المجتمع الدولي بين دبلوماسية الاقليم و تعنت بغداد
بعدها فرضت العراق بمؤسساته المتفرقة حكومة و برلمانا و قضائا حصارا سياسيا و جويا والاستمرار على الحصار المالي و الاقتصادي و اصدرت اوامر قبض لشخصيات عدة كمحافظ كركوك نجم الدين كريم و كوسرت رسول و شخصيات اخرى عدة ومنعت الوفود الدولية من زيارة الاقليم و منعت قيادات الاقليم من السفر و بدأت بتهديد كوردستان باستخدام القوة ضدها لفرض هيمنتها و انهاء الوجود الكوردي و تجاوزت بغداد على اغلب مواد الدستور و نسفتها و دعمت المليشيات المذهبية لفرض ايدولوجيتها على العراق بكامله بعدما دمرت المناطق السنية كاملة ورغمذلكاطلقتحكومةالاقليممبادراتعدةللجلوسعلىطاولةالمفاوضات و حل المشاكل مع بغداد الا ان الاخير تعنتت و مع مرور الايام و بالاتفاق مع تركيا و ايران وبعض اطراف الاحزاب الكوردية و باشراف مباشر من قاسم سليماني قررت بغداد الهجوم على كوردستان واحتلت كركوك و اغلب مناطق متنازع عليهاو حاولت جاهدا الاستلاء على اربيل و انهاء وجود الاقليم الا انها فشلت بسبب صد قوات البيشمركة لهجماتها و تكبدها خسائر كبيرة و هنا تيقن المجتمع الدولي ان الوضع اصبح في غاية الخطورة و قد يخرج عن السيطرة .
ضغطت المجتمع الدولي على بغداد لقبول مبادرات حكومة الاقليم و رئيسها نيجيرفان بارزاني التي وصلت حتى الى تجميد نتائج الاستفتاء لتهيئة الاجواء لاجراء المفاوضات الا ان اصرار بغداد برفض كل هذه المبادرات و وضعها شروط تعجيزية طلبت من اربيل تنفيذها قبل الدخول في مفاوضات و هي تسليم المطارات و المعابر الحدودية و الايرادات الداخلية و الملف الامني الى بغداد و هذا ماترفضه الدستور العراقي قبل ان ترفضة حكومة الاقليم وحينها تيقن اربيل ان بغداد لاتريد الدخول في مفاوضات جادة وفق الدستور لحل المشاكل و انها ترى نفسها منتصرا و تريد فرض شروطها و بعدها بدأ رئيس الحكومة بتحركات دبلوماسية بدأها بالداخل بزيارة كل الاحزاب الكوردستانية و الاطياف الاخرى و بعدها كسر المجتمع الدولي الحصار الدبلوماسي المفروض على كوردستان و اولى دعوات كانت من فرنسا و زار رئيس الحكومة مع وفد رفيع المستوى فرنسا رغم الحصار و استقبل كرئيس دولة و هنا تبين بأن دبلوماسية كوردستان كانت افضل و انجح بكثير من دبلوماسية بغداد و ضغط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على العبادي بضرورة اجراء المفاوضات دون قيد او شرط ولكنه لم يستجب لها بعدها دعت المانيا التي ترى نفسها صديقة للكوردرئيس حكومة اقليم كوردستان لزيارة المانيا و تلقى السيد نيجيرفان بارزاني دعوة اخرى من تيريزا مي رئيسة الوزراء بريطانيا لزيارة المملكة المتحدة و ان دلت ذلك على شيئفانها تدل على نجاح دبلوماسية كوردستان وانها ترى نيجيرفان بارزاني الممثل الشرعي لكوردستان بعد ان تخلى الرئيس مسعود بارزاني عن منصبه و توزيع صلاحياته و اقتناع المجتمع الدولي بضرورة حماية الاقليم من بطش و اطماع ايران و تعنت والاجراءات التعسفية لحكومة بغداد و لتقول للشعب الكوردي لست وحدك.
يرى البارزاني ان الحرب هو دمار لكل الاطراف و يحاول جاهدا غرض ضغوط على بغداد و اقناعها بضرورة اجراء المفاوضات و تجنب الصراع المسلح و الاختناق السياسي و القومي و الطائفي الحاصل بين الطرفينو لكن لحد الان بغداد غير جادة على البدء بها و تراهن على ان نتائج الحصار و الازمات ستخلق الفوضى داخل الاقليم و خاصة في محافظة السليمانية و بعدها بحجة ضبط الامن و فرض القانون سيدخل الحشد و الشرطة الاتحادية الى السليمانية كما دخلت الى كركوك و ان بغداد و عن طريق خلق الفوضى ستيسطر على كل كوردستان و لكن السؤال هنا هل بامكان بغداد و طهران القيام بذلك و خاصة بعد اعلان ترامب الرئيس الامريكي تنفيذ الاستراتيجية الجديدة في المنطقة و التي هي بالاساس ضد ايران . و هل ان اقليم كوردستان ضعيف لهذه الدرجة لتقوم بغداد بكل ازماتها بالسيطرة عليه . يبدوا ان صراع الانتخابت في العراق التي تؤكد اغلب الجهات باستحالة اجرائها والازمات الخانقة التي يمر بها بغداد و تعنتها و رفضها المستمر لكل المبادارات الداخلية و الاقليمية و الدولية بضرورة اجراء المفاوضات وفق الدستور لحل المشاكل وانه في حال اصرار العبادي على مواقفه فانها ستعترف بنتائج الاستفتاء و تفرضه على بغداد كحل للمشاكل و حقن الدماء و كل المؤشرات تؤكد انه بعد اعتراف امريكا بالقدس كعاصمة اسرائيل و دخول الاستراتيجية الجديدة لامريكا حيز التنفيذ في المنطقة فان شرق الاوسط مقبل على صراعات و تقسيمات كبيرة و التي لابد للقيادة الكوردية الاستعداد لها بكل الطرق و الوسائل لفرض وجوده على الواقع الديد في الشرق الاوسط و هذا مايفعله رئيس الحكومة في الوقت الحالي.