• Thursday, 27 June 2024
logo

قلب اربيل ينبض لونا

قلب اربيل ينبض لونا


طارق كاريزي

اربيل عاصمة كوردستان العراق، هي اليوم مدينة سياحية. سبق وقد نالت لقب عاصمة السياحة لعام 2014 على مستوى العالم العربي. محافظة اربيل تبنت خطة طموحة تضمنت جملة من الفعاليات الفنية والترفيهية، احتفاء بنيل اللقب. ظهور منظمة داعش وسيطرتها على ثلث الاراضي العراقية، اعاق تمتع المدينة بلقبها الكبير كعاصمة للسياحة لاكثر من عشرين بلدا.
عاصمة كوردستان سجلت اسطورة الصمود بوجه داعش رغم سقوط ثاني اكبر مدينة عراقية على بعد عشرات الكيلومترات غربها بيد الارهابيين، وبعد فترة سبات لنيف من السنين، ها هي اربيل تعاود البناء والتطور، والامل يحدوها بان تكون قبلة للسياح القادمين من داخل البلد او من خارجه.
قلعة اربيل هي قