• Thursday, 27 June 2024
logo

فتي كوردي يتطلع اللعب في ميلان و برشلونة

فتي كوردي  يتطلع اللعب في ميلان و برشلونة

طارق- كولان ميديا:


انه في الـ(16) من العمر. ولد عام 2002 في اربيل وعادت اسرته الى كركوك بعد سقوط نظام صدام الذي رحّل الاسرة من المدينة. منذ طفولته بدت ملامح موهبته الكروية تظهر وكان مصرّا على تطويرها، وذلك من خلال استعداده الدائم لتطوير علاقته مع كرة القدم وترقية تقتنياته وامكانياته الجسدية في اللعب.
يار سعيد هو الفتي الذي نتحدث عنه، في بداية مشواره مع الرياضة توجه الى احد الاندية الكروية القديمة في كركوك، لكنه اصيب بخيبة امل بعد ان منعته ادارة النادي من اجراء التمارين الرياضية في ساحة ملعب النادي. هذا الفتي الذي حمل منذ بداية بروز موهبته لقب (ميسي كركوك)، بات في حيرة من امره، والموقف الذي لقيه من النادي الرياضي نال منه في الصميم، فالحاجز الذي وقف امام موهبته باتت تثقل كاهله، فبينما الموهبة تحاول الافلات والانطلاق نحو العالم الرحب لكرة القدم وتحقيق حلم النجومية فيه، الا ان سوء التعامل معه في الوسط الرياضي اثار لديه الاحباط، وتطور هذا الاحباط الى حالة من التدهور النفسي، وبالنتيجة تلقى المعالجة من الطبيب النفسي.
شهرة هذا الفتي الذي بدت موهبته الكروية تتجاوز المعوقات والعراقيل، تخطت حدود العراق واستجيب لموهبته من قبل الموسسات الرياضية في فرنسا وهولندا، فقد تلقى دعوة لزيارة هذين البلدين، لكن العجز المادي عن تلبية احتياجات السفر حالت دون تلبيته الدعوة.
دعوة اخرى جاءته من احدى الاندية الايطالية الشهيرة، اضطرت اسرته الى لملمة امكانياتها المادية وبيع املاكها وحاجياتها من اجل توفير عدة السفر وامكانياته، وبذلك تيسر للفتى يار الذهاب الى ايطاليا.
التمارين والعروض التي قدمها هذا الشاب الكوردستاني العراقي، نالت اعجاب الطليان تماما، لقد نالت موهبته وامكانياته العالية في الاداء الكروي استحسانهم، الا ان عمره (كان آنذاك عمره 11 عاما فقط) شكل عائقا امام ابرام اي عقد معه لصالح احد الاندية الايطالية. مع هذا فقد تلقى عهدا من الايطاليين بانه حال بلوغه السن القانونية لتوقيع العقود، فانهم على اتم الاستعداد لاستقباله وابرام العقد معه.
وبعد انتهاء مدة زيارته، ولعدم تمتعه بحق الاقامة في هذا البلد، اضطر للعودة وهو مكسور الخاطر الى كركوك.
بعد دعوتين قدمتا له من فرنسا وهولندا ولم تثمرا عن تحقيق امل يار، غادر يار بعد بلوغه السن القانونية للمرّة الثانية مع اسرته الى ايطاليا بمزيد من الامل. الكل كانوا يأملون بان تكون الاخيرة وان لا يعود يار الى العراق الذي لم يعر موهبته اي اهتمام.
وبعد مدة من وصولهم الى ايطاليا، حصلت اسرته على الاقامة لمدة خمس سنوات، وذلك على خلفية الاوضاع غير المستقرّة في البلد. وبعد حصول الاسرة على الاقامة، باشر يار سعيد تدريباته الرياضية في اكاديمية فولاسان الرياضية ليصبح تاليا المهاجم الرئيسي لنادي فولاسان. وبعد ظهوره في ملاعب كرة القدم، اصبح الآن محط انظار العديد من الاندية الرياضية.
يار سعيد، او ميسي كركوك كما عرفه الوسط الرياضي، قطع مشوارا كبيرا من التدريب والتأهيل، وحقق في جميع المباريات التي شارك فيها ضمن تشكيلة فريق النادي، نتائج جيدة. وهو بذلك امسى قبلة انظار العديد من الاندية الرياضية. حلمه الذي لم يتحقق في بلده، بات قاب قوسين او ادنى بالنسبة له في ايطاليا. في موطنه واجه العدوان والحسد ازاء موهبته الرياضية، لكن الايطاليين فتحوا له الاحضان وقدموا له الفرصة.
بعد ان اصبح يار سعيد لاعبا شبه محترف، اصبح الآن يتمنى ان ينضم في يوم من الايام الى تشكيلة نادي ميلان الايطالي، وهو لا يخفي بان قلبه يخفق لنادي برشلونا الكاتالوني ايضا.

Top