• Wednesday, 17 July 2024
logo

اشتباك أميركي روسي بمجلس الأمن حول إيران وتظاهرات جديدة مؤيدة للنظام الإيراني

اشتباك أميركي روسي بمجلس الأمن حول إيران وتظاهرات جديدة مؤيدة للنظام الإيراني
أظهرت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة انقساماتهما العميقة حيال التطورات في ايران خلال اجتماع مثير للجدل بمجلس الأمن، في وقت نظمت السلطات الإيرانية في اليوم نفسه تظاهرات جديدة داعمة لها. 

وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هايلي "لن نبقى صامتين في العام 2018"، وذلك في تبرير منها للدعوة التي تقدمت بها منذ الثلاثاء من أجل عقد هذه الجلسة الطارئة بمجلس الأمن لمناقشة الاحتجاجات في إيران التي خلفت 21 قتيلاً ومئات المعتقلين. 

واعتبرت هايلي أن "النظام الإيراني ينتهك حقوق شعبه"، ونددت بانفاق إيران على الأسلحة على حساب رفاه الشعب الإيراني".
 
وتابعت السفيرة الأميركية أن "رسالة هذا الشعب (الايراني) هي: "أوقفوا دعم الإرهاب"، داعيةً إلى "إعادة شبكة الانترنت بالكامل في ايران". 

بالمقابل حذرت روسيا الجمعة مجلس الأمن من أنه يجب عدم التدخل بشؤون إيران حتى لو أدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى سقوط قتلى. 

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا "نأسف للخسائر بالأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جداً"، وأضاف "مع ذلك، دعوا إيران تتعامل مع مشاكلها الخاصة"، واعتبر أن ما يحدث في ايران هو "وضع داخلي يعود إلى طبيعته" متهماً واشنطن بأنها تهدر طاقة مجلس الأمن". 

وتحدث الدبلوماسي الروسي عن "اعذار خيالية" من أجل عقد هذا الاجتماع وعن "تدخل بالشؤون الإيرانية الداخلية" .

وحصلت روسيا خلال اجتماع المجلس على دعم من بوليفيا واثيوبيا وغينيا الاستوائية. 

وقال نائب السفير الصيني لدى الامم المتحدة وو هايتو ان "الوضع الايراني لا يهدد الاستقرار الاقليمي" .

على الجانب الأوروبي، أظهرت المواقف أيضا انقسامات فبينما وجدت بريطانيا ان عقد اجتماع لمجلس الامن بشأن إيران امر مشروع تماما، كانت فرنسا اكثر حذرا. 

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر هذا الاسبوع من ان اولئك الذين يرفضون الاتفاق النووي، اي الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية، يعتمدون "خطابا سيقودنا الى الحرب في ايران".

والجمعة قال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرانسوا دولاتر إن "أحداث الأيام الماضية (في ايران) لا تشكل تهديدا للسلم والامن الدولي".

وأكدت بريطانيا وفرنسا مجددا على ضرورة احترام إيران حقوق المتظاهرين الايرانيين.

من جهته انتقد السفير الايراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو اجتماع مجلس الامن ووصفه بانه "مهزلة" و"مضيعة للوقت". وقال ان على المجلس ان يركز بدلا من ذلك على معالجة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني او الحرب في اليمن.

"تظاهرات وعقوبات"
وخرجت تظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني في انحاء طهران الجمعة في ظل سعي السلطات إلى اخماد حركة الاحتجاج التي انطلقت آخر الشهر الماضي، في حين فرضت واشنطن عقوبات جديدة على ايران. 

وأرجع مسؤولون ايرانيون التظاهرات التي انطلقت منذ 28 كانون الأول/ديسمبر إلى "مؤامرة" اتهموا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) واسرائيل والسعودية بالضلوع فيها. 

ولليوم الثالث على التوالي، خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام بعد صلاة الجمعة في محافظة طهران والعديد من المدن، بينما أعلنت السلطات انتهاء الاحتجاجات المناهضة للنظام.

وقال محسن، وهو مهندس انضم إلى المسيرة "نحن هنا لنظهر بأن لدينا القدرة على حل مشكلاتنا بأنفسنا ولن نسمح على الإطلاق للسعودية والولايات المتحدة واسرائيل بالتدخل  سنقف خلف الثورة حتى آخر قطرة دم لدينا".

وفرضت واشنطن عقوبات على خمس شركات ايرانية اتهمتها بالمشاركة في برنامج الصواريخ البالستية الايراني في خطوة ربطتها بالاحتجاجات.

وكان هناك تواجد كثيف للشرطة في شوارع طهران. 

وخرجت تظاهرات احتجاجية محدودة في بعض المحافظات مساء الخميس، بحسب مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي لم يكن ممكنا التثبت من صحتها. 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة طلبت من السكان إرسال صور ومقاطع مسجلة لـ"مثيري الشغب" والتعريف عن عدد من المشتبه بهم الذين التقطت عدسات الكاميرات صورا لهم.

ولا يزال صعبا تحديد اتجاهات المشاركين في الاحتجاجات التي قتل خلالها 21 شخصا معظمهم من المتظاهرين كما اعتقل المئات.

واتهم أنصار الرئيس الايراني حسن روحاني خصومه من المحافظين بتأجيج النقمة على الأوضاع الاقتصادية والتي خرجت سريعا عن السيطرة وتخللتها هجمات على قوات الأمن والمباني الحكومية ورموز النظام. 

وينفي المحافظون الاتهامات ويشيرون إلى أن على روحاني القيام بالمزيد لمساعدة الفقراء مع تحرك البرلمان لإلغاء زيادة في الضريبة على المحروقات قوبلت برفض شعبي.
"مؤامرة"
من جهته، اتهم المدعي العام الايراني محمد جعفر منتظري الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية بتدبير مؤامرة ضد بلاده منذ أربع سنوات. 

وقال منتظري ان "المهندس الرئيسي لهذه الخطة هو مايكل داندريا"، في إشارة إلى المسؤول المكلف الشؤون الايرانية في "سي آي ايه".

وأضاف "أطلقوا حملات (عبر وسائل التواصل الاجتماعي) تحت عنوان لا لارتفاع الأسعار، ولا لدفع الفواتير"، مضيفا أن "الخطة كانت تستهدف خلق اضطرابات في المحافظات قبل التحرك إلى طهران". 

وكتب وزير الخارجية جواد ظريف على موقع "تويتر" "يؤيد الشركاء الأبديون السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية  تحت قيادة ترمب العنف والموت والدمار في ايران لا شيء مفاجئا في الأمر" .

إلا أن العديد من المسؤولين اعترفوا بصدقية الشكاوى الاقتصادية التي أطلقها الايرانيون، خصوصا معدل البطالة في أوساط الشباب الذي اقترب من 30 بالمئة. 

من جهته، شكر القائد العام للجيش الجنرال عبد الرحيم موسوي قوات الأمن لـ"اخمادها نيران الفتنة".

من جهة أخرى، دعا رئيس لجنة الجرائم الالكترونية الايراني عبد الصمد خورام عبادي الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الادعاء إلى معاقبة الوزراء الايرانيين في حال ثبت أنهم فشلوا بشكل متعمد بمراقبة المضمون على الانترنت الذي يبثه مثيرو الشغب والاعداء" .

وبينما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على النظام الايراني، سارعت كل من تركيا وروسيا للدفاع عنه.

وسيقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع المقبل إن كانت بلاده ستواصل تطبيق رفع العقوبات التي كانت مفروضة على ايران، كما ينص الاتفاق النووي. 
Top