• Thursday, 27 June 2024
logo

"صباح كوردستان" الحلقة الاضعف في الشبكة العراقية

طارق كاريزي

شبكة الاعلام العراقي هو بمثابة الصوت والصورة الرسمية الناطقة باسم الحكومة العراقية. بحسب زميل لي يعمل في الشبكة، لدى شبكة الاعلام العراقي حوالي (7) آلاف منتسب، بينهم فقط (30) كورديا. اي ان نسبة الكورد في هذه المؤسسة الحيوية هو ادنى من نصف بالمئة (اقل من 0,5%) من اجمالي منتسبيها. وهذا خلل كبير انعكس على اداء الشبكة كورديا.
للشبكة امكانيات تقنية وبشرية ومادية كبيرة تؤهلها لاداء دور حيوي في الوسط الجماهيري، وايضا ايصال الخطاب الرسمي الى المتلقي وتوفير حيز كبير لحالة من التفعالية البناءة بين جمهور الشعب من جهة واقطاب السلطة ومراكز القرار من جهة اخرى.
ليس من السهل بالنسبة لي الحكم على اداء الشبكة في الوسط العربي العراقي، لانني غير ملم بذلك بما فيه الكفاية، لكن يكفي تصفح اي عدد من صحيفة (الصباح) لمعرفة المدى العريض الذي تتحرك فيه الصحيفة باعتبارها الناطقة باسم الحكومة والموجهة لمخاطبة الجمهور المتلقي عراقيا.
كورديا، يبدو المشهد في منتهى البؤس. كيف؟ ليس لشبكة الاعلام العراقي قنوات ناطقة بالكوردية سوى ساعات بث تلفزيزني باهتة لا تجذب ادنى نسبة من المشاهدين، كون الفضائيات الكوردستانية متطورة وتغطي الحدث الكوردستاني والعراقي والاقليمي والعالمي لحظة بلحظة، وتتمتع هذه الفضائيات الكوردستانية بامكانيات تقنية متطورة وكوادر اعلامية ذات حرفية عالية. لذلك مجاراتها من قبل شبكة الاعلام العراقي ضرب من المحال، الا اذا كانت الشبكة جادة في مخاطبة المواطن الكوردستاني العراقي من منطلق الحرص والمواطنة، بحيث ترصد الامكانيات التقنية وتوفر الكوادر الكفوءة لادارة فضائية بمستوى الفضائيات الكوردستانية. الوضع الحالي للشبكة من حيث اهتماماتها الكوردستانية لا يوحي بأية بارقة امل.
وهناك صحيفة متواضعة تصدرها شبكة الاعلام العراقي اسبوعيا. (صباح كوردستان) صحيفة متواضعة لا تجاري من حيث الفحوى والمعالجة الصحفية والاخراج الفني والصحفي ابسط صحيفة تصدر في كوردستان. وهذا بحد ذاته وضع كارثي.
تعتبر هذه الصحيفة ضمنا بمثابة الناطق الرسمي للحكومة العراقية باللغة الكوردية. وهي موجهة لمخاطبة خمس سكان العراق. لها رئيس تحرير يكتب اسمه فوق صدر الصفحة الاولى من جهة اليمين، اضافة الى هيئة تحرير من اربعة اشخاص ذكرت اسماؤهم عند جهة اليمين اسفل الصفحة الاخيرة. لكن خطابها باهت، يتم توزيعها مجانا في محلات بيع الصحف بكوردستان، ولا تثير اهتمام القراء لتواضع مستواها.
يبدو ان اصدار هذه الصحيفة هو مجرد لذر الرماد في العيون، من خلال آلية روتينية لا تعير ادنى الاهتمام لطبيعة الحرفة الصحفية ومستلزمات انجاحها كخطاب مقروء. الغريب حتى ان شكل الحرف المستخدم لكتابة المانشيتات وعناوين المقالات هو نفسه المستخدم في كتابة متن المواد الصحفية. وهذا دليل كاف على المستوى المتدني للممارسة الصحفية في صحيفة (صباح كوردستان).
ان كان طبيعة الصباح الكوردستاني على هذه الشاكلة، فسيكون صباحا ضبابيا يصعب فيه الرؤية والطرح. وهذه دعوة مخلصة للقيّمون على مؤسسة شبكة الاعلام العراقي لمراجعة الجناح الكوردي منه الذي يعاني الاهمال والتهميش.
من باب العدل لابد ان نقول، قد تكون الامكانيات المتاحة لدى هيئة تحرير (صباح كوردستان) متواضعة جدا، بحيث يتعذر عليهم تطويرها. نكرر القول، ربما المتاح من امكانيات تقنية وبشرية ومادية هو بالشكل الذي لا يسمح باصدار صحيفة افضل مما هي الآن. وان كان السبب غير ذلك، فعلى كبار مسؤولي الشبكة التحقيق من ذلك.
اقليم كوردستان يعيش حالة صحية متطورة من حيث الواقع الاعلامي، لذا يستوجب الامر بالنسبة للشبكة العراقية مراجعة دقيقة واعادة نظر جادة. فان كانت شبكة الاعلام العراقي جادة في مسعاها كوردستانيا، فعليها تطوير واقع اعلامها الناطق بالكوردية. واقله اصدار صحيفة يومية ذات مستوى يجاري الصحف الكوردستانية، وايضا تأسيس فضائية ناطقة باللغة الكوردية، بحيث لا تكون ادنى قدرة من الفضائيات الكوردستانية.
من باب الاستشهاد نرفق مع مقالنا هذا صورة مقال نشر في النصف السفلي من الصفحة الثالثة من العدد 63 الصادر يوم 18/10/2018 من (صباح كوردستان)، واتحدى كورديا او من يجيد قراءة اللغة الكوردية ان يفك طلاسم هذا المقال.




Top