طارق كاريزي- گولان العربي

صدرت في الآونة الأخيرة أربعة أجزاء من كتاب (على لسان الوثائق) للباحث خالد علي مراد الجاف.
هذا الكتاب الوثائقي برنامج بحثي انخرط في انجازه الباحث في مسعى منه لتوثيق تاريخ المعابد الدينية الإسلامية في كركوك وقد أنجز خلال 12 عاما الماضية من البحث والتقصي أربعة أجزاء من الكتاب.
واعتمد الباحث في اعداد الأجزاء الأربعة الأولى من الكتاب على 1489 وثيقة محررة أو مصورة خلال ثلاثة قرون ماضية باللغات الشرقية وتتألف من كتب وخطابات رسمية ومخطوطات وصور ومواد أرشيفية مختلفة تقصى الحصول عليها من خلال البحث في المكتبات العامة والخاصة ولدى الأسر العلمية في كركوك وباقي مدن كوردستان وبغداد، إضافة الى متابعات ميدانية للتحقق من المصادر وتحقيق مصداقية الوثائق واجراء لقاءات شخصية مع ذو كبار الشخصيات ورجال العلم من أبناء كركوك.
وأستعرض المؤلف خلال ندوة قدمها في مكتبة كاريز في مدينة كركوك فحوى الأجزاء الأربعة من كتابه الصادر باللغة الكوردية، حيث أشار الى ان الجزء الأول منه يتناول مساجد قلعة كركوك حيث وثق المؤلف تسعة مساجد كانت عامرة في قلعة كركوك قبل تدمير عمرانها من قبل النظام السابق عام 1997، فيما يتناول الجزء الثاني تكايا وخانقاهات كركوك وخصص الجزء الثالث للمساجد المغمور والمنسية في المدينة، أما الجزء الرابع من الكتاب فانه يتناول مشاهير بيوتات واسر كركوك العريقة مع تتبع أصولها الاثنية وفق الوثائق.
واستقبل الوسط الثقافي والأكاديمي في كوردستان كتاب (على لسان الوثائق) للباحث خالد علي مراد الجاف بارتياح كبيرا نظرا للجهد العلمي الكبير الذي بذله لجمع وتحقيق كل هذا الكم الكبير من الوثائق النادرة التي يتعذر جمعها والحصول عليها من جانب مؤسسة متخصصة، ولعل نشر صور هذا الكم الكبير من الوثائق وبطباعة راقية وواضحة يعمم الاستفادة من فحوى هذا السفر العلمي والبحث الكبير الذي انجزه الباحث طوال أكثر من عقد من العمل المضن. ويجدر الإشارة الى ان الكتاب باجزاءه الأربعة قد نال احدى جوائز بله الذهبية لهذا العام. ومن المقرر ترجمة الكتاب الى اللغتين العربية والإنكليزية.
وأكد الباحث خلال الندوة أيضا الى ان الوثائق هي التي تتحدث في سفره القيم هذا، واشار الى انه أراد من خلال استنطاق الوثائق التوصل الى التاريخ الحقيقي للمعابد الإسلامية في كركوك واستعراض حياة كبار رجالات العلوم الدينية وعلماء الدين الإسلامي في المنطقة من الذين كان لهم الدور الأكبر طوال القرنين الماضيين والعقود الأخيرة من تاريخ المدينة على المستوى الاجتماعي والثقافي.
Tariq