جاءت زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى دولة الامارات العربية المتحدة لتؤكد عمق العلاقات بمختلف الأصعدة بين أربيل وأبو ظبي، في ظل الأفكار والرؤى المشتركة للعديد من القضايا التي تخص اقليم كوردستان والعراق والمنطقة، فضلاً عن الروابط السياسية والاقتصادية التي تمنحهما عمقاً في العلاقة المشتركة القائمة على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، تسلّم في 3 أيار 2021، رسالة تضمنت دعوة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، سلمها له القنصل العام للإمارات العربية المتحدة في أربيل، تم فيها التأكيد على رغبة الإمارات في تعزيز العلاقات مع إقليم كوردستان في كافة المجالات.

وتم استقبال رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في مراسم، بمطار أبو ظبي، من قبل أحمد علي الصايغ وزير الدولة، يرافقه سفير العراق في أبو ظبي والقنصل العام الإماراتي في اربيل، فيما شهد الاستقبال رفع علم اقليم كوردستان الى جانب علمي العراق والامارات.

آخر زيارة قام بها رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى الإمارات كانت في 9 تشرين الثاني، 2019، حيث استقبل وقتها في المطار من قبل عدد من المسؤولين وبمراسم رسمية.

 

واستقبل ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد، مساء اليوم السبت رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، حيث شهد اجتماعهما سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع مجالات الشراكة والتعاون بين إقليم كوردستان والعراق وبين الإمارات.

رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أشار إلى أنه بحث مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والسلام الإقليمي وغيرها من القضايا، معرباً عن امتنانه لدولة الامارات في دعمها المستمر لاقليم كوردستان والعراق.

وكتب نيجيرفان بارزاني في تغريدة بموقع تويتر: "تشرفت بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم في أبوظبي، حيث تباحثنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والسلام الإقليمي وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. قدمت امتناني لدولة الإمارات لدعمها المستمر لإقليم كوردستان والعراق".

رئاسة اقليم كوردستان، ذكرت في بيان لها حول اللقاء، أنه "خلال اجتماع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية مع فخامة نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، أكد سموه استمرار دعم بلاده لإقليم كوردستان والعراق ورغبتها في تطوير العلاقات وتوسيع مجالات الشراكة والتعاون مع إقليم كوردستان".

واضافت أنه "وفي الاجتماع الذي عقد مساء اليوم السبت 12 حزيران 2021، بحظور سعادة سفير العراق في أبو ظبي، ناقش الجانبان علاقات الإمارات العربية المتحدة مع العراق وإقليم كوردستان، العملية السياسية والانتخابات العراقية القادمة، تهديدات ومخاطر الإرهاب وعودة بروز داعش، مستجدات وباء كورونا، أوضاع المنطقة بصورة عامة، أهمية التعاون والتنسيق متعدد الجوانب لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة ومجموعة مسائل تحظى بالاهتمام المشترك للجانبين".

"وهنأ فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني الإمارات العربية المتحدة بمناسبة اختيارها وعضويتها في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 – 2023، الأمر الذي يثبت ثقة العالم واطمئنانه لسياسة ومكانة ودور الإمارات المهم، ويبين المستوى الرفيع لدبلوماسية وعلاقات وتأثير الإمارات في التعاون والتنمية على المستوى الدولي".

وتابع البيان: "شكر فخامة رئيس إقليم كوردستان دولة الإمارات على مساعداتها الإنسانية، خاصة الأخيرة منها والموسومة مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والتي قدمت خلالها آلاف من جرعات اللقاح المضاد لكورونا للنازحين واللاجئين في إقليم كوردستان، وعبر عن التقدير والشكر لدور الهلال الأحمر الإماراتي والسيد القنصل العام الإماراتي في إقليم كوردستان. وشدد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على أن الأرضية الملائمة للاستثمار مهيأة في إقليم كوردستان، وهو مستعد لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الإماراتيين للعمل في القطاعات والمجالات كافة، ويرحب بالشركات الإماراتية وأعمالها ومشاريعها".

وبشأن الأوضاع في المنطقة، اتفق الجانبان في الرأي بأن الشراكة والتعاون بين دول المنطقة لحماية الأمن والاستقرار والقضاء على مخاطر الإرهاب والتطرف وتطوير مجالات التنمية في كل القطاعات ضروريان، وعدّا حضور ودور العراق وإقليم كوردستان والإمارات مع دول المنطقة مهماً.

 

وكالة الانباء الاماراتية الرسمية "وام"، سلطت الضوء على زيارة رئيس اقليم كوردستان، وذكرت أن "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رحب خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ، بزيارة رئيس إقليم كوردستان العراق إلى دولة الإمارات والتي تأتي في إطار حرص الجانبين على تطوير آفاق التعاون الثنائي بما يخدم مصالحهما المتبادلة".

