• Thursday, 27 June 2024
logo

في ثانوية ليلان للبنات...تجربة فريدة لاستاذ الفنية

في ثانوية ليلان للبنات...تجربة فريدة لاستاذ الفنية


طارق كاريزي

سردار رشيد زنكنة، هو استاذ مادة الفن، او ما يعرف بدرسة (الفنية) في ثانوية ليلان للبنات. قدم تجربة فريدة في تدريس مادة الفن بالشكل الذي اخرج هذه المادة من الهامشية واصبح التلاميذ يسعون جاهدين لحضور درس الفنية.
استاذ مادة الفنية في ثانوية ليلان للبنات (ليلان ناحية تابعة لقضاء مركز كركوك يقع جنوب شرق المدينة) سردار زنكنة هو في نفس الوقت فنان مسرحي ومخرج سينمائي، نال الدبلوم من معهد كركوك للفنون الجميلة والبكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. تعين كمدرس لمادة الرسم على ملاك مديرية الدراسة الكوردية في المديرية العامة لتربية محافظة كركوك.
الشائع ان درسي الرياضة والفنية هما درسان هامشيان، فالطلبة لا يتلقون تعليما منهجيا من معلميهم ومدرسيهم، ولا توجد مناهج خاصة بهاتين المادتين ضمن سياق التربية والتعليم في العراق واقليم كوردستان. الا ان سردار زنكنة اختط لنفسه مسارا أراد من خلاله التعاطي بشكل ايجابي ومثمر مع هذه المادة، واختار ان يكون مكان تطبيق رؤيته لمادة الفن، احدى المدارس الثانوية في ضواحي كركوك خارج مركز المدينة، وقد وقع اختياره على ثانوية ليلان للبنات.
يقول استاذ مادة الفن سردار زنكنة، من المعمول به هو ان مادة درس الفنية مادة هامشية لا تعير مؤسسات التربية والتعليم ادنى اهتمام به. وتابع زنكنة "كثيرا ما يتم استغلال حصة درس الفنية لتدريس مواد اخرى كون درس الفنية من وجهة نظرهم والمعمول به، درس هامشي، والطلبة يضمنون النجاح بمادة الفنية وكذلك الرياضة." الا انه اوضح "حاولت تخطي الحالة الهامشية التي تعاني منها مادة الفنية، فتبنيت منهاجا دراسيا لمختلف مراحل الدراسة الثانوية. ويتضمن المنهاج الذي اتبعه بمفردي في ثانوية ليلان تدريس الطلبة فنون الرسم والمسرح والموسيقى والسينما والنحت والسيراميك." واكد ايضا "لدي العديد من الطلبة الذي يرسبون بمادة الفنية كونهم غير مجتهدين، ولا امنح الدرجة في مادة الفنية اعتباطا."
ويعتبر سردار زنكنة عدم الاهتمام بمادة درس الفنية خللا في العملية التربوية وهو ايضا اجحاف بحق الطلبة من حيث المامهم بالفنون. وأكد ان الطلبة يهرعون بكل اشتياق لحضور درس الفنية لما بات فيه من حيوية ومعلومات مهمة تلامس مفردات حياتهم اليومية. واضاف ايضا "اشتياق الطلبة لحضور درس الفنية بات بدرجة بحيث يسعون لملأ اي درس شاغر بمادة الفنية، حرصا منهم على تلقي المزيد من المعلومات الفنية."
سبق وان تطرقت في مقالات لي، الى اهمية حقلي الفن والرياضة في حياة الفرد والمجتمع. فالفنون تشغل حيزا كبيرا من حياة كل فرد اينما كان ومهما كانت مهنته وحرفته وفي أي عمر كان. الفنون اكثر حضورا في حياة الانسان من جميع العلوم. لا احد ينكر الاهمية القصوى للعلوم في حياة المجتمع، مع هذا فان الفنون ان تكن بذات الاهمية، فهي بالتأكيد أكثر اهمية وحيوية في حياة الناس.
الفنون تعيش بجوار الفرد اينما كان. حيثما يولي الفرد وجهه يجد الفنون حاضرة معه، بدءا من فن الموسيقى مرورا بفن العمارة وصولا الى الفنون التشكيلية (رسم، نحت، سيراميك، نصب وجداريات، كرافيك) وفنون الدراما من مسرح وسينما.
يبدو ان النظام التربوي في عموم العراق واقليم كوردستان قد بني على اساس تهميش مادة الفن، ولعل عدم اعتبارها مادة في الامتحانات الوزارية يزيد من هامشية هذه المادة. وهذا يتنافى مع الدور الخطير الذي تلعبه الفنون في حياة الانسان في المجتمعات المعاصرة.
تجربة الاستاذ سردار زنكنة في هذا المضمار وفي ثانوية ليلان للبنات في محافظة كركوك، حرية بالاقتداء.





Top