موعد الحصاد السياسي قد حان
كان لخطاب رئيس حكومة اقليم كوردستان في مساء يوم 20-3-2018 بمناسبة عيد نوروز و الذي اعلن فيها ان الاقليم مقبل على تجاوز اغلب محناته و مشاكله و ان نظام الرواتب ستعدل و ان الوضع الاقتصادي سيتحسن اذانا منه بقدوم موسم الحصاد وكان واضحا من خطاب سيادته ان المحصول سيكون جيدا و وفيرا . السؤال هنا من هو صاحب المحصول ؟؟؟ اذا اردنا ان نعرف جواب هذا السؤال علينا ان نرجع الى عام 2011 و الاحداث التي تلت مظاهرات 17 شباط و بعدها قطع الميزانية و الرواتب من قبل بغداد في بداية عام 2014 و حرب داعش و عبئ الازمة المالية و الاعداد الهائلة للنازحين و الازمة السياسة التي خلقت بحجة منصب رئاسة الاقليم و محاولة الانقلاب الفاشلة داخل البرلمان في اواسط عام 2015 و المظاهرات التي تلت تلك المحاولة و حرق المقرات و الدوائر و قتل الابرياء و تعطيل دوام المدارس و الدوائر الحكومية و الحملات الاعلامية الكبيرة لنشر الكراهية و تزييف الحقائق و كسر الرموز و تكذيب التاريخ و التشهير ضد الحكومة لاسقاطها الى ان وصل بهم الحال ان يقفوا ضد الاستفتاء الذ اجراه الاقليم في 25-9-2017 و حاولوا افشالها و تفسيرها على انها برنامج حزبي لاعلاقة لها بتطلعات الشعب الكوردي و فشلوا في ذلك و بعدها الخيانة العظمى التي حدثت في 16-10 من نفس العام و تسليم كركوك و مناطق كوردستانية اخرى الى الحشد الشعبي و تشريد اهلها و التواطؤ مع الاعداء لاحتلال اربيل و الانسحاب من حكومة الاقليم و الوقوف مع بغداد بسياستها المعادية للاقليم و مشاركتها في اصدار حزمة من القرارات المجحفة بحق كوردستان منها مالية و مصرفية و منها ادارية و منها سياسية و دبلوماسية و منها غلق المطارات و المنافذ الحدودية و غيرها من القرارات و لم يقفوا عند هذا الحد بل حاولوا افشال تمرير قانون تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر اجرائها في 1-11-2017 و بعدها محاولتهم عرقلة تمرير قانون توزيع صلاحيات رئيس الاقليم الذي استقال من منصبه و فشلوا في كل محاولاتهم و كان هدفهم اسقاط الحكومة و اعلان حكومة انقاذ و تسليم الاقليم الى بغداد و الغاء نتائج الاستفتاء بقرار سياسي . لم يحدث ذلك فقط و انما انعكست سلبا على تلك الاطراف السياسية بعدما كسر رئيس حكومة الاقليم الحصار الدبلوماسي المفروض على كوردستان و زار فرنسا و المانيا و بعدها زار بغداد ثم طهران في 20-1-2018 و شارك في مؤتمر دافوس للاقتصاد و مؤتمر ميونخ للامنو فرض ضغطا كبيرا على بغداد لكي تجبر بالاخيرباجراء المفاوضات و حل المشاكل وفق الدستور و هذا ما حدث بعدما اعلن السيد نيجيرفان البارزاني في المؤتمر الصحفي الذي عقده في 13-3-2018 عن توصل اربيل و بغداد الى اتفاق اولي لحل المشاكل و هنا عرف الاحزاب الاخرى مالذي سيحصدون . و مالذي ستحصده الحكومة و الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالذات. و ماجرى في الايام الماضية ماكانت الا رفض تلك الاطراف لحصادهم و تصفية الحسابات فيما بينهم و محاولتهم ان يكونوا شركاء لحصاد الحكومة التي انسحبو منها و فشلوا في ذلك ايضا . وهنا يتضح ان بعض الاطراف الكوردية قد باع مازرعه قبل ان يحصده مثل مافعله الاتحاد الوطني و حركة التغيير و هناك اطراف لم تزرع شيئا و انما تحاول اخذ محصول الاطراف الاخرى مثلما يفعله تحالف برهم صالح و حزب شاسوار عبدالواحد الجديدين في الساحة السياسية و هناك اطراف لاتؤمن بالزرع بتاتا و تحاول حرق مازرعته الاطراف الاخرى مثل ماتفعله الاحزاب الاسلامية كالجماعة الاسلامية و الاتحاد الاسلامي. و ماسيحصده اقليم كوردستان في الفترة القادمة هي نتيجة مازرعه الحزب الديمقراطي الكوردستاني ودفاعه و حمايته و اعتنائه بها حتى وصل بها الى موسم الحصاد الذي بدء فعلا.
كل المؤشرات تؤكد ان المنطقة مقبل على تغييرات كبيرة و هائلة و ان هدف الحكومة و الحزب الديمقراطي هي حماية كوردستان من كل النواحي و الاستعداد لتلك الاحداث لكي يكون للكورد نصيب منها و هذا مافعلته و ماتفعله لحد الان و على الشعب الكوردي ان يعي ذلك و يكون عونا للحكومة لا عبئا عليها لتخطي كل الازمات و الوصول بنتائج الاستفتاء الى بر الامان .