• Wednesday, 17 July 2024
logo

تحريرحقول نفط القيارة كسرت العمود الفقري الاقتصادي لقوات داعش

      تحريرحقول نفط القيارة كسرت العمود الفقري الاقتصادي لقوات داعش
الدكتور بيوار خنسي
حقول النفط في القيارة:
كانت بعض المنشآت النفطية في محافظة نينوى واقعة تحت سيطرة الارهابين ، ومن أبرز تلك المنشآت النفطية هي ( اربعة حقول النفط في القيارة) وهي: ( حقل القيارة - يحتوي على 52 بئر ، حقل جاوان – 3 بئر ، حقل قصيب- 3بئر ،حقل نجمة -4 بئر). تبعد حقول نفط القيارة بحوالي 50 كيلومتر جنوب مدينة الموصل، وعلى بعد حوالي 25 كيلو متر جنوب مدينة حمام العليل. تمتد تلك الحقول الاربعة من الجنوب الشرقي بأتجاة الشمال الشرقي بطول بحوالي53 كيلومتر وبعرض حوالي2-3كيلومتر، وتقدرمساحة الحقول الاربعة بحوالي 106 كيلومتر مربع .تقدر حجم الأحتياط الحالي للنفط في حقول القيارة بحوالي 2 مليار برميل ، اضافة الى اغنائه بالقير والكبريت. كما توجد في القيارة ( مصفى القيارة، محطتين لعزل الغاز المصاحب مع النفط الخام ومحطة لتوليد الكهرباء ).
الجدير بالذكر ، يوجد بعض حقول آخرى للنفط المكتشفة ولكن هي حقول ( غير منتجة للنفط) الواقعة بالقرب من مدينة الموصل ، وهي حقول النفط( عطشان ، ابراهيم ، ساسان ، علان ) واقعة تحت سيطرت داعش.
مكامن النفط في حقول القيارة:
تنتج النفط من 2 مكامن – مخازن النفط ، المكمن العلوي ترتبط بالحجري الجيري التابع لتكوين الفرات التابع للعصر المايوسين الاسفل( العمر الجيولوجي لها ما بين-15-23 مليون سنة) . المكمن السفلي فهو من الحجر الجيري الطباشيري التابع الى العصر الطباشيري الأعلى( العمر الجيولوجي لها ما بين (70-83 مليون سنة) .
تنتج النفط من حقول القيارة من ( القبات النفطية) التي تقع على امتداد محور ثنية – طية طويلة، تشبة تركيب حقل كركوك.
تتميز نفط حقول القيارة من النفط الثقيل ،وتقدر درجة (أ،ب،ي) ما بين 11.5-18 درجة ) ، اضافة الى احتواء المكمن العلوي لتكوين الفرات على نسبة عالية من الكبريت.
يوجد قبة غازية صغيرة فوق المكمن العلوي لتكوين الفرات، اضافة الى وجود قبة غازية في حقل القصيب من المكمن الطباشيري .
تواجد الروشاحات النفطية من المكمن العلوي لتكوين الفرات مما دفع آلآف الاطنان من البيتومين الثقيل- القير الى أعلى سطح الارض خلال الشقوق وفواصل وفوالق حقول القيارة، ومن خلال الفوالق الموجود على امتداد مسار نهر دجلة في( القيارة ، نمرود وحمام العليل )، وكذلك الحال في حوض حقول كركوك.
طاقة انتاج النفط في حقول القيارة:
تقدر طاقة انتاج 62 آبار من حقول القيارة بحوالي 20 ألف برميل في اليوم ،وتحتوى حقول القيارة على نسبة عالية من الغازات السامة ( كبريتيد الهيدروجين ) المذابة في النفط الخام والتي تقدر بحوالي 1200قدم مكعب/ برميل من النفط الخام المنتج. هدد الارهابين في تفجيرآبار النفط في حالة الهجوم على حقول نفط القيارة .