وأضافت: "بحث سموه ومعالي نيجيرفان بارزاني خلال اللقاء علاقات التعاون بين دولة الإمارات والعراق الشقيق واقليم كوردستان العراق خاصة في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والإنسانية والصحية. وتناول اللقاء تطورات جائحة كورونا في إقليم كوردستان العراق وجهود الجانبين وتعاونهما للحد من تداعياتها على المستويات الإنسانية والاقتصادية".

وأردفت: "كما تبادل سموه ومعالي نيجيرفان بارزاني وجهات النظر بشأن مجمل التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة والجهود المبذولة بشأنها. وحضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبو ظبي و معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، فيما حضره من الجانب العراقي معالي فوزي توما رئيس ديوان رئاسة الإقليم ومعالي فلاح مصطفى بكر مستشار رئيس الإقليم وسعادة الدكتور مظفر مصطفى الجبوري سفير جمهورية العراق لدى الدولة".

كما بحث رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال زيارته الى الامارات، مع السفير العراقي لدى دولة الإمارات، مظفر الجبوري، العلاقات العراقية - الإماراتية، وضرورة تعزيز مجالات التعاون بين البلدين.

وبحسب بيان المكتب الإعلامي لرئاسة إقليم كوردستان، اليوم السبت (12 حزيران 2021)، تباحث الجانبان العلاقات العراقية - الإماراتية وأوضاع وأحوال الجالية العراقية في الإمارات، والتأكيد على أهمية تنمية مجالات الشراكة والتعاون بين البلدين.

وخلال اللقاء بارك الرئيس نيجيرفان بارزاني للسفير وكادر السفارة أعمالهم وجهودهم "لزيادة تعزيز العلاقات، آملاً لهم النجاح في مهامهم".

وفي السياق أعرب السفير العراقي وكادر السفارة عن سعادتهم لزيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني وتفقده السفارة.

القنصل العام للإمارات العربية المتحدة في أربيل، أحمد إبراهيم الظاهري، أكد يوم الجمعة، أهمية الزيارة التي يجريها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني إلى الإمارات لتوطيد العلاقات الثنائية، وفيما أشار إلى أن بلاده تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات مع العراق، شدد على أن رئيس إقليم كوردستان يؤدي دوراً كبيراً في العراق والمنطقة والعالم.

وقال الظاهري لشبكة رووداو الإعلامية إن "العلاقات التاريخية التي تجمع الإمارات والعراق وبالأخص إقليم كوردستان هي علاقات مستمدة من العلاقات الوطيدة التي بناها فخامة الرئيس مسعود بارزاني وجمعته مع قادة دولة الإمارات، وزيارة فخامة الرئيس نيحيرفان بارزاني امتداد لهذه العلاقات الوطيدة التي تجمع بين قادة الإمارات والقيادات العراقية وبالأخص قيادات إقليم كوردستان العراق".

وحول أهمية الزيارة، أشار القنصل الإماراتي إلى أن "الزيارات دائماً توطد العلاقات الثنائية بين الدولتين وبالأخص بين الإمارات وكوردستان، وكانت للزيارة الأخيرة لفخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني ولقائه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أثراً طيباً في تدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية لولا جائحة كورونا التي أثرت على هذه المشاريع، لكن دولة الإمارات حريصة خلال السنوات الماضية وبالأخص السنة التي كانت فيها جائحة، على أن زيارات كثيرة من قبل رجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الجانب الاستثماري بين الإمارات وإقليم كوردستان".

ولفت الظاهري إلى أن "القيادات الشابة ومن ضمنهم فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني يلعب دوراً كبيراً في العراق والإقليم والمنطقة والعالم"، موضحاً أن "زيارات فخامة الرئيس الأخيرة إلى فرنسا وبغداد وكان همه وحدة العراق ودعم عراق مستقر".

ولفت إلى إن "زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني من ضمن الزيارات التي تسعى الإمارات من خلالها إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق ومع قادة العراق".

 

وحسب أرقام رسمية اماراتية فان حجم التبادل التجاري بين إقليم كوردستان والإمارات تجاوز خلال الفترة الماضية 8 مليار دولار، إضافة إلى وجود اكثر من 112 شركة إماراتية مسجلة في اقليم كوردستان.

سعي خليجي لاستعادة العلاقة مع بغداد وأربيل

من جانبه، أكد المتحدث باسم جبهة الإنقاذ والتنمية، خالد الدبوني، أن الزيارة التي أجراها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى الإمارات حالياً، تعطي مؤشراً إيجابياً عن بغداد وأربيل، مبيناً أن دول الخليج تحاول أن تستعيد "العلاقة العربية مع العراق وأربيل من ضمن المظلة العراقية ولديها الاستعداد للتعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل الاقتصادي".

