• Friday, 22 November 2024
logo

عفرين والأسئلة الكبرى؟!

عفرين والأسئلة الكبرى؟!
عملياً سقطت عفرين، وصارت تحت حكم الأتراك ،ومعهم موالونها من العرب الإسلاميين خاصة، وبعض من الكُرد؛إنما نظرياً لا يحب على الكُرد أ ن يتقبلو ا حال عفرين الجديد، وانقسموا في هذا المجال شطرين؛ شطر يريد أن يستمر في عدم قبول سقوط عفرين وشغوف بالمقاومة وباسلوب جديد إلى درجة لا يقبلون صيحة الجميع لعودة النازحين إلى سكانهم، وهذا الشطر هو "ب ي د".
والشطر الثاني، لا يتقبل سقوط عفرين أو الأصح لا يريدون العيش مع الواقع الجديد لكنه يقدم حلولاً وإسلوباً جديداً في مقاربتهم مع هذا الوجود التركيّ، فيرى هذا الشطرإنّ عودة النازحين إلى سكناهم يعني عملياً إفشال خطة الأتراك في مسألة "التغيير الديمغرافي"، والأمر الثاني هو الإصرار على هويّة عفرين الكُرديّة، فبنظر الشطر الأخير حتى لا تصبح عفرين في خارج الجغرافيّة الكُرديّة المتخيلة على الجميع المساهمة في خلق آليات حراكيّة سلميّة في الإبقاء على كُرديّة عفرين من جهة وحمايّة أملاك الناس من المصادرة من جهة الأخرى وبوابة هذا الحراك هو العودة ويمثل هذا الشطر غالبيّة الأحزاب الكُرديّة.
بين الشطرين، يفكر الناس أن لا تتحول المعطيات والوقائع الجديدة في كُرداغ(عفرين) إلى جدار كبير بين عفرين وشقيقاتها المناطق الكُرديّة وذلك فبدلاً من أن يناضل الكُرد من أجل حقوق القوميّة أو السياسيّة من الفضاء السوريّ يطالب الكُرد "حق العودة" تماماً مثلما حاول النظام السابق أن يقتصر كل المطالب الكُرديّة في إستعادة الجنسيّة السوريّة التي سحبت من ١٥٠ ألف كُردي من منطقة الجزيرة في بدايّة ستينات القرن المنصرم، فحكام الجدد ربما سيخلقون عقبات عودة الناس لتصبح مع الزمن المطلب الأساس وُينسى الحقوق السياسيّة!
ولا نستغرب إنّ الحكام الجدد في عفرين قد استفادوا من أخطاء الإدارة الذاتيّة بحق الناس وبحق قواهم السياسيّة، ما يعني أن الحكام الجدد يقاربون الوضع في عفرين بمنطق "العقل المستريح" وببالهم أن الزمن الجديد مهما يكن فعله وشكله سيكون مختلفاً عن الزمن قبل ١٨ آذار متناسين أنهم وقعوا في الفخ الكبير هو أن الأمران يهمان الناس: الأول عودة الأهالي مع ضمان حريتهم والتعبير عن رؤاهم وعدم مصادرة إرادتهم وأملاكهم. والأمر الثاني: هو الحفاظ على هويّة عفرين الكُرديّة وهو تُعرف من خلال عدد من تعبيرات: العلم الكُردستاني، وتعليم الأطفال بلغتهم الأم، سماح التواصل بين الناس والقوى السياسيّة والمدنيّة في غرب الفرات وشرقه.
في الحقيقة إنّ الكل صاروا يواجهون الإستحقاقات الجديدة، الحكام الجدد في عفرين عليهم إثبات أنفسهم على أنهم ليسوا أدوات أو أحجار الشطرنج، وهنا تبرز السؤال الكبير، وهو، هل بالفعل تحسن الحكام الجديد الحفاظ على إنتماء عفرين وهويتها وتقديم الخدمات لناس والتعليم وتوفر لهم الحريّة والكرامة؟
وهل إستفادت الأحزاب الكُرديّة من حالة عفرين وحسّنت من أدائها وإن الواقع الكُرديّ السوريّ قبل ١٨ آذار ليس كبعدها؟ وإن عليها التفكير العميق بمستقبلها وتفكر معاً لإنتاج رؤيّة سياسيّة واقعيّة خاليّة من الهوبرة والشعبويّة وتعيد النظر في علاقاتها مع الأطراف الأخرى، وتبحث سويّة من المأزق وتأخذ عفرين كعبرة وعليها لا أن تستعيد عفرين من سقوطها بقدر من إحداث الذهنيّة المختلفة عن ذهنيّة سابقة؟
وحكمة المقال تفيد" من يتنفس الصعداء هو الذي يستطيع أن يحوّل دموع الحزن إلى دموع الفرح"!
Top