تقدر طاقة مصفى القيارة ب 10آلاف برميل في اليوم ) .تم تعطيل مصفى القيارة قبل فترة من قبل طائرات قوات التحالف الدولي ، كما يوجد محطة لتوليد الطتقة الكهربائية (750 ميكا واط)، اضافة الى وجود محطتين لغزل الغاز من النفط الخام.
منذ عام 2014 ولغاية 25 آب 2016 كانت حقول القيارة واقعة تحت سيطرة الارهابين (داعش) ، الذين كانوا يستخرجون النفط الخام بحوالي 20 ألف برميل في اليوم من آبارحقول القيارة، ويتم نقله بواسطة (حوالي 200 تانكرات النفط في اليوم) الى بعض المصافي الاهلية القريبة المعروفة ( بالحراقات) التي تقع في قصبة حمام العليل، التي تقع على بعد حوالي25 كيلومتر شمال مدينة القيارة( حقول نفط القيارة) .
تراجع انتاج حقول القيارة في عام 2015:
بعد قصف قوات التحالف في منتصف عام 2015 مصفى القيارة وتعطيله وتعطيل محطتي الغاز ، لم تمكنت داعش من حمل النفط مباشرة من الابار بعد تعطيل مصفى القيارة ومحطتي عزل الغاز ومراقبة نشاطات داعش في منطقىة القيارة من قبل قوات التحالف الدولي، تراجع انتاج النفط من حقول القيارة 20000 برميل في اليوم الى حوالي 0007-10000 برميل في اليوم ،وقاموا بفتح ابار النفط ،وسير النفط الخام الى الوديان الموجودة ، وانشاء احواض( بحيرات نفطية ) من اجل فصل الغاز عن النفط ، ومن ثم حملها ونقليها بواسطة تانكرات النفط الى المصافي المحلية في منطقة حمام العليل لغرض تكرير النفط والخام ، وتمويل الوقود المحروقات الى قواتهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش..
تفجير آبار النفط والمنشآت النفطية من قبل داعش:
لجأت قوات داعش الى اللجوء في تفجير آبار النفط والمنشآت النفطية وحرقها بعد تخوفهم من خروجها تحت سيطرتهم على امتداد المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم في سوريا والعراق ، وفعلآ تم تفجير وحرق خط انبوب كركوك - جيهان في عام 2014 ضمن المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم ما بين بيجي و مصفى كسكي بالقرب من تلعفر ، اضافة الى حرق وتفجير بعض اجزاء من مجموعة مصافي البيجي ، وحرق بعض آبار النفط في منطقة الرقية وحتى دير الزور النفطية في سوريا، اضافة الى عمليات تسللية- تخريبية منذ نيسان هذا العام على بعض حقول النفط في كركوك وتفجير بعض آبار النفط في حقول ( باي حسن ، الخباز ). واخيرآ تم تفجير 11 ئبر للنفط في حقول القيارة ،ولا زالت 30 بئرآ من آبار حقول القيارة واقعة تحت سيطرت داعش ، وسليجأ داعش الى تفجير ما تبقى من آبار النفط بعد هروبهم وسقوطهم بوجه القوات العراقية و قوات البيشمركة .
مدينة القيارة تحترق بنفطه المسيل في شوارع المدينة:
واخيرآ لجأت داعش الى تفخيخ بعض الابار النفطية من حقول القيارة وتفجير البعض منها بعد سيطرت القوات العراقية في 25 آب على منطقة القيارة ( مطار القيارة ومدينة والقيارة و على بعض حقول نفط القيارة )، ومنذ أكثر من 10 ايام لازالت تحترق النفط الخام في (11) من آبار النفط التي تم تفيجيرها من قبل داعش ، اضافة الى حرق النفط الموجود في احواض النفطية القريبة من آبار النفط ، واخيرآ تم حرق النفط الخام المخزون في داخل مدينة القيارة ، مما ادت الى حرق بعض المحلات في مدينة القيارة، والحقت خسائر مادية بسكان تلك المحلات في مدينة القيارة بأكثر من نصف مليون دولار في اليوم.