وقال الدبوني لشبكة رووداو الإعلامية إن "هذه الزيارة والزيارات السابقة تعطي مؤشراً ايجابياً بالنسبة للعراق وبالنسبة لأربيل"، مضيفاً أن "الإمارات سبقت الجميع بالدخول إلى كوردستان منذ 2007 ولولا داعش عام 2014 والاوضاع الأمنية لكانت هناك طفرة أكبر بكثير في الاقليم بسبب السياسة الاقتصادية الناجحة في الاستثمار والتنمية".

وأشار إلى أن التقارب بين الجانبين "ليس وليد الصدفة، فهناك تقارب خليجي بشكل عام، وسياسة الانفتاح التي اتبعتها بغداد وأربيل منذ 2018 لها انعكاساتها على الواقع الاقتصادي والسياسي أيضاً الإيجابي في ظل التنافس الاقتصادي المحموم فهناك إيران وتركيا والصين التي لديها مشاريع ونظرة اقتصادية تحاول أن تنفذها في المنطقة وهذا يصب في مصلحة العراق ومن ضمنها كوردستان لتلبية احتياجات الشعب في كافة المستويات".

ومضى بالقول إن "هناك سياسة انفتاح في العراق ويقابلها أيضاً تعاون وتنسيق دول الخليج ومن ضمنها الإمارات، حيث تحاول دول الخليج أن تستعيد العلاقة العربية مع العراق وأربيل من ضمن المظلة العراقية ولديها الاستعداد للتعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل الاقتصادي ما بين الإمارات والعراق والسعودية والعراق".

وتابع أن "الإخفاقات السياسية سابقاً أدت إلى التباعد السياسي والاقتصادي ما بين الطرفين، ونحن الآن في موقف جيد جداً من ناحية النوايا والأفعال على الأرض".

وحول تأثير العلاقات بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية على الانفتاح الخارجي، أشار إلى أنه "كلما تحسنت العلاقة ما بين بغداد والإمارات فإن ذلك سينعكس إيجاباً على العلاقة ما بين أربيل والإمارات، وهذا التوافق السياسي سيطرح نفسه كفاعل سياسي جديد في المنطقة وفي إقليم كوردستان".

وفي حزيران 2019، تلقى رئيس إقليم كوردستان، اتصالاً هاتفياً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث قدم الأخير تهانيه بمناسبة تسنمه منصب رئاسة الإقليم آملاً له الموفقية والنجاح، كما أكد الجانبان "خلال الاتصال على تعزيز العلاقات بين الامارات العربية‌ المتحدة وإقليم كوردستان وتطوير التنسيق والتعاون بين الجانبين".

وحينذاك، ذكر بيان لرئاسة إقليم كوردستان أن "رئيس اقليم كوردستان، قدم شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مؤكداً على تثمين اقليم كوردستان للدعم والتعاون الذي تقدمه الامارات العربية‌ المتحدة، وبالأخص للنازحين العراقيين إلى اقليم كوردستان، كما وألقى الضوء على دور وأنشطة هيئة الهلال الأحمر في دولة الإمارات ومؤسسة خليفة للأعمال الانسانية، مقدماً شكره لتعاونهما ومساعداتهما".

وفي 28 أيار 2019، وبمناسبة انتخاب نيجيرفان بارزاني، رئيساً لإقليم كوردستان، قال القنصل العام لدولة الإمارات في أربيل، أحمد إبراهيم الظاهري، لشبكة رووداو الإعلامية: "يعد دولة الرئيس من الجيل الثالث للقادة والسياسيين الكورد وهو امتداد لخط دولة الرئيس مسعود بارزاني، وسيكون عهده بإذن الله مليئاً بالنجاح والازدهار لإقليم كوردستان"، مبيناً أن "الفترة التي قضاها نيجيرفان بارزاني رئيساً لمجلس وزراء إقليم كوردستان كانت حافلة بالنجاح والازدهار خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية من خلال العديد من المبادرات التي جعلت الإقليم واحة للاستثمار واستقطاب الشركات التجارية من جميع دول العالم".

ولفت إلى ان "علاقاتنا التجارية مع إقليم كوردستان قوية جداً، وتعد دولة الإمارات هي الأولى في مجال الاستثمار في إقليم كوردستان، والعلاقات الثنائية في عهد دولة الرئيس نيجيرفان البارزاني ستكون إن شاء الله امتداداً لنهج دولة الرئيس مسعود بارزاني وتكون متميزة بمزيد من الازدهار في المجالين التجاري والاستثماري".

روداو