شاهد عيان على مقبرة عفرين ينفي كونها جماعية: شاركت بدفن الجثامين بنفسي
نفى شاهد عيان من عفرين، ما ادعته تركيا بشأن مقبرة جماعية وسط عفرين، مؤكداً مشاركته في دفن الجثامين التي تم اخراجها قبل أيام .
شاهد العيان الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أكد أنه شارك في دفن الجثامين في ذلك المكان الذي تم نبشه قبل أيام، وقال لشبكة رووداو الإعلامية: "في 15 من آذار 2018، رأيت ازدحاماً، اقتربت ورأيت 35 تابوتاً وكيس دفن، وكل تابوت عليه اسم الشهيد الذي بداخله، بالإضافة إلى رقم، وكان هناك مسن يقوم بكتابة تلك الأرقام والاسماء على دفتر يحمله، من ثم قاموا بتكييس التوابيت ومواراتها الثرى".
وأضاف، "كان هنالك جثمان بدون تابوت، وتساءل أخو المتوفى عن عدم وضعه في تابوت فأجابوه بأن التوابيت نفذت، حيث كان اخاه قد توفي بنوبةٍ قلبية"، مشيراً إلى قيام المشرفين على الدفن، بكتابة رقم هاتف اخيه المقيم في دمشق ووضعه في الكيس ومن ثم جاءت الحفارة "الباكر" وقامت برد التراب عليهم.
شاهد العيان لفت إلى أن الجثامين دفنت على جزأين في مكانين مختلفين، أحدهم في منطقة قريبة من مستشفى عفرين، وقال: "قمنا بدفن 36 جثماناً".
وتابع، "تم دفن الجثامين هناك لعدم التمكن وقتها من نقلهم لمقبرة عفرين بسبب القصف والحواجز، وكان اغلبهم من قوات حماية الشعب وقوات حماية المرأة، ممن طالهم قصف الطائرات التركية على عفرين".
بدوره، كان شاهد عاليان (ع. م)، 53 عاماً، الذي يعمل في القطاع الصحي، ويقيم داخل منطقة عفرين منذ ذلك الوقت، وفي تسجيلٍ صوتي، أرسلت نسخة منه إلى شبكة رووداو الإعلامية، وطلب التكتّم على هويّته لدواعٍ أمنية، وقال: "هناك في هذا الموقع، رفاة ما بين 35 و40 ضحية، تمّ دفنهم بعد أن عجزوا عن نقل الجثامين إلى مقابر الشهداء. كانت هناك أرض خالية خلف مبنى المجلس المحلي الحالي، فدفنوهم جميعاً هناك. حفروا تلك الأرض ودفنوهم جميعاً، كان جميعهم ممن فقدوا حياتهم في الحرب، فقدوا حياتهم في بداية الحرب".
مصدرٌ آخر من داخل عفرين، تحدّث يوم الخميس إلى شبكة رووداو الاعلامية من داخل عفرين (ب. ب)، 45 عاماً، طالباً عدم الكشف عن هويته، لما يشكّل ذلك من خطرٍ على حياته، حسب قوله، وأكّد بأنّه قد حضر مراسم دفن الدفعة الأولى من الضحايا، وقال: "كانت هناك جثامين ما يقارب أربعين شخصاً، بعضهم من مقاتلي وحدات الحماية، وآخرون من عناصر الأسايش، بالإضافة إلى مدنيين. ومن بين مقاتلي وحدات حماية الشعب، كان هناك بعض المقاتلين الذين ينتمون إلى منطقة الجزيرة، وتمّ دفنهم ووضعت شواهد لقبورهم تحمل معلومات عن هويّتهم". وأردف المصدر نفسه، قائلاً: " قبل يومين من دخول القوات التركية والمسلحين إلى عفرين، أخرج عاملو الإدارة الذاتية ما يقارب 30 جثّة، ولم يقوموا بدفنها، مخافة التعرّض إلى القصف، لأنّ تلك الأرض كانت مكشوفة، فقام المدنيون بدفن تلك الجثامين، على مقربة من من الدفعة الأولى، من دون شواهد قبور أو تدوين معلومات شخصية عنهم، لأنّ المدنيين كانوا يجهلون هوية الضحايا".
وكان إبراهيم شيخو، الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان - عفرين - سوريا، قد خصّ، يوم الخميس، 15 تموز، شبكة رووداو الإعلامية بتصريحٍ حول الموضوع ذاته، وقال فيه: "هذه المقبرة استُحدِثَت منذ 15 أذار 2018 بعد أن تمّت محاصرة عفرين من الجهات الأربع من قبل القوات التركية والجماعات المسلّحة، إذ لم يعد يستطيع أحد أن ينقل جثث موتاه إلى خارج مدينة عفرين، ولذلك، في تلك البقعة المجاورة لمستشفى آفرين، وبجانب مطبعة روناهي، كما يظهر في الصور أيضاً، تمّ دفن الجثامين، ولكنّها ليست مقبرة جماعية، وإنّما مقبرة تمّ دفن كلّ جثة فيها على حدةٍ، ووجود الأكفان هو دليل على ذلك كما تكشف عنها الصور أيضاً" .
من جهته، أعلن والي ولاية هاتاي المتاخمة لمنطقة عفرين الكوردية، رحمي دوغان، الخميس، أن عدد الجثث التي تم العثور عليها ارتفع إلى 61 جثّة.
مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نشر على حسابه على منصّة تويتر، يوم الجمعة، 16 يوليو/ تموز، مقطعاً مصوّراً للمقبرة تلك، يُظهر القبور بشواهدها، مع صورٍ تظهر فيها المقبرة قبل وبعد نبشها، وغرّد: "تدعي قوات الاحتلال التركي ادعاءات كاذبة بأن مقبرة شهداء وحدات حماية الشعب (YPG) الذين سقطوا دفاعاً عن عفرين أثناء الغزو هي (مقبرة جماعية). ندعو المجتمع الدولي للتحقيق في جرائم تركيا والميليشيات في عفرين ووقف الجرائم ضد الإنسانية".
روداو