• Thursday, 27 June 2024
logo

اين كاباري وماذا يعمل؟

اين كاباري وماذا يعمل؟
طارق كاريزي


سؤال ربما يخطر ببال محبي فن الغناء والموسيقى الكوردية. سعيد كاباري هو احد نجوم الغناء الكوردي من منطقة الجزيرة في غربي كوردستان. كان منذ طفولته انسانا نشطا كثير الحركة لا يعرف القرار والاستقرار. قالت والدته بحقه "انك ضرير ولا استقرار لك في مكان فوق هذه الارض، فلو كنت بصيرا لخرجت من محيط الكرة الارضية وحطيت الرحال فوق كوكب المريخ."
هذا التعريف المختصر من قبل الوالدة لابنها سعيد مازال ساري المفعول، رغم بلوغ سعيد كاباري العقد السابع من العمر. وهو ايضا دليل على نباهة وذكاء وجرأة الفنان في غوض غمار الحياة وعدم الخضوع لمعوق انعدام البصر لديه. انه المطرب والعازف الكوردي سعيد كاباري الذي طافت شهرته الآفاق الرحبة لكوردستان باجزائها الاربعة.
تعرض للسجن من قبل السلطات السورية على خلفية انشاده الاغاني والاناشيد الوطنية الكوردية ومشاركته في احتفالات شعبه الوطنية والقومية. سبق له وان شارك في حركة التحرر الكوردستانية عام 1975 حيث انخرط في صفوف البيشمركة ضمن ثورة جنوبي كوردستان. قيل انه مرّ باحد المناطق الكوردستانية وهو يحمل البندقية، حيث كان مثالا للوطنية والشجاعة، فرغم انعدام قدرة الرؤية لديه، لكنه انخرط في صفوف النضال المسلح، ودار حديث بين جمع من الناس كان بينهم فرد يتردد من حمل السلاح، فقال احدهم "الا تخجل وانت ترى هذا الضرير وقد حمل السلاح دفاعا عن الوطن والحرية؟"
هاجر من غربي كوردستان الى جنوبها بعد اندلاع الثورة السورية ضد نظام الاسد عام 2011. قدم مساعدات جمّة للقامين من غربي كوردستان هربا من الحرب والصدامات واهوالهما، واستقبل العديد من العوائل المهاجرة حتى تيسر لهم ترتيب امور حياتهم ثانية.
زوجته من مدينة مهاباد في شرقي كوردستان. تنقل بين جميع اجزاء كوردستان والعديد من البلدان الاوربية، وقدم او شارك في عشرات الحفلات الخاصة بالمناسبات الوطنية والقومية. التقيته بالصدفة وسط اربيل، وكان معه شابان واستوقفته لاسأل عن اخباره. وكعادته فسعيد كاباري شخص جهوري الصوت لا يتردد من قول الحقيقة. قدم حزمة من النقد ضد عدد من الاشخاص بينهم مسؤولين لم يكونوا عند مستوى المسؤولية، بحسب قوله.
العازف والمطرب كاباري رجل ذو فطنة وذكاء كبيرين، سألته: اين انت وما هي اخبارك؟
اجابني فورا: انا الآن في احدى البلدان الاوربية (المانيا) واعمل مترجما.
نعم، فهو رجل عصامي يكسب قوته ومستلزمات اعالة اسرته من عرق جبينه. ثم سألني قائلا: هل انت من كركوك ام من السليمانية؟ فالفنان كاباري يجيد اغلبية اللهجات الكوردية، لذلك تعرف على حيث اسكن من خلال اللهجة التي تحدثت بها معه، فلهجتي كركوك والسليمانية متقاربتان، لذا اجبته: انا من كركوك.
هذا الفنان هو طائر طليق ينشد الحرية ويشدو للامل ولحرية شعبه واستقلال وطنه كوردستان. له رصيد كبير من الاغاني الفلكلورية وغنى لكثير من الشعراء الكورد. وهو ايضا عازف بارع على الآلات الوترية، خصوصا البزق.

Top