أضافة الى محاولات داعش من صب النفط الخام الموجود في الوديان والاحواض على نهر دجلة للكي تلوث مياه نهر دجلة ، التي تشكل مصدرآ رئيسيى لمياه الشرب في المدن الواقعة عل ضفتي نهر دجلة.
اشارة تقرير من وزارة النفط بأن سيتم السيطرة على الحرائق ما بين 10 الى 30 يوم المقبلة !،واذا لم يتم السيطرة بالسرعة الممكننة على اطفاء الحرائق- حرائط النفط في مدينة القيارة؟ ،سوف يتسع حجم ومساحة المنطقة المحروقة من سريان النفط في الشوارع والطرق والممرات بين البيوت في محلات مدينة القيارة.، وهذا ما قد يؤدي الى هجرت سكان المدينة البالغة بحوالي 20 الف نسمة، مما سيعمق مشاكل المهجريين وتداعياتها على المدينة صحة سكان المدينة والمناطق المحيطة بمدينة القيارة بسب تلوث البيئة عن طريق تكوين طبقة سوداء من الدخان الاسود فوق المنطقة واتساعها على المناطق والمدن المحيطة بحقول القيارة ومن تلوث مصادر الحياة المتمثلة ب ( التربة ، الهواء والماء )، ولا سيما تلوث مياه نهر دجلة التي تمر بمحاذات حقول النفط في القيارة التي نجمت وتنجم من حرق آبار النفط في حقول القيارة.
الجدير بالذكر ، ادت حرق انبوب تصدير النفط بالقرب من القيارة في 2011 ادت الى تكوين غيمة سوداء من الدخات فوق المنطقة ،ووصلت تأثيرها الى قضاء الزمار التي تقع على بعد حوالي 80 كيلو متر شمال القيارة ،اي انتشار المواد الملوثة من حرق النفط على منطقة دائرية قطرها 160 كيلومتر، آن انتشار (المواد النفطية الحارقة والغازات الضارة المتولدة من حرق النفط في منطقة القيارة ستغطي منطقة واسعة أكبر) مقارنة بحريق عام 2011 ، اذا لم يتم السيطرة بالسرعة الممكنة على اطفاء الحرائق في مدينة القيارة وفي آبار حقول النفط في القيارة.
نفط حقول القيارة كانت مصدرا ماليآ لقوات داعش:
تشكل مشتقات نفط القيارة مصدرآ رئيسيآ لقوات داعش في محافظة نينوى ،وبالأعتماد على نفط حقول القيارة ،تشن بين الحين والآخر هجماتهم على قوات االبيشمركة والقوات العراقية، أضافة الى كونها قوة كانت بيد داعش التي تهدد في تفجير آبار النفط في القيارة في حالة هجوم القوات العراقية على القيارة.
تمكنت قوات داعش من بيع نفط حقول القيارة خلال 2014 ولغاية 25آب 2016 ، اي لمدة سنتين بطاقة انتاج 20000 الف برميل في اليوم ، ولو نقدر سعر بيع البرميل الواحد ب 30$/برميل من النفط الخام ، ستقدر معدل واردها في السنة باكثر من 216 مليون $ في السنة0 2014-2015 ، وتراجع انتاج النفط منذ منتصف عام 2015 الى حوالي 7000 – 10000 برميل في اليوم ، ولو نقدر بنفس السعر ( 30$/برميل) ، حصلت داعش الى حوالي(75-108 مليون $ )في السنة(2015 -2016).
