• Thursday, 27 June 2024
logo

صورة المنور الكوردي الشهير رفيق حلمي

صورة المنور الكوردي الشهير رفيق حلمي

طارق كاريزي - كولان ميديا

اقامت الاكاديمية الكوردية يوم 26/9/2018 في قاعة محمود بايزيدي بمبنى الاكاديمية في اربيل امسية للكاتب مجيد صالح تحدث فيها عن المنور الكوردي الشهير رفيق حلمي.
الاكاديمية باقامتها هذه الامسية التي حضرها جمع غفير من الكتاب والاكاديميين والصحفيين، تبدأ فصلا جديدا من نشاطاتها الثقافية. وجاءت اقامة هذه الامسية على خلفية صدور كتاب (رفيق حلمي، صورة شخصية لمنور كوردي) من تأليف مجيد صالح.
لعب المنور الكبير رفيق حلمي دورا مهما في النشاط السياسي الكوردستاني خصوصا ابان انتفاضات الشيخ محمود بعد انتهاء الحرب العالمية اولى، حيث لعب دورا مهما لانجاح مسعى الكورد لتحقيق الدولة المستقلة، تزامنا مع تلاشي الدولة العثمانية وسيطرة القوى الاستعمارية الغربية، خصوصا بريطانيا وفرنسا على منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث اخذت القوى الاستعمارية ترسم خرائط وحدود الدولة التي بدأت تظهر الى الوجود في هذه الجغرافية القلقة.
ركز المحاضر ومؤلف الكتاب، مجيد صالح على سيرة رفيق حلمي بدءا من ولادته ومن ثم مواصلته مشوار تعليمه حتى ذهابه الى اسطنبول لاكمال تعليمه العالي، ومن ثم عودته الى جنوبي كوردستان وعدم اتمامه الدراسة هناك لاندلاع الحرب العالمية الاولى. وبعد ذلك مشاركته الفعالة في انتفاضات الشيخ محمود الحفيد حيث بذل رفيق حلمي جهودا كبيرة من اجل بلورة رؤية براجماتية تتوافق مع التطلعات البريطانية لتأمين مصالحهم وفك الارتباط مع ورثة الدولة العثمانية وقائد الانتفاضة التركية مصطفى كمال.
يبدو ان قائد الانتفاضة الكوردية في جنوبي كوردستان الشيخ الحفيد كان اكثر ميلا نحو الاتراك، حيث الميول الدينية كانت طاغية آنذاك واستمر الشيخ الحفيد في معاداته للانكليز منذ اول مشاركة له في معارك مواجهتم، حيث شاركت القوة الكوردية التي كان يقودها الشيخ محمود الحفيد في معركة الشعيبة في البصرة للتصدي للقوات البريطانية الغازية. مع ان الكثير من المنورين والنخب الكوردية آنذاك كانت مع الدخول في حوارات مع البريطانيين وعدم الاعتماد على العثمانيين، الا ان قائد انتفاضات السليمانية لم يتراجع عن التصدي للبريطانيين باعتبارهم غزاة محتلين.
بعث الشيخ محمود وفدا برئاسة المنور رفيق حلمي للقاء مصطفى كمال اتاتورك، وقد وصول الوفد بعد ستة اشهر الى هناك، الا ان رئيس الوفد الكوردي تلمس التفاف الاتراك على الكورد وكيدهم ضد التطلعات الكوردية وحق التمتع بالسيادة والاستقلال اسوة بالشعوب الاخرى. عندها تراجع الوفد الكوردستاني برئاسة رفيق حلمي عن لقاء مصطفى كمال وعاد الى جنوبي كوردستان، هذه العودة التي استغرقت ايضا ستة اشهر، وقد كان رفيق حلمي ينوي حال وصوله السليمانية، ان يبلغ قائد ثورة جنوبي كوردستان الشيخ الحفيد النوايا الحقيقية للاتراك واستعمالهم اساليب الكيد والتحايل من اجل حرمان الكورد من حق تقرير المصير وتحقيق السيادة، لكن مملكة كوردستان الجنوبية بقيادة الشيخ محمود الحفيد قد سقطت بعد حملة عسكرية بريطانية ضد المملكة قبل ان يصل الوفد الذي كان يرأسه المنور رفيق حلمي الى جنوبي كوردستان.
نظرا لمؤهلات العلمية وقدراته الادارية، فقد تقلد المنور رفيق حلمي العديد من المناصب وتولى العديد من المهام الادارية في الدولة العراقية، وكان له دور بارز في الحركة السياسية الكوردستانية حيث اسهم في تأسيس العديد من الاحزاب والجمعيات والتنظيمات السياسية. تعرض للاعتقال والنفي والابعاد والنقل بين المدن والمحافظات العراقية على خلفية نشاطاته السياسية.
قدم المحاضر ومؤلف كتاب (رفيق حلمي صورة شخصية لمنور كوردي) محاضرة قيَمة عرّف الحضور بتفاصيل ومفاصل مهمة من حياة هذا المنور. لم يقتصر نشاطات هذا المنور على المجال السياسي، بل انه كان كادرا اداريا ناجحا، وكذلك كاتبا مهما، وهو اول من الف في تأريخ الادب الكوردي، حيث صدر له كتاب (تأريخ الآداب الكوردية)، وهو ايضا اول منور كتب مذكراته باللغة الكوردية، حيث دون مذكراته بـ(12) مجلدا صدر منه حتى الآن اربعة مجلدات فقط. واشار المحاضر الى ان مذكرات رفيق حلمي هي عبارة عن مصدر مهم يسرد فيه الكاتب تفاصيل غاية في الاهمية عن تأريخ الاحداث العاصفة التي عاش في خضمها او اسهم فيهن، كونه شخصية مؤثرة في مجريات الاحداث وصانع البعض منها.
ولد رفيق حلمي عام 1898م في كركوك ودفن في مقبرة سيوان بالسليمانية. واعرب المحاضر عن عظيم أسفه لكون الشعب الكوردي لا يولي شخصياته الراحلة الاهمية التي يستحقونها، حيث قبورهم مهملة ولا تجد العناية التي تستحق، اضافة الى اهمال تراثهم وما يتركونه من وثائق وكتابات.






Top