• Friday, 22 November 2024
logo

وقد نخسر أيضاً!

وقد نخسر أيضاً!
يعيش السوريون في هذه الأيام حالة من القلق، ولعل سبب القلق ليس لأنّ النظام يتقدم في جنوب سوريا أي في محافظة درعا بقدر ما أنّ قلق السوريين، والكُرد منهم يعود إلى سببين:
-تأسيس لجنة صياغة الدستور وتالياً الدستور في خارج سوريا
-شكل الاختيار لأعضاء اللجنة، شكلٌ تم طرحه من قبل المبعوث الخاص وتم التوافق عليه لاحقاً من الدول الضامنة مثل روسيا وإيران وتركيا في ظل غياب كُردستان العراق. ونقول كُردستان العراق لأن إذا كانت تلك الدول المسماة بدول "الضامنة" تشغل غطاءاً سياسيّاً لقوى المعارضة والنظام فإنّ كُردستان العراق متمثلاً بالرئيس مسعود البارزاني يشكل ليس غطاءاً فحسب إنّما مرجعاً أيضاً!
المقدمة الخاطئة تعطي النتيجة الخاطئة، هذه مقولة فلسفيّة، فمقدمة اختيار أعضاء اللجنة خاطئة فمن الحتمي أن يكون الدستور نفسه لا يعبّر عن الكل السوريّ، وبالتالي لا يعبّر هذا الدستور عن تطلعات السوريين من المكونات والأفراد.
والحق إنّ السوريين أمام منعطف تاريخيّ مهم، لأنّ الدستور هو الذي سيغيّر مسار الحال وسيدفع بالكل نحو التوافق عليه وتالياً زوال مرحلة الفوضى، بيد أنّه اذا تمت صياغة الدستور بهذا الشكل فإنّ الكُرد سيخسرون ما حققوه طيلة السنوات الثمان كون الدول الضامنة الإقليميّة إلى الآن يعملون جاهدين ليكون الكُرد عاملاً ضعيفاً ليس في المرحلة الحاليّة فحسب إنما في المستقبل أيضاً.
ويمكن القول انّه ليس دائما السبب يعود إلى العامل الخارجي أي أنّ الكُرد يبقون ضعفاء لأنّه ثمة العامل الخارجي المهيمن ويعيق حراك الكُرد وبالتالي يصبحون ضعفاء، فكثير من المرات يكون العامل الذاتي سبباً مباشراً أن تصبح ضعفياً، فمنذ مؤتمر سوتشي، وهو المؤتمر الذي أنتج فكرة المباشرة في صياغة الدستور لم تفكر القوى الكُرديّة بروحيّة المسؤول عن المرحلة، ولم يبادر أي طرف كُردي في الدعوة إلى الاجتماع موسع يجمع الكُرد على مختلف مشاربهم ويناقشوا تحديّات المرحلة، كما انّ القوى السياسيّة تعالت على المجتمع المدني مع إنّ نصيب المجتمع المدني يعادل نصيبهم في لجنة صياغة الدستور.
تجدر الاشارة أنّه بعد أن رُفعت أسماء المعارضة وقبله النظام فكر المجلس الكُردي بلقاء يجمعهم مع بعض من المجتمع المدني.
لا نعرف بضبط كم من العناصر الكُرديّة رشحهم ائتلاف المعارضة، قد يكون اثنان.. أثنان من أصل خمسون مع إنّ النسبة المئوية تخول ٧ عناصر على الأقل من أصل خمسين كون أنّ الكُرد يشكلون فوق ١٤ بالمائة من مجموعة عدد سكان سوريا في لحظة أنّ ب ي د قد لا تشارك بسبب الضغط التركي، والتحالف الديمقراطي الكُردي أيضاً، ولا نعرف بضبط كم كُردي من المجتمع المدني سيكون في لجنة الصياغة!
بقي القول، أنُه وكون أنّ المبعوث الخاص أمام الإعلان عن الأسماء التي تم التوافق عليها بين تركيا وايران وروسيا، فإنّ نصيب الكُرد بات مخجلاً ، الأمر الذي يثير المخاوف من مستقبلهم السياسي، وهذا يعني أن الكُرد قد يخسرون أيضاً في هذا المعترك التاريخيّ المعقد والصعب، ولكن في هذه المرة كان أداء الكُرد واستهتارهم بالمرحلة وسطحيتهم لأهمية الدستور سبباً مباشراً في ذلك.
وحكمة المقال تفيد" النوم طويلاً قد تستيقظ مستريحاً لكنك تخسر فرصة طلوع الشمس!"
Top