ذكر رئيس برلمان كردستان، يوم الأحد، ان من حق الشعب الكردي في سوريا المطالبة بحق تقرير مصيره، مطالباً في الوقت ذاته بوقف العنف والقمع تجاه المواطنين الكرد في هذا البلد.

وقال كمال كركوكي، في تصريح خاص لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "العالم كله يطلب من سوريا وقف العنف والقمع تجاه مواطنيها، ونحن أيضاًَ في برلمان كردستان نطالب بوقف الحملات القمعية في هذا البلد".

وتابع كركوكي بالقول "اننا الى جانب حق الحرية، والديمقراطية وحق تقرير المصير لكافة الشعوب، والشعب الكردي جزء من شعوب العالم، لذا فمن حق الكرد ان يعيشوا بحرية ويطالبون بحقوقهم".

وأضاف "نتمنى ان يسهم الوضع السائد حالياً في دول المنطقة، في حل مشاكل تلك الدول وتسودها الديمقراطية، ويحصل الشعب الكردي أيضاً على حقوقه في المناطق التي يسكنه".

وأكد كركوكي على ان "أساليب العنف والقمع ضد المواطنين لن تكون في صالح يلجأ إليها، كما انها ليست في مصلحة الوطن والعملية الديمقراطية، ولهذا نطالب بمعالجة المشاكل في تلك الدول بما فيها سوريا، بشكل سلمي".

وشهدت المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا خروج تظاهرات على غرار المناطق الأخرى تطالب باطلاق الحريات العامة وفك احتكار حزب البعث للسلطة المستمر منذ أكثر من 40 عاماً.

ورغم ان الرئيس السوري أصدر مرسوما في بداية اندلاع الاحتجاجات منح الكرد بموجبها الجنسية للمجردين منها، لكن التظاهرات استمرت في المناطق ذات الغالبية الكردية، وقالوا ان مطالبهم تندرج في إطار مطالب المناطق الأخرى من البلاد.

ولم تشهد احتجاجات المناطق ذات الغالبية الكردية أية احتكاكات مع عناصر الأمن منذ خروجها، واقتصرت على اعتقال عدد من الناشطين والحقوقيين.

ولا توجد إحصائية دقيقة لأعداد الكرد في سوريا، إلا أن احصائيات غير رسمية تشير إلى أن عددهم يبلغ نحو 3 ملايين نسمة، ويشكلون ما نسبته 10-17% من سكان سوريا.

ويتركز تواجد الكرد في في محافظة الحسكة (أقصى شمال شرق سوريا) ومنطقتي عفرين وكوباني (عين العرب) التابعتين لمحافظة حلب (شمال البلاد)، إضافة إلى أنهم يتواجدون بكثافة في أحياء بدمش وحلب.

وكان رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، فؤاد حسين، قد قال لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) في وقت سابق، اننا "نقوم بمتابعة دقيقة للأوضاع في سوريا، وواقع الكرد في ذلك البلد، ونأمل عند إجراء أية تغييرات، أن تؤخذ حقوق الشعب الكردي في سوريا بعين الاعتبار".

واشار الى ان "الكرد يطالبون بحقوقهم المشروعة، وتلك الحقوق تقع في اطار مواثيق حقوق الانسان والعملية الديمقراطية، والامر المهم ان الكرد يشكلون صفاً واحداً وفي جسد واحد".

وتشهد سوريا احتجاجات شعبية منذ منتصف آذار/مارس الماضي، طالبت في البداية بإطلاق الحريات العامة وإجراء إصلاحات، لكنها تطالب الآن بإسقاط النظام.

وواجه النظام السوري الاحتجاجات بالقمع من خلال الأجهزة الأمنية وميليشياته المسلحة المعروفة باسم "الشبيحة" فضلا عن استخدام الجيش وآلياته العسكرية، الامر الذي أدى إلى سقوط أكثر من 1500 قتيل واعتقال ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، بحسب منظمات حقوقية، بينما ألقى النظام باللائمة على "عصابات مسلحة" وقالت إن نحو 250 من عناصر الأمن والجيش قتلوا.

كما تسببت الحملات العسكرية في نزوح أكثر من 11 ألف نازح إلى تركيا، ونحو 5 آلاف إلى لبنان، غير أن العراق الجار الشرقي لسوريا لم يشهد أية عملية نزوح تجاهه.