زار صباح يوم الاربعاء 10/8/ 2011 وفد من برلمان كوردستان مدينة خانقين للاطلاع على اوضاعها المتردية بسبب قطع مياه نهر الوند من الجانب الايراني، ولتقصي الحقائق حول التهديدات الخطيرة التي تواجه الوجود الكردي في ناحيتي جلولاء وقزربات (السعدية) وقرتبة ومندلي.

تألف الوفد البرلماني الذي ضم جميع الكتل من ممثلي خمس لجان وهي: الداخلية والبيشمركة وحقوق الانسان والاعمار واخيرا الزراعة والري.

في مستهل زيارته، توجه الوفد الى مبنى قائممقامية قضاء خانقين، حيث استقبل من قبل محمد ملا حسن قائممقام القضاء وسمير محمد نور رئيس المجلس البلدي وانور حسين مدير ناحية جلولاء ومدير ناحية قزربات بالوكالة واعضاء المجالس المحلية في الناحيتين اضافة الى ممثلي الدوائر الرسمية في القضاء.

هذا وكان رئيس برلمان كوردستان قد كلف لجان الداخلية والبيشمركة وحقوق الإنسان والزراعة والري والاعمار في الجلسة الاستثنائية التي عقدها البرلمان، يوم الثلاثاء 9/8/2011، بزيارة قضاء خانقين لتقصي حقائق وأسباب جفاف نهر الوند، والاطلاع على أوضاع مناطق جلولاء وقزربات ومندلي وقره تبة، والهجمات الإرهابية والشوفينية التي يتعرض لها الكرد في تلك المناطق.

في مستهل اللقاء، ألقى قائممقام قضاء خانقين الضوء على التداعيات الخطيرة لتجفيف نهر الوند، والذي ادى الى إلحاق الاضرار الجسيمة بالآلاف الدونمات من البساتين والاراضي الزراعية والمراعي، وانخفاض المياه في الآبار وقطع مياه الاسالة بالكامل على العديد من الاحياء السكنية والقرى.


كما حذر من الاوضاع المأساوية للكورد في ناحيتي جلولاء وقزربات حيث يتعرضون للقتل العلن وعلى مرأى ومسمع القوات العراقية التي تقف موقف المتفرج، بينما آلاف العوائل الكردية تترك ديارها تحت ضغط التهديد بالقتل.

واشار ملا حسن الى ضرورة ايلاء الاهتمام بقضاء خانقين والمناطق الكردستانية المستقطعة التي تعاني الامرين وتشكو من قلة الخدمات وهي تحت ضغط مقاطعة الحكومة المركزية التي تتعمد في تجاهل القضاء.

وفي سياق حديثه دعا ملا حسن الى تخصيص ميزانية ومشاريع استراتيجية وخدمية للقضاء وتوابعه من قبل حكومة الاقليم مناشدا الضغط البرلماني والحكومي لارغام ايران اطلاق نهر الوند. وايجاد بدائل لتوفير المياه وكذلك ضرورة حماية الكرد في الناحيتين المذكورتين من الهجمات الاجرامية الشرسة المتكررة والمنتظمة من قبل بعض الجهات التي تمارس التطهير العرقي وبأشع الاساليب.

وبعد الاجتماع، توجه الوفد الى المركز الثقافي في خانقين، حيث كان في استقبالهم اعضاء لجنة (من اجل الوند)، وفي اللقاء اوضح الوفد سبب زيارته، مؤكدا على انهم جاءوا للاطلاع عن كثب لمعاناة ابناء المنطقة والاستماع اليهم والى مطاليبهم ويعملون لما يرونه مناسبا للمنطقة. بعدها قدمت اللجنة نبذة عن نشاطاتها العديدة من اجل الوند كتنظيم الاعتصامات واقامة المعارض وتنظيم الامسيات.. واصدار النداءات والمناشدات الموجهة الى اصحاب الشأن والى حكومتي المركز والاقليم وكذلك الى الحكومة الايرانية، بعدها عرضت اللجنة سلسلة مقترحات لانهاء الازمة او التخفيف عن المعاناة، وتعويض المتضررين من جراء تجفيف الوند ومنها ضرورة تطبيق المادة 140 الدستورية والضغوطات السياسية والاقتصادية على الجانب الايراني لحملها على السماح لتدفق مياه الوند مجددا. وكذلك العمل على تحسين الاوضاع المعيشة والحياتية للمنطقة بصورة عامة.

هذا وزار الوفد المعرض الفوتوغرافي للصحفي صباح كاكي، اذ خص الفنان صباح كاكي موضوع المعرض لنهر الوند وتداعيات غيابه عن مجراه.

وفي ختام زيارته، تفقد الوفد نهر الوند واطلع على حقيقة المأساة التي خلفها تجفيف النهر. وقد اجرى مؤتمرا صحفيا، حيث صرح سالار محمود قائلا: بتوجيهات من رئاسة برلمان كوردستان، جئنا نحن وفد من برلمان كوردستان الى مدينة خانقين، لتتبين لنا حقيقة الامر وجئنا لأمرين أساسيين، اولهما قطع نهر الوند وتداعياته والسبل الكفيلة لايجاد الحل المناسب له. وقال كما نعلم ان الوند يعني الحياة بالنسبة للخانقيني، لذا اننا اجتمعنا مع ادارة خانقين وجلولاء والسعدية، وتباحثنا حول المخاطر التي تهدد امن ووجود الكرد في جلولاء والسعدية حيث اضطرت مئات العوائل الكردية الهرب واختارت حياة التشرد على الملاحقة والقتل. وقال اننا نسعى الى ايجاد قنوات تعمل على تذليل مشاكل المنطقة، واضاف اننا وخلال زيارتنا وقفنا على امور عديدة ومشاكل جدية جمة لا بد من ايجاد الحلول المناسبة لها. وسوف نعمل وعن طريق برلمان كوردستان من اجل ايصال معاناة اهل المدينة الى اصحاب الشأن في حكومة الاقليم والحكومة الفيدرالية، ولاتخاذ القرارات الضرورية لها.

وفي معرض تعليقها على زيارة الوفد وما تمخض عنها من النتائج، قالت بيام احمد محمد امين من لجنة الاعمار، جنئا لمنطقة خانقين للاطلاع على مشاكلها، كمشكلة نهر الوند والتهديدات التي يتعرض له الكورد في ناحيتي جلولاء وقزربات ومناطق اخرى، وقالت "اننا في برلمان كوردستان عقدنا اجتماعا ولمدة ثمان واربعون ساعة لبحث تلك المشاكل، وتقرر تشكيل لجنة من جميع الكتل البرلمانية لتقصي الحقائق للبت في مشاكل خانقين وتوابعها عن كثب، وبعد لقائنا بقائممقام القضاء ورئيس المجلس البلدي وممثلي الادارات في خانقين والنواحي التابعة له، تحدث لنا السادة في خانقين عن مشاكل المدينة باسهاب، وقد تم التأكيد على النقاط التي على حكومة الاقليم والبرلمان ان يخطون خطوات ايجابية وفعلية وسريعة اتحقيقها. كي ننتشل المنطقة من ازمتها الخانقة".

يذكر ان مدينة خانقين من المدن الكوردستانية العريقة التي عانت وخلال عقود من السياسات الشوفينية وهي بحاجة الى مد يد العون اليها.