قام ارهابيو داعش قبل اربع سنوات بشن هجمة شرسة على عدد من مناطق اقليم كوردستان سيما المناطق التي يسكنها الايزيديون وسهل موصل. وقد تجاوز هؤلاء الارهابيون خلال حملتهم الهمجية الوحشية هذه كافة الاعراف الانسانية ومباديء حقوق الانسان تجاه سكان المنطقة الابرياء من القتل وهدم سكناهم حتى وصل بهم الامر الى درجة اختطاف النساء والاطفال واسرهم وبيعهم في كل من الموصل وسوريا. كما وادت هذه الهجمة الارهابية الى تشريد مئات الالوف من سكان هذه المناطق الذين فروا الى اقليم كوردستان للحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم .
وقد قامت حكومة اقليم كوردستان منذ بدء هجمات الارهابيين بتقديم المساعدات للنازحين من كافة النواحي، وبهذا الخصوص اعلن ديندار زيباري منظم التوصيات الدولية في حكومة اقليم كوردستان بان ارهابيي داعش هاجموا مع بداية شهر آب من عام 2014 على منطقة شنكال التي يتعبر اغلب سكانها من الكورد الايزيديين وقد الحقوا اثره اضرار جسيمة بالمنطقة. ورغم الاوضاع المادية المزرية التي تمر بها حكومة اقليم كوردستان لكن الحكومة مدت يد العون بشتى السبل للنازحين دون تمييز والذي تضمن اولا تامين اماكن خاصة لايوائهم ومن ثم تامين كافة الخدمات الاولية اللازمة مثل الماء والغذاء.
كما وتطرق زيباري الى الافرازات الاجتماعية لهذا الهجوم الذي شن من قبل الارهابيين قائلا : ان الارهابيين قاموا اضافة الى القتل وتدمير سكنى مواطني المنطقة، قاموا باختطاف عدد كبير من الائزيديين الابرياء الذي وصل عددهم الى (6417) شخصا، وقد بلغ عدد النساء من بين هؤلاء المختطفين ( 3548 ) امرأة، ولهذا الغرض شكل مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء يوم 25/11/2014 لجنة خاصة لانقاذ المواطنين المختطفين، تقوم بمتابعة وجمع المعلومات حول هذا الملف، اضافة الى تخصيص ميزانية خاصة لها. كما وتقوم حكومة الاقليم بتوفير كافة الحاجات اللازمة لايوائهم ومن ثم العمل لتهيأتهم للعودة الى احضان المجمتع.
وقال زيباري بان هذه المحاولات المستمرة افضت حتى يوم 1/8/2018الى انقاذ (3315) ايزيديا بلغ عدد النساء بينهم (1155) امرأة و(337) رجلا و(953) فتاة و(870) فتى. اما عدد الباقين لدى قوات ارهابيي داعش فقد بلغ (3102) شخص من بينهم (1440) امرأة و(1662) رجلا ..

وقد اشار منظم التوصيات الدولية في حكومة اقليم كوردستان الى ان هؤلاء النساء تعرضن الى العديد من التصرفات الوحشية البعيدة عن سائر السبل والاعراف الانسانية المتبعة اعتبارا من البيع والشراء، والتعذيب البدني والنفسي، وتغيير الديانة، الى حالات التعرض الى جريمة الاعتداء الجنسي، مضيفا الى ان اغلب النساء اللائي تم انقاذهن من ايدي ارهابيي داعش يعانين الان من حالات نفسية وجسدية سيئة جدا وهن بحاجة الى المعالجة رغم محاولات رئاسة صحة محافظة دهوك بما اوتيت من امكانيات محدودة لمعالجتهن . وان عددا من هؤلاء النساء الناجيات اضطررن الى ترك اطفالهن لدى داعش الامر الذي ادى الى تدهور حالاتهن الصحية اكثر. وقال زيباري بان (33) من بين هؤلاء النسوة المنقذات وجدن بعد العودة الى الوطن بان كافة افراد عوائلهن قد تم ابادتهن ولذلك فهن يعيشن الان مع اقاربهن واصدقائهن هنا وهناك .

كما اشار زيباري الى ان حكومة اقليم كوردستان قامت من اجل معالجة هؤلاء النسوة بالتعاون مع اقليم بادن فورتمبيرك الالمانية بابرام عقد بين الجانبين، وقد تم ارسال نحو ( 100) من هؤلاء النساء الى الاقليم الالماني هذا لهذا الغرض سيما معالجتهن من الناحية النفسية.

واوضح الدكتور ديندار زيباري الى ان هجمات ارهابيي داعش احتوت كافة الاديان دون تمييز وقال بهذا الخصوص : ان متبعي سائر الديانات في المنطقة لم يسلموا من تلك الهجمات الشرسة التي قام بها ارهابيو داعش على عدد من مناطق محافظة الموصل سيما منطقة سهل نينوى ، مضيفا ان عدد الافراد المسيحيين المختطفين الذين تم توثيق ملفاتهم اعتبارا من 3/4/2017 لغاية 18/7/2017 بلغ (250) شخصا منهم (82) امرأة و(168) رجلا، وقد تم انقاذ (174) منهم بطرق مختلفة، غير ان (76) منهم مازالوا محتجزين وان اغلبهم من النساء. عدا هذا فانه تم حتى الان في المناطق التي حررت من قبضة قوات داعش العثور على (69) مقبرة جماعية وعشرات المقابر الفردية، كما تم تفجير (69) مزارا ومرقدا ومنطقة معروفة لدى متبعي الديانات والمذاهب الاخرى .

واوضح زيباري ايضا بان حكومة اقليم كوردستان قامت بمحاولاتها الجدية لتاهيل هؤلاء النسوة المنقذات بغية عودتهم الى المجتمع والانخراط معه مرة اخرى، وقال بهذا الخصوص بان حكومة اقليم كوردستان اسست (المركز الاستشاري الاسري) في محافظة دهوك يضم عددا من المتخصصين القانونيين والنفسانيين لتقديم الخدمات اللازمة للنساء الايزيديات، وقد تم لحد الان تقديم المساعدات اللازمة لاكثر من (2000) امرأة تتراوح اعمار (1000) منهن فوق (18) سنة من خلال احالتهن الى المستشفيات المتخصصة ومعالجتهن سيما من الناحية النفسية وذلك بالتعاون مع الاطباء النفسيين ومتخصيي علم الاجتماع، كما قامت مديرية العنف ضد المرأة باقامة العديد من الندوات والدورات الخاصة من اجل العمل معا لاعادة تاهيلهن تمهيدا للعودة الى احضان المجتمع والتاقلم معه مرة اخرى .