كيف وزع السيد (نيجيرفان بارزاني) رسائله السياسية ؟؟
بعد احداث 16 اكتوبر اشد المتفائلين لم يكن يتوقع ان يصمد حكومة الاقليم و الحزب الديمقراطي بالذات امام هذا الكم الهائل من الضغوطات و الازمات و لوحده دافع عن الاقليم و حمته من السقوط بيد الحشد الشعبي وان انسحاب اغلب الاطراف السياسية من الحكومة في وقتها كانت لاسقاطها و اعلان حكومة الانقاز و نقل القرار السياسي للاقليم من اربيل الى السليمانية بعدما فشلوا في محاولتهم لاحتلال اربيل ووقوفهم في صف بغداد التي اصدرت حزمة من القرارات و العقوبات الجماعية لشعب كوردستان و الاقليم و وضعت الاقليم و خاصة البارتي تحت حصار اقتصادي و سياسي و عسكري و دبلوماسي كبير و خانق وحرضت بعض الاطراف الكوردية للقيام بمظاهرات ضد حكومة الاقليم الا ان كل هذه المحاولات بائت بالفشل الذريع بعدما استطاع رئيس الحكومة من كسر الحصار الدبلوماسي و قام بجولة من الزيارات في اوروبا و شارك في مؤتمر دافوس و ميونيخ و استطاع ان يضع بغداد تحت ضغط دولي كبير ليعلن بعدها عن توصل الاقليم الى تفاهم مع بغداد في نهاية شهر شباط لحل كل المشاكل وفق الدستور و بعدها فتحت المطارات و ارسلت بغداد سلفة بقيمة 317 مليار دينار للاقليم و اعلن بعدها رئيس حكومة الاقليم في خطاب عيد نوروز عن توصلهم الى اتفاق مبدئي مع بغداد لحل المشاكل و ان جدول الرواتب ستعدل و ان الوضع الاقتصادي سيعود الى ماكان عليه سابقا و افضل و هذا ماحصلفعلاليقع بعدها اغلب الاطراف الكوردية في موقف محرج جدا و هذا ماتبين في خطاب نيجيرفان البارزاني و ارسل رسائله اليهم بدقة كبيرة بان البارتي كان و سيبقى الحزب الاول في كوردستان و سيبقى رقم صعب في المعدلة السياسية للعراق و ان وقوفهم ضد الحكومة و ضد عملية الاستفتاء في تلك الظروف الصعبة جدا انعكست سلبا عليهم و ان البارتي حزب موحد و متين و له قائد واحد و علم واحد و تحت ظل ذلك العلم سيعمل لخدمة كوردستان و القضية الكوردية وهو الحزب الذي حمى كوردستان من الانهيار و الزوال ليصبح بعدها اقوى في اشارة واضحة على قوة هذا الحزب و تحديه و قدرته في تغيير موازين القوى و المعدلات السياسية وليبدأ بعدها مرحلة مغاييرة تماما و من كل النواحي و ليصبح اربيل قبلة للساسة العراقيين بعدما حاول بعض الاطراف الكوردية ان يجعلوا من بغداد حجا .
و واضح ان الاطراف الاخرى السياسية قد فهمت تلك الرسائل و عكست ذلك على حملتهم الدعائية للانتخابات من خلال محاربتهم للحكومة و للاستفتاء و لسياسة البارتي.
يبدوا ان بغداد و الدول الاقليمية هي الاخرى ايضا قد فهمت محتوى خطاب السيد نيجيرفان بارزاني و كلمته في وضع حجر الاساس لاكبر قنصلية لامريكافي العالم و ادركت مدى قوة و خطورة تلك الرسائل عليها في ظل الظروف و الاحداث الصعبة التي يمر بها المنطقة و باتت على دراية تامة بأن الوضع الحالي لن يدوم طويلا و ان هناك صراعات و تغييرات كبيرة ستحدث وان الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد استعد لها جيدا و هذا ماانعكست على حملتها الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية رغم استعدادها لها و ثقتها بانها ستفوز باصوات و مقاعد اكثر من قبل ولكنها ولحد الان غير مقتنعة بهذه الانتخابات حتى لو اجريت في موعدها وان نتائجها لن تطبق على ارض الواقع و ستقع العراق في دوامة صراعات سياسية و مليشياوية كبيرة و ستؤدي بالنهاية الى التقسيم و بعدها ستؤثر هذا الواقع على سوريا و المنطقة بأسرها جميعا .