انتشار امني مكثف قبيل احتجاجات مرتقبة في بغداد
يستعد ناشطون عراقيون للنزول مجددا إلى شوارع العاصمة بغداد، والمحافظات الأخرى، اليوم الثلاثاء، في محاولة لإجبار السلطات على كشف المتورطين في قتل زملائهم والدعوة لمقاطعة الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في تشرين الأول أكتوبر المقبل، فيما انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف.
ولم يهدأ الناشطون منذ اغتيال الوزني قبل أسبوعين، وواصلوا التعبئة والتحشيد والدعوة إلى موجة جديدة من الاحتجاجات لوضع السلطات العراقية أمام مسؤوليتها في ملاحقة القتلة والمتورطين في سفك دماء الناشطين العزل.
ويُتوقع أن يشهد اليوم الثلاثاء مظاهرات في عدد من ساحات بغداد ومدن الجنوب رداً على استمرار القتل والاغتيال ضد الناشطين وإخفاق الحكومة الاتحادية لوضع حد لعمليات الاغتيال والتصفية الجسدية رغم اللجان التحقيقية الكثيرة التي شكلتها السلطات لهذا الشأن.
وقال مصدر أمني لكوردستان 24، طالباً عدم نشر اسمه، إن قوات الأمن اتخذت احتياطاتها لـ"أسوأ الاحتمالات"، وعبّر عن خشيته من أن تخلل الاحتجاجات "مواجهات عنيفة" مع المتظاهرين.
واكد المصدر ان القوات الامنية باشرت بالانتشار منذ ليلة امس في ساحات الاندلس والفردوس وكهرمانة والتحرير استعدادا لتظاهرات اليوم.
وقال "سنقوم بحماية المتظاهرين".
وقُتل نحو 560 شخصاً معظمهم من المتظاهرين العزل وبعض أفراد الأجهزة الأمنية منذ اندلاع موجة من الاضطرابات الشعبية في تشرين الأول أكتوبر 2019، حيث أطلقت قوات الأمن ومسلحون مجهولون ينتمون لفصائل مسلحة النار على المحتجين الأبرياء.
وسجلت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق 81 محاولة اغتيال ضد نشطاء وصحفيين مناهضين للحكومة منذ بدء المظاهرات، نجح 34 منها.
وقال هيثم، وهو ناشط مدني طلب عدم الإشارة إلى اسمه الثاني خشية الملاحقة والاغتيال، إن "الاحتجاجات الحاشدة" ستنطلق غداً الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي.
سينتشر المتظاهرون في ساحات عديدة ولا سيما ساحتي النسور والفردوس، فضلاً عن ساحة التحرير معقل الاحتجاجات في العراق.
ويتوقع أن ينظم المتظاهرون تجمعات أخرى في مناطق بقلب العاصمة في محاولة لتوسيع نطاق الاحتجاجات وتجديد الدعوات للاعتصام أمام المنطقة الخضراء المحصنة. ودعا الناشطون المتظاهرين إلى التوجه إلى بغداد وعدم إقامة الاحتجاجات في المدن.
ويقول ناشطون إن الاحتجاجات المزمعة هي امتداد للاحتجاجات السابقة التي أدت استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي حل مكانه في أيار مايو مصطفى الكاظمي حيث وعد بالتحقيق في مقتل المحتجين، دون أي نتيجة تذكر.
ووقع ما يقرب من ثلث عمليات اغتيال الناشطين منذ أن تولى الكاظمي السلطة قبل عام، وفق آخر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي غالباً ما يختفي مرتكبوها تحت جنح الظلام، في الوقت الذي يوجه فيه بعض الناشطين أصابع الاتهام إلى فصائل مسلحة في بلد يسيطر فيه نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة من إيران على المشهد السياسي.
وقال أحد الناشطين، مشترطاً عدم نشره اسمه "في 25 أيار... سنرفع العلم العراقي وصور الشهداء الذين غدروا ولم يتم الكشف عن المجرمين".
وتابع "لن نستلم حتى ´يسقط النظام´".