فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني يؤكد على مخاطر التغيير المناخي
شارك فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني صباح اليوم الاحد 12/5/2024 في منتدى (التغيير المناخي وآثاره وتداعياته على العراق) الذي عقد في اربيل بحضور فخامة الدكتور عبداللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق الاتحادي، السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان وعدد من الاكاديميين والباحثين المحليين والاجانب والضيوف من الداخل والخارج.
وفي مراسم افتتاح المنتدى، القى فخامة الرئيس نيجيران بارزاني كلمة حول التغيير المناخي وتاثيره على العراق واقليم كوردستان واهمية وضع استراتيجية لمواجهة مخاطره،وهذا نص الكلمة:
فخامة د. عبداللطيف رشيد
رئيس جمهورية العراق الاتحادية
السيدات والسادة الحضور الكرام
طاب نهاركم..
أهلاً بكم جميعاً في منتدى (التغيير المناخي وآثاره وتداعياته على العراق) وأشد على أيدي المنظمين له، راجياً أن يختتم أعماله بنجاح ويسفر عن نتائج وتوصيات ومقترحات جيدة وعملية بخصوص سبل مواجهة المخاطر.
من المؤسف أن العراق متأثر كثيراً بالتغيير المناخي، حيث تشير آخر تقارير الأمم المتحدة إلى أنه يأتي خامساً بين الدول الأكثر تأثراً على مستوى العالم. ولا شك أن لهذا تداعيات سلبية على جميع مناحي الحياة في العراق وبضمنه إقليم كوردستان، فقد تسبب في أخطار عديدة ولا يزال يتسبب في المزيد، ومن بينها التصحر والقضاء على المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة في العراق، حيث تشير البيانات إلى أن 100 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية في العراق يصاب سنوياً بالجفاف ويتحول إلى صحراء.
هناك أيضاً تناقص مستمر ومتزايد في المياه السطحية والجوفية، يتبعه ضعف في الأمن الغذائي وارتفاع في مستويات الهجرة من المناطق المتضررة إلى مناطق أخرى من العراق وإقليم كوردستان.
وتخبرنا إحصائيات منظمة الهجرة الدولية بأنه في السنوات الأخيرة وحتى تشرين الأول الماضي، اضطر 103 آلاف شخص في جنوب العراق إلى الرحيل عن ديارهم وإخلائها، ويتسبب هذا إلى جانب المساس بالأمن المجتمعي إلى ارتفاع نسب البطالة والفقر وزيادة المشاكل الصحية والكوارث الطبيعية والعديد من التداعيات الأخرى.
الأوضاع التي ألمّت بالعراق في الماضي حالت دون التفاته إلى أهمية وجدية هذا الموضوع، ولهذا فإننا الآن في العراق وإقليم كوردستان نحتاج أكثر من غيرنا من الدول إلى العمل العاجل ووضع خطط واستراتيجيات آنية وقصيرة الأمد وأخرى بعيدة المدى لنواجه مخاطر التغيير المناخي ونقطع الطريق على تداعياته والكوارث التي يسببها.
ولهذا الغرض، يجب أن يتم تحويل هذه المسألة إلى أولوية وتحظى بحيّز ومساحة أوسع وأكثر جدية في سياسة ومنهاج عمل الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كوردستان ويتعاون الجانبان بشأنها.
يجب تخصيص الميزانية اللازمة لها وأن تكون هناك مؤسسات خاصة تتمتع بصلاحيات وإمكانيات أكبر من تلك الموجودة حالياً، وتكون في مستوى المخاطر والتحديات ومساحة التداعيات.
من المهم والضروري أن تولي أنظمة ومناهج التربية والتعليم المزيد من الاهتمام بالتوعية وثقافة الحفاظ على البيئة والمياه وعدم تلويث الهواء والتقليل من استخدام الطاقة والتقليل من كميات النفايات والفضلات، وكذلك العمل المتواصل من خلال وسائل الإعلام والمراكز الثقافية وحتى الدينية على رفع مستوى وعي الفرد والعائلة والمجتمع بهذه المسألة المهمة والحياتية.
أيتها السيدات والسادة..
مع ظاهرة التغيير المناخي وتداعياتها، تزداد وتتضاعف أهمية المياه، وتجب إدارتها بصورة أفضل. ولأن غالبية مياه أنهار العراق تقع مصادرها في الدول المجاورة، فإنه يتحتم عليه أن يولي المزيد من الاهتمام بهذه المسألة لكي يتمكن من ضمان أمنه المائي.
كما علينا في العراق أن نستعجل ونقوم بتوسيع التنسيق والتعاون المشترك مع دول المنطقة والعالم، لنتمكن من التصدي لمخاطر وتحديات التغيير المناخي، ومن المهم أن نخطط في الداخل ونعدّ استراتيجية وطنية ونعمل على تطبيقها في أقرب وقت.
إن إقليم كوردستان غني بموارد مائية كثيرة، ويجب إيلاء اهتمام خاص بمشاريع السدود ومصدات المياه في إقليم كوردستان وكل العراق، ومن المهم أن تمد الحكومة الاتحادية يد العون لإقليم كوردستان في هذا السياق وفي إعادة تشجير الغابات.
إن موقع إقليم كوردستان وطوبوغرافيته مساعدان جداً لإنشاء العديد من السدود ومئات مصدات المياه التي يمكن أن تخزن كميات كبيرة للغاية من المياه وتكون معيناً جيداً على التقليل من مخاطر التغيير المناخي في العراق. وأدعو فخامة السيد رئيس الجمهورية الذي يشرفنا اليوم بحضوره أن يمد يد العون والمساعدة في هذا المجال.
ومن هنا اود ان اثمن جهود حكومة اقليم كوردستان التي نجحت بانشاء عدد من السدود في بعض مناطق اقليم كوردستان والتي تجمع نسبة جيدة من المياه سنويا.
أيتها السيدات والسادة..
إن مصالحنا بعيدة المدى هي دائماً أعظم من مشاكلنا وخلافاتنا، وعلينا أن نعمل بهذه القناعة وعلى هذا الأساس. فخلال الأسابيع الأخيرة، اتخذنا في العراق خطوات جيدة لتعزيز الثقة والاجتماع حول خارطة طريق وطنية.
وسيكون لهذا انعكاس إيجابي على علاقات العراق وإقليم كوردستان، وكذلك على مستوى المنطقة أيضاً، وسيعود بالخير على العراق أيضاً. ومن خلال التعاون والتعاضد بإمكاننا نحن في العراق وإقليم كوردستان أن نقدم خدمات أفضل بكثير ونجعل المستقبل أفضل لنا جميعاً.
في الختام، أرجو النجاح لهذا المنتدى، وأتقدم بالشكر للمركز الفرنسي للدراسات حول العراق، وجامعة كوردستان – أربيل، ومؤسسة بحر العلوم، لتنظيم هذه الفعالية المهمة التي أرجو أن تؤدي إلى نتائج مفيدة.
شكراً جزيلاً لكم جميعاً
وأرجو لكم يوماً جيداً