فورد يعتبر تسليح أمريكا لوحدات حماية الشعب "خطأ قاتل"
إذ لفت فور إلى أن دعم الإدارة الأمريكية لهذه القوات وتزويدها بالسلاح رغم معارضة أنقرة "سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة مستقبلا". مشيراً إلى أن "حزب العمال الكوردستاني قدمت نفسها في المنطقة تحت أسماء وعباءات مختلفة، واردوغان كان محقاً في وضعه جميع هذه المجموعات في كفة واحدة".
فورد أضاف في مقال له نشر في مجلة "أتلانتيك" تحت عنوان "خطأ قاتل في خطة ترمب لمكافحة تنظيم داعش"، أن "النقطة التي يعرفها اردوغان ويخشى منها، تتمثل بأن منطقة حكم ذاتي تابعة لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال شرقي سوريا، مع العلاقة العضوية بين الأخير وحزب العمال الكوردستاني ستُكسب عمقاً استراتيجياً للعمليات الإرهابية التي تشنها وستشنها المنظمة ضد تركيا مستقبلاً".
مذكراً في السياق بتصريحات أدلى بها عثمان أوجلان شقيق زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان عام 2013، حول قيام قيادة المنظمة بتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا عام 2003.
كما أوضح فورد، أنه "بالرغم من سياسة عدم التعامل مع المنظمات المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، إلا أن الإدارة الأمريكية تصرّ على استخدام الذراع السورية لمنظمة حزب العمال الكوردستاني ضد تنظيم داعش الإرهابي". مضيفاً أن "إعجاب أمريكا بتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي يعصب عينيها عن بعض حقائق مزعجة ستدهشها مستقبلاً، وستقع عقب طرد داعش من الرقة بفترة طويلة".
فأكد السفير السابق، أن "حزب الاتحاد الديمقراطي يعكس عن نفسه صورةً علمانية؛ غير أنه ليس ديمقراطياً، ويفرض أجندته السياسية على سكان المنطقة، ويعتقل عدد كبيرا من الناشطين الكورد، بسبب معارضتهم لسياساته".
كذلك أشار إلى أن بلاده "سترسل في وقت قريب تعزيزات عسكرية مع ألف جندي إلى قواتها العاملة في سوريا، وهي تجري في الوقت الراهن طلعات جوية منتظمة في السماء السورية، ولديها وحدة مدفعية، وقوات للتدريب، وقوات تقوم بدوريات في محيط مدينة منبج، وقوات في مواقع أخرى".
وتطرق فورد إلى أنه "من المحزن أن ينتظر الكورد حماية الولايات المتحدة على المدى الطويل، ومن المحزن الأكثر أن كورد سوريا أيضاً كباقي الشرق أوسطيين يعتقدون أن الولايات المتحدة ستحميهم من أعدائهم".
في ختام مقاله قال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد، أن "الكورد نسوا التجربة المريرة عندما باعتهم أمريكا بعد دعمهم ضد نظام البعث في العراق بسبعينات القرن الماضي، وكذلك عندما باع شاه إيران المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية زعيم الكورد آنذاك مصطفى البارزاني، عام 1975 بعد اتفاق الشاه مع حكومة بغداد".
الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنّ ترمب، أمر بتقديم أسلحة لوحدات حماية الشعب YPG، وأوضحت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت في بيان، أنّ ترمب خوّل وزارة الدفاع الأمريكية بتجهيز عناصر وحدات حماية الشعب المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح عند الضرورة، وذلك لـ"تحقيق نصر مدوٍ في الرقة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي".