اهمية منطقة القيارة لقوات داعش:
1-تشكل منطقة القيارة وماتحتوية من حقول النفط المنتجة مركزا مهمآ من تمويل قوات داعش بالمحروقات والمشتقات النفطية في حدود 4 محافظات( صلاح الدين ، كركوك ، اربيل نالموصل) محيطة بمنطقة القيارة.
2- امتداد منطقة القيارة الجغرافية باتجاة منطقة تلعفر ومنها الى سوريا ، لا سيما بعد تحرير مدينة سنجار من قبل قوات البشمركة.
3- تشكل الحدود الجغرافية المتمثلة بسلسلة جبال ( حمرين ومكحول وشيخ ابراهيم) ومالتي تكونت بفعل الخصوصيات الجيولوجية والجيومورفولوجية- تضاريس سطح الارض، المتمثلة بالتلال ( تلال الجراد والكهوف والكهاريزالعميقة) في منطقة القيارة.
4-كما ان مجرى نهر دجلة بمحاذات الجهة الشرقية لمنطقة القيارة التي كانت تعيق حركة القوات العراقية وقوات البيشمركة ،أضافة الى الطابع الشبهه الصحراوي التي تغطي منطقة القيارة والمناطق المحيطة بها ، المتمثلة (بالجفاف ، الحرارة الشديدة-45-48 درجة مئوية في فصل الصيف، والعواصف الرملية وقلة مصادر المياه) التي تعييق النشاطات العسكرية للقوات العراقية في المنطقة.
خسائر داعش من طردهم منطقة القيارة:
1-خروج المناطق النفطية المنتجة بيد داعش- حقول نفط القيارة التي كانت تشكل مصدرآ ماليآ وممولآ رئيسيآ للمحروقات والمشتقات النفطية الاخرى في مناطق تواجدهم عليها. وبعد تحرير حقل القيارة لم تتمكن داعش من استخراج( برميل من النفط ) بعد الآن من حقول القيارة ،وفي حقول النفط محافظات ( نينوى ، كركوك ، صلاح الدين )، وهذا ما تعكس سلبآ على تمويل قوات داعش بالوقود والمشتقات النفطية الاخرى ،مما سعيق من حركة قواتها على المحاور المحيطة به ،وهذا تشكل ( اكبر ضربة بواجهها بعد طردهم من حقول نفط القيارة ).
2- سيطرت داعش على حوالي 40% من الاراضي العراقية في 2014 وتراجعت الى12% من الأراضي العراقية في تموز 2016 ، وتراجع النسبة الى حوالي 10% بعد تحرير منطقة القيارة وتحرير حوالي 150 كيلومتر مربع من قبل قوات البيشمركة مؤخرآ ( شهر آب ) في3 محاور( مخمور، الكوير والخازر). أعلنت قواتالتحالف الدولي في مايس 2016 بأن داعش فقد 45% من الاراضي العراقية الي كانت تحت سيطرتهم وعلى 16-20% من الاراضي السورية.
3- ادت تحرير منطقة القيارة من تقسيم المنطقة الواقعة تحت سيطرة داعش الى منطقتين( 1-منطقة الحويجة وجنوب مخمور والرشاد الواقعة شرق نهر دجلة و2-المنطقة الواقعة غرب نهر دجلة – مدينة الموصل )، مما تضيق الخناق والحركة بفضل فصل قوات داعش ما بين شرق وغرب نهر دجلة عن بعضها البعض .
4-ترابط المنطقة المشتركة بين قوات البيشمركة والقوات العراقية في منطقة القيارة مما يساعد على زيادة وتنشيط التنسيق العسكري والأمني والخناق على قوات داعش ، ولاسيما في منطقة حويجة ، التي اصبحت قوات داعش محصورة من كافة الجهات بين القوات العراقية وقوات البيشمركة . هذا تشكل خطوة نحو تقليص مساحة الاراضي الواقعة تحت سيطرة داعش وتضيق النشاط عليها ، مما يسهل عملية تحرير مدينة الموصل في المستقبل القريب
Top