• Thursday, 27 June 2024
logo

الرواية الكوردية في الفيسبوك

الرواية الكوردية في الفيسبوك


طارق كاريزي

شبكات التواصل الاجتماعي باتت تشكل احد اهم مصادر الاعلام والتواصل وايصال وتبادل المعلومات. نشرت في غضون الايام الماضية عرضا مبسطا حول رواية (سقوط السماوات) للكاتب والروائي الكوردي جبار جمال غريب. واشرت الى ان عام 1991 كان بداية انعطافة كبيرة في مسيرة الادب واللغة وعموم الثقافة الكوردية في كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق).
انا شخصيا احاول دوما طرح بعض المعلومات المهمة والاساسية حول الموضوع الذي اتطرق اليه عبر الشبكة العنكبوتية، عسى ان يستفيد منها القراء من الجيل الجديد الذي يستخدم الاعلام الالكتروني وتقنيات التواصل الاجتماعي على مدى واسع. وغرضي من ذلك هو تنوير هذا الجيل ببعض الذي نعرفه نحن وخاف عنهم، خصوصا حول الموضوعات التي يتم التطرق اليها في شبكات التواصل الاجتماعي، في مسعى مني لاضفاء شيئا من المسحة الثقافية والمعلوماتية على هذا التواصل الذي يبز البرق في سرعته.
الموضوع الذي نشرته حول رواية (سقوط السماوات) على صفحتي في شبكة الفيس بوك، يبدو انه اثار انتباه الكثيرين، حيث رفدني عدد من زملائي الكتاب والادباء الكوردستانيون، وكذلك القراء بمعلومات اضافية حول عدد الروايات الكوردية الصادرة قبل عام انتفاضة 1991.
اول ملاحظة جاءتني من الدكتور نجاة عبدالله نائب رئيس الاكاديمية الكوردية حيث قال، بان هناك روايات كوردية غير الثلاثة التي ذكرتها انا، وحددهن بالاسم (نازة، الذليل، المدينة، كويخا سيويه، الراعي الكوردي..). الكاتب والصحفي فؤاد صديق علّق "عدا الروايات الكوردية التي وردت في التعليقات، هناك روايات كوردية اخرى، احداها (التسلق نحو القمة) للروائي عبدالله سراج ابن مدينتك كركوك.."
ومن جهته علق عدنان فاخر وقال "قرأت هذه الرواية حال صدورها، فسحرني اسلوبه (اسلوب الكاتب) في الكتابة وموضعه التي تدور قسم منها في كركوك. كما قرأت له رواية قبل شهر بعنوان (زمن بكاء بلقيس)، اسلوب رائع وموضوع ممتع."
زميلي الكاتب عبدالستار جباري ذكّرني في تعليقه برواية نازة للكاتب الراحل اسماعيل روزبياني، فيما ذكّرني زميلي شيخ صديق برواية المدينة لكاتبها المبدع حسين عارف. واشار دلدار كاكة رش الى رواية (كويخا سيويه) لكاتبها المتمكن عزيز ملارش.
ومن التعليقات التي اثارت انتباهي، قال زيرك حمد "لقد اجدت اخي طارق الكتابة حول القدرات الفذة للروائي جبار جمال غريب، حقيقة فان هذه الرواية تستحق الترجمة الى العديد من اللغات." وكتب احمد خورشيد توفيق تعليقا قال فيه "لقد اجبرتني على قراءة هذه الرواية."
كل هذه التعليقات التي اشرت اليها، تدل على جديّة القراء ومتابعي الثقافة، وهي ايضا توضح لنا ضرورة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ليتم استخدامها كمواقع للتواصل الثقافي والمعلوماتي ايضا.
اود الاشارة الى تعليق آخر مهم، وردني من الزميل الشاعر والكاتب روزار احمد، حيث يذكرنا بتعليقه بالواقع الثقافي في كركوك قبل عام 2003، اذ يقول في تعليقه "انا لست من القراء الجيدين، لكن منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كان القراء يتهافتون على قراءة الروايات والقصص، اتذكر جيدا كان شارع الجمهورية آنذاك سوق عكاظ كوردي. لا يوجد شاب من ذلك الزمان لم يكن على علم بالمكتبة المجاورة للشجرة المحروقة والسوق المركزي القديم، حقيقة قدر تعلق الامر بيّ، فانني ان كنت اعرف حرفا اضافيا، فهو من خزين تلك الايام."
تابع روزار احمد تعليقه وقال "نحن جميعا كنا فقراء الحال معدمين ماديا، لكن الدنانير القليلة التي كنا نستلمها يوميا من الاسرة، كنا نقتني بها كتبا. كنا نقرأ نحن شلة القراء آنذاك روائع الروايات العالمية مثل روايات دوستوفسكي، الادب الاغريقي وروايات كازانزاكي وتولستوي والبيرتو مورافيا وشولوخوف."
واختتم الشاعر والكاتب روزار احمد من بلدة داقوق تعلقيه وهو يقول "صحيح كان عدد الروايات الكوردية وكتابها قليلون، لكن كان لدينا قراء جرئيون مولعين بجماليات النصوص وروائع الادب العالمي، وهذا هو الفارق بين الوقت الحالي وآنذاك، فما لم يتم الحصول عليه باللغة الكوردية، كنا نقرأه باللغة العربية. اما الآن فان هناك العشرات من القصص والروايات الكوردية، الا انها نصوص ضحلة، فهي تفتقر لتقنيات السرد والخيال الجامح، ولست ادري ان كان هذا الامر خاص بالادب الكوردي الحالي ام انها ظاهرة عالمية."


Top