• Thursday, 18 April 2024
logo

الأمل والخوف سيّدا المشهد بعد عام من إعلان كوفيد وباء عالميا

الأمل والخوف سيّدا المشهد بعد عام من إعلان كوفيد وباء عالميا
يصادف الخميس مرور سنة على إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباء عالميا، في وقت ما زال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها رغم فسحة الأمل التي توفرها اللقاحات.

ومنذ ظهوره في الصين نهاية العام 2019، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص وفرض قيودا غير مسبوقة على الحركة ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

واليوم تأمل دول العالم في أن تمهد اللقاحات الطريق أمام عودة لحياة طبيعية، لكن عملية نشر اللقاحات لم تكن متساوية فيما الطلب تجاوز بكثير الكميات المتوفرة.

في تطور يبعث على الأمل في أوروبا، وافقت وكالة الأدوية الأوروبية على استخدام لقاح جونسون أند جونسون ذي الجرعة الواحدة، والذي يمكن تخزينه في درجات حرارة أعلى مقارنة باللقاحات الأخرى ما يجعله أكثر سهولة من ناحية التوزيع.

وهذا رابع لقاح يحصل على ضوء أخضر من الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية ومقرها أمستردام، لنشره في دول الاتحاد الذي يتعرض لانتقادات لبطء عمليات التلقيح.

لكن لقاح أسترازينيكا/أكسفورد مني بانتكاسة الخميس في وقت علقت الدنمارك استخدامه بشكل احترازي بعدما أصيب مرضى بجلطات دموية عقب تلقي اللقاح، وحذت النروج وايسلندا حذوها، كما منعت إيطاليا استخدامه.

وسارعت المملكة المتحدة لإصدار بيان أكد أن اللقاح "آمن وفعال".

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة بوريس جونسون للصحافيين "قلنا بوضوح إنه آمن وفعال ... وعندما يُطلب من الناس التقدم لتلقيه، يجب أن يفعلوا ذلك بثقة".

وقالت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي الخميس إن الدول الأوروبية يمكنها الاستمرار في استخدام لقاح أسترازينيكا فيما يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت الدنمارك ودول اخرى لتعليق استخدامه.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان إن "موقف لجنة السلامة الوكالة هو أن فوائد اللقاح ما زالت أعلى من مخاطره ويمكن الاستمرار في إعطائه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات".

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في رسالة لفرانس برس إن "المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدد حوادث الانسداد التجلطي لدى الذين تلقوا اللقاح، ليست أعلى مما يسجل لدى عامة الناس".

- "ندفع نحن ثمنه" -

في بعض الدول يصعب رؤية الامل الذي تقدمه اللقاحات.

فالبرازيل التي يستمر فيها تفشي الوباء، سجلت الأربعاء حصيلة وفيات يومية قياسية بلغت 2286 مع انتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا أشد عدوى.

وقال أديلسون مينيزيس (40 عاما) من امام أحد مستشفيات ساو باولو، كبرى المدن البرازيلية، حيث أغلقت كل الشركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء "لقد استغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يتحرك السياسيون ... ندفع نحن الفقراء ثمن ذلك".

لكن على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، في أوروبا، كانت بعض الحكومات بصدد رفع تدابير صارمة.


وأعلنت فرنسا عن تخفيف قيود السفر من سبع دول من بينها المملكة المتحدة، فيما يتوقع أن تخفف البرتغال بعض التدابير المرتبطة بالحد من الفيروس، في وقت لاحق الخميس.

أدى الفيروس منذ ظهوره في الصين أواخر 2019 إلى إصابة قرابة 118 مليون شخص، ولم يوفر مكانا في الأرض.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن كوفيد-19 أصبح جائحة في 11 آذار/مارس 2020 بعدما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا.

وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام وضع الكمامات والحد من اختلاط الناس ببعضهم بعضًا.

وتوقفت حركة الطيران العالمي وفرضت الحكومات قيودا مشددة على المواطنين ما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

وقالت كورين كرينكر رئيسة شبكة مستشفيات في شرق فرنسا لوكالة فرانس برس في 11 آذار/مارس 2020 "نحن على شفير حرب"، بينما بدأت أعداد المرضى والوفيات ترتفع.

وفي الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقا لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

واليوم، يتوفر العديد من اللقاحات من بينها تلك التي تم تطويرها في الولايات المتحدة وألمانيا والصين وروسيا والهند. وأعطيت أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلدا وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

- الألعاب الأولمبية -

لكن إطلاق اللقاحات العالمية عرى كذلك الفوارق الكبيرة في النفوذ والثروة.

وأحرزت الدول الغنية تقدما كبيرا على صعيد حملات التلقيح الشاملة فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.

وتعزز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم للقاحات ضمن آلية "كوفاكس" المدعومة من منظمة الصحة العالمية وتهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ويأمل عالم الرياضة أيضا، وبعد عام على إلغاء مباريات أو إجرائها من دون حضور، في عودة إلى وضع طبيعي بفضل نشر مزيد من اللقاحات.

وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية إنها ستشتري لقاحات من الصين للرياضيين المشاركين في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل وأولمبياد بكين 2022 الشتوي، ما يعزز التفاؤل إزاء تنظيم الألعاب هذا الصيف في اليابان.

وعلى صعيد التلقيح جاءت أخبار جيدة من دراسة فعلية أجريت في إسرائيل، الأولى في العالم في عمليات التطعيم، أظهرت أن لقاح فايزر/بايونتيك لديه فعالية بنسبة 97 بالمئة ضد حالات الإصابة بكوفيد التي تظهر عليها أعرض، أي أكثر مما كان يعتقد سابقا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أقر الكونغرس الأميركي حزمة إنعاش بقيمة 1,9 تريليون دولار قال الرئيس جو بايدن إنها ستمنح العائلات الأميركية التي تعاني "فرصة للقتال".

واكتسبت جهود التطعيم الأميركية زخما في الأسابيع الأخيرة فيما تعهد بايدن تزويد بلاده جرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأميركيين في بلد سجل حتى الآن 629 ألف وفاة بالفيروس، في حصيلة هي الأعلى في العالم.

وبايدن المتوقع أن يوقع على قانون حزمة الإنعاش الجمعة، سيلقي كلمة متلفزة في وقت ذروة المشاهدة الخميس سيقدم فيها رؤية متفائلة لبلده والعالم.

وقال الرئيس الأميركي الأربعاء "سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن والأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي".





zagros

Top