• Wednesday, 17 July 2024
logo

تُرى هل يتم تعريب كوردستان سوريا بالفعل؟

تُرى هل يتم تعريب كوردستان سوريا بالفعل؟
تشير إحصائيات المنظمات الدولية إلى نزوح حوالي مليون و250 ألف عربي سوري إلى مدن كوردستان سوريا، من بينهم 500 ألف نازح في مقاطعة الجزيرة، و100 ألف في مقاطعة كوباني، فضلاً عن 650 ألف في مقاطعة عفرين. في عام 2012 انسحبت الحكومة السورية من غالبية مدن ومناطق كوردستان سوريا، في حين مَلأ حزب الاتحاد الديمقراطي هذا الفراغ الذي تركته الحكومة السورية، وأسس إدارة سياسية وعسكرية وقوات أمنية، وتمكن من حماية تلك المناطق من تهديدات وهجمات الجماعات المسلحة. وواجه حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية التي أعلنها اتهامات من جانب المجلس الوطني الكوردي والمعارضة السورية بدعم النظام السوري، في حين يرفض حزب الاتحاد الديمقراطي هذه الادعاءات، ويقول إنه يتّبع نظام "الخط الثالث"، أي بمعنى الابتعاد عن مواجهة النظام، وكذلك عن دعم المعارضة. وبفضل الأمن المستتب في كوردستان سوريا، نزح عدد كبير من العرب السوريين من مناطقهم إلى كوردستان سوريا هرباً من المعارك والعمليات القتالية. ولكن في الوقت ذاته، ترك حوالي مليون كوردي من كوردستان سوريا مناطقهم، وتوجهوا إلى إقليم كوردستان وتركيا والدول الأوروبية. ويقول قياديو المجلس الوطني الكوردي إن "سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي ضد أعضائهم ومناصريهم تسببت بنزوح أبناء كوردستان سوريا، وأنه للسبب ذاته يحلّ العرب مكانهم". ويضيف المسؤولون في المجلس الوطني الكوردي، أن "هذه هي المرحلة الثانية لتعريب كوردستان سوريا". وحول أوضاع كوردستان سوريا، قال المحامي، أوميد كيكاني، إن "الأزمة السياسية في سوريا، وانعدام الأمن والمؤسسات الحكومية، وتضرر الوضع الاقتصادي، كلها من أسباب نزوح أبناء كوردستان سوريا، أما سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي، فهي سبب لنزوح أنصار المجلس الوطني الكوردي". من جهتهم يقول مسؤولو حزب الاتحاد الديمقراطي وأنصاره، إنه "لا توجد أي مخاوف من مسألة تعريب كوردستان سوريا، ووجود النازحين العرب مسألة مؤقتة". أما الاختصاصي في علم الاجتماع، سربست قرجولي، فقال: "لا يمكننا القول إن حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية تُجبر أهالي كوردستان سوريا على النزوح بشكل ممنهج، أو أنهم يأتون بالمكون العربي ليحلّ مكانهم". وأضاف قرجولي أن "أهالي المناطق التي تشهد معاركَ وعمليات قتالية، يتوجهون إلى كوردستان سوريا طلباً للأمن والأمان، ولا تستطيع الإدارة أن ترفض إيواءهم". وتابع الاختصاصي في علم الاجتماع أنه "لا أحد يستطيع الحديث عن مسألة عودة النازحين إلى مناطقهم وديارهم قبل انتهاء الأزمة السورية". في حين أوضح ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في إقليم كوردستان، هوشنك درويش، أنه "يرى المخاوف من تعريب كوردستان سوريا غير منطقية، وفي غير محلها". وأضاف درويش أن "بذل دماء شبابنا وشابتنا ليس من أجل أن يخرج الكورد من كوردستان سوريا ويحلّ آخرون مكانهم، كما أن أولئك النازحين هاربون من المعارك والعمليات القتالية، وبمجرد أن تنتهي الحرب سيعود الجميع إلى مناطقهم". الحزام العربي في عام 1974 بدأ النظام السوري بتعريب مقاطعة الجزيرة بكوردستان سوريا تحت مسمى "الحزام العربي" الذي يبلغ طوله 300 كيلومتر وعرضه من 10 إلى 15 كيلومتر ابتداءً من حدود إقليم كوردستان، ووصولاً إلى مدينة "سري كانييه". واستغل النظام السوري فرصة مشروع بناء سد الفرات من أجل تعريب مقاطعة الجزيرة، حيث نُقل الفلاحون العرب الذين غمرت المياه أراضيهم إلى منطقة الجزيرة بمحاذاة الحدود مع كوردستان تركيا، حيث أقدمت الحكومة السورية على توزيع 7000 دونم من قرى مقاطعة الجزيرة على 4000 عائلة من (العرب المغموريين) أي "الذين غمرت مياه الفرات أراضيهم"، كما بنت لهم 42 مستوطنة. كما أنه في سنوات الوحدة بين سوريا ومصر برئاسة جمال عبدالناصر، تم بناء 6 مستوطنات على مساحة 100000 دونم من أراضي كورد الجزيرة، حيث تم استقدام العرب من حلب، حماة، والسويداء إلى مستوطنات "توينة، تل طويل، مناجير، قصرك، سفح، وشموكا"، وحالياً هناك 48 مستوطنة عربية في مقاطعة الجزيرة بكوردستان سوريا. هذه الأحداث تزامنت مع الإحصاء الجائر الذي قام به نظام البعث السوري عام 1962، وحرم من خلاله 150000 كوردي في مقاطعة الجزيرة بكوردستان سوريا من الجنسية آنذاك. ومع انطلاقة الأزمة السورية عام 2011، قَبِلَ النظام السوري بإعادة الجنسية إلى "أجانب الجزيرة" (أي الذين سُحبت منهم الجنسية في ذلك الإحصاء)، وبحسب بعض الإحصائيات، لم يبقَ سوى 3 آلاف عائلة بدون جنسية.
Top