مالذي ينتظر اقليم كوردستان في 2018 ؟؟
اغلب التوجهات و التحليلات و المؤشرات التي تستند على الوقائع تؤكد ان سنة 2018 ستكون سنة مفصلية و حاسمة بالنسبة لاقليم كوردستان خاصة و المنطقة باسرها عامة و انه وبعد اجراء الاستفتاء و قرار الشعب الكوردي الاستقلال عن العراق و فرض بغداد عقوبات قاسية على الشعب الكوردي و ماتعرض له الاقليم بعد احداث كركوك من تحديات هائلة و رفض بغداد اجراء الحوار مع اربيل و فرضها شروط تعجيزية مسبقة و الدور السلبي الذي تمارسه المجتمع الدولي حيال الكورد لحد الان و الذي قد يتغيير لصالح كوردستان بعد كل هذه الاحداث وتعنت بغداد كل هذه الاسباب تضع الاقليم امام خيارين لاثالث لهما وهي يااما المضي قدما نحو الاستقلال و تحدي كل الصعاب و الاستعداد لكل الاحتمالات او الخضوع للاجندات الخارجية و شروط بغداد و بالتالي انهاء وجود اقليم فدرالي باسم كوردستان لهذا فان هذه السنة ستكون سنة مليئة بالاحداث و التقلبات و ستكون حاسمة بالنسبة للقضية الكوردية.
مؤكد انه الازمة المالية و الاقتصادية التي فرضتها بغدا لحوالي اربع سنوات و الفساد المنتشر داخل المؤسسات الحكومية و الحزبية كان لها تأثير كبير على المجتمع الكوردستاني ككل و على الفرد الكورد بوجه شخصي و حدثت فجوة كبيرة بين الشعب و السلطة و اثرت على المجتمع من جميع النواحي و التي ستظهر اثاره السلبية في المستقبل القريب و التي ستخلق ازمات اخرى للقيادة الكوردية ان لم تحل هذه المشاكل الان . و هذا ماساعد على ان يقوم الدول الاقليمية وعن طريق بعض الاحزاب الكوردية بتخطي كل الحدود و تشويه تاريخ الشعب الكوردي و اثارة الفوضى و الفتن داخل المجتمع الكوردستاني و سب و انكار و كسر كل مقدسات و رموز هذه الامة تحت شعارات المدنية و حرية التعبير و الترويج لاقامة اقليم اخر او احياء نظام الادارتين و معلوم انها تمول من قبل بغداد و تنفذ اجندات فقط لانهاء وجود اقليم باسم كوردستان . كل هذه الاسباب تجعل من قيادة الاقليم ياما البدء و فورا باجراء الاصلاحات و مكافحة الفساد على كل الاصعدة و ضرب بيد من حديد كل من يثير الفتن و النعرات و محاسبتهم وفق القانون والا فان بغداد ستكون هي المنتصرة في حربها لقتل الوقت مع اربيل و بالتالي السيطرة على الاقليم كاملة .
واضح ان بغداد التي تعيش في ازمات عدة منذ فترة ليست بالقليلة مقبلة على ازمات اخرى اكثر حدة خاصة الازمة المالية و الاقتصادية المحتملة ان تقع فيها بغداد قريبا بسبب غرقها بالديون و الفساد الداخلي و هذا بدوره سيؤدي انهيار مؤسسات الدولة و ان تكون المافيات و العصابات المتنفذ هي الحاكمة في بغداد والتي قد تخلق صراعات و ازمات اخرى و لو استطاعت بغداد مع كل هذه الازمات ان تصل الى موعد الانتخابات و اجرائها في 12-5-2018 و التي تؤكد كل المؤشرات بصعوبة اجرائها و قدرة حكومة العبادي على تخطيها لهذه العقبات . فحينها ستسيطر الحشد الشعبي و بشكل كامل على مفاصل الحكم و القرار في العراق و سيكون الكورد الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات لو اجريت وفق هذه المعطيات لانها ستفقد مقاعد كثيرة في كل من كركوك و المناطق الكوردستانية الاخرى خارج ادارة الاقليم بسبب سيطرة الحشد عليها و بعدها ستتحول العراق الى جمهورية اسلامية و ستقوم الحشد بتغيير الدستور العراقي بكامله . ولكن لو تم تأجيل الانتخابات او حدث مايتوقع ان يحدث في بغداد من انقلاب الحشد بقيادة المالكي على الحكومة او استطاعو سحب الثقة عن حكومة العبادي في البرلمان و بالتالي اعلان حالة الطوارئ و عودة المالكي كحاكم ظرورة لتخطي الازمة و سد الفراغ الاداري الحاصل حينها ستندلع حروب و صراعات بين الشيعة انفسهم و ستساعد على ظهور مجاميع مسلحة اخرى و تحت شعارات دينية و مذاهبية و ستتحول العراق الى ساحة حرب مفتوحة و الغالب الاكبر حينها سيكون الكورد و ستتضطر المجتمع الدولي الى الاعتراف بنتائج الاستفتاء و فرض طوق امني بحماية دولية لحماية كوردستان و الاقليات و الاديان الاخرى و احتمال ان تشمل هذا الطوق بعض المناطق السنية ايضا و تكون خاضعة لادارة كوردستان لحين انتهاء الازمة.
في كل ماسبق يتضح جليا انه بعدما تنازل العبادي عن كل مقدرات العراق لصالح شركات عملاقة خاضعة لاجندات دولية مقابل انهاء وجود اقليم كوردستان و السيطرة عليه و على مقدراته لكي يتجاوز بذلك ازماته و اعلان نفسه منقذ العراق و فشله في ذلك بسبب حكمة القيادة الكوردية في التعامل مع الاحداث و الحفاظ على الاقليم رغم كل التحديات جعلت من العراق ان تقع في موقف ضعف و محرج امام المجتمع الدولي و تصاعدت اللهجة السياسة تجاه بغداد خاصة في الاونة الاخيرة كل هذا تؤكد انه العراق اصبح مقبلا على تغييرات و تقلبات كبيرة قد تنهي وجوده كدولة هذا من جهة من جهة اخرى قرار الرئيس الامريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل و صمت المجتمعات الاسلامية حيال ذلك و فشل ايران في استغلال مظاهرات شعوب المنطقة ضد قرار ترامب و التدخل في شؤن تلك الدول و خلق واقع مغايير لكي لاتستطيع امريكا من تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في المنطقة و التي هي بالاساس ضد ايران. كل هذه الاحداث تؤكد ان سنة 2018 ستكون سنة مفصلية و حاسمة للمنطقة برمتها و للقضية الكوردية بشكل خاص و ان اتجاه الامور بهذا الشكل ستنصب في مصلحة كوردستان لذا تحاول بغداد و بعض الاطراف الكوردية و بدعم مباشر من بعض اجندات اقليمية و دولية لاثارة الفوضى و الفتن داخل اقليم كوردستان و استغلال ظروف الشعب الكوردي الذي يعاني من ازمات كبيرة لمصالح و مأرب سياسية و تحاول بشكل او بأخر السيطرة على اربيل و حرمان الكورد من الاستفادة من الظروف و الاحداث المؤاتية لاثبات و جوده و اعلان نفسه كدولة مستقلة .
بدرخان الزاويتي