداً لحل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، وهذه الزيارة لها أهمية كبرى في تقريب وجهات النظر في كثير من القضايا المختلف عليها».
وأشار الهلالي إلى أن الرئيس بارزاني " له ثقله السياسي الكبير في بغداد، وهذه الزيارة ستكون لها نتائج إيجابية على العلاقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية».
من جانبه ، قال كفاح محمود المستشار الإعلامي للرئيس بارزاني ، في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن العلاقة بين أربيل وبغداد " شابتها تعقيدات بالغة وصلت إلى ذروتها بعد استعمال بغداد القوات المسلحة في النزاع السياسي مع الإقليم، كما حصل في اجتياح كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها عام 2017».
ورغم انخراط الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تحالف «إدارة الدولة» الذي شكَّل حكومة السوداني، يرى محمود أنه «فشل هو الآخر في وضع حلول نهائية للإشكاليات بين الإقليم والحكومة الاتحادية رغم بعض التقدم الذي اتضح في مشكلة الرواتب والموازنة».
ويعتقد محمود ، أن «التعقيدات الرئيسية لا تزال تواجه تحديات كبيرة خصوصاً تطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق الكوردستانية الخارجة عن إدارة الإقليم وبالذات محافظة كركوك وقضاء سنجار اللتين تتعرضان لتغييرات ديموغرافية خطيرة وتدخلات خارجية أخطر، ناهيك بعدم التوصل إلى صيغة متفَق عليها لقانون النفط والغاز وتشكيل المحكمة الدستورية العليا وانتخاب رئيس للبرلمان والانتخابات المبكرة».
بدوره ، قال السياسي العراقي رحيم العبودي وهو مقرب من الاطار التنسيقي " تعتبر هذه الزيارة زيارة تاريخية بعد 6 سنوات من الانقطاع ما بين سيد بارزاني وبغداد ، وأعتقد أن الظرف كان متوفر لهذه الزيارة هذه الزيارة جاءت توثق جميع القرارات وتضع ارض حقيقية لعمل حقيقي وشراكة حقيقية تنطلق من مصالح البلد وتنطلق من مصالح الأقليم وحكومته، وأيضا أن المشاركات لا يجب أن تتفكك وأن أراء الأخوة وتوثيق هذه الأراء يجب أن يكون بالقرارات الحقيقية تلامس طموح المواطن العراقي إن كان في الأقليم وإن كان في المركز".
الزيارة وماحملته في طياتها قد لا تقتصر على الجانب المحلي فقط ، فالمتغيرات الدولية الخارجية وشبح الحرب الذي يخيم على بعض الدول ومحاولة ابعاد العراق عنها جانب مهم ايضا من زيارة الرئيس البارزاني الى بغداد، سيما وانه يتمتع بعلاقات دولية كبيرة على الصعيد الاقليمي والعالمي كما يقول مراقبون.
بدوره ، أشاد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بزيارة الرئيس بارزاني إلى بغداد، واصفاً إياها بـ ”الكبيرة جداً” ومؤكداً أنها لاقت ترحيباً من جميع الكتل السياسية في العراق.
الأعرجي، قال بأن " مسعود بارزاني هو من قادة العراق البارزين، وله دور أساسي منذ عام 2003 في تشكيل الحكومات المتعاقبة".
وتمنى الأعرجي أن تستمر هذه الزيارات "لتعزيز التفاهم والتنسيق ووحدة المواقف" ، مشيراً إلى أن "جميع القادة السياسيين يتفقون على أن الزيارات بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية ستسهم في تحقيق الاستقرار وحل المشاكل وتعزيز وحدة الشعب العراقي".
فيما يتعلق بإمكانية حل المشاكل العالقة بين حكومتي إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، اشار الأعرجي الى ان "بغداد وأربيل لديهما الإرادة الحقيقية والنوايا الصادقة، ولا أحد يقبل اليوم أن يتأذى جزء من الشعب العراقي"، مردفاً بالقول ان "الجميع لديه الإرادة لإيجاد الحلول بناءً على الدستور والقانون في العراق الفيدرالي".