• Friday, 22 November 2024
logo

هل هناك حظر جوي وبري على شرق الفرات؟

هل هناك حظر جوي وبري على شرق الفرات؟
وما إن تحدّث الإعلام عن الورقة الأمريكية بخصوص فرض حظر جوي وبري على شمال شرق سوريا حتى تنفس الكُرد الصعداء.
ولعل السبب يعود إلى أنّه وفِي وقت أن تركيا تتبجح وتقول أنها لا تقف في حدود تفاهمات منبج إنما ستكون في كوباني وقامشلي فإن الورقة الأمريكية تُطرح في المشهد الإعلامي وتتروج وتأخذ مكانها، ومع إنّ الورقة تؤكد على التزام واشنطن بتفاهماتها مع انقرة بخصوص منبج إلّا أن التفاؤل الكُردي بدأ يتسع دائرته وبدأ عقل المحلل الكُردي السوري يتجه بربط السجالات الإقليمية والدولية تجاه إدلب خاصة ثمة تصريحات من قبل ب ي د حول مشاركتهم إلى جانب النظام في الحرب التي من المزمع البدأ بها بعد أيام في إدلب .
وذهب المنطق الكُردي السياسي إلى أبعد من السياسي وأخذ منحى استراتيجي اذ وصل هذا المنطق إلى نتيجة مفادها:
أنّ مشاركة الحرب في إدلب يعزز مكان الكُرد في شمال غرب سوريا وهذا يعني قرب من المتوسط أي بحر متوسط
خصوصاً وإنّ القوات الكُردية ما زالت تسيطر على مناطق الشهباء ومنطقة شيراوى جنوب عفرين، فضلاً عن الممر العسكري الذي يعمل منذ الهجوم على عفرين من شرق الفرات إلى الشهباء.
والنقطة الثانية تشير إلى أنّه حتى لو لم يحسنوا الوصول إلى قرب المتوسط من بوابة الحرب في إدلب فإن مجرد مشاركتهم وخاصة إذا كان هناك رضى ورغبة أمريكية فإنّ الكُرد بحربهم في إدلب يحققون لأنفسهم امتيازات جديدة حيث سيتقاسمون النظام القوة والنفوذ هناك وهذا من منطق العلوم السياسية لها انعكاسات إيجابية على مستقبل الكُرد، فعادة مناطق النفوذ تولد نفوذ في مناطق أخرى ومن الصعب أن تتحول وتكون بمثابة مخفر للحراسة.
في جولتي الأخيرة تحدث أحد القروييّن من ريف الباب وهو متواجد في منبج حيث قال "لو كنت بمحل قوات الحماية لكنت قد شاركت الحرب وأسست ممر إلى البحر حتى لو بقت شمال عفرين تحت سيطرة الأتراك وأعوانهم من الإسلاميين الراديكاليين".
والحال، وبعيداً عن السجالات كلها فإن الورقة الأمريكية إن تم التمسك بها من قبل صناع قرار أمريكا فإن هذه الورقة تتحول وتصبح بمثابة قرار 688 الأممي في ما يتعلق بكُردستان العراق بعد انتهاء حرب الخليج الثانية أي بداية تسعينيات القرن المنصرم.
وحكمة المقال تفيد" القابض على المقوّد فقط يعلم بأي طريق ما يود الوصول اليه"!
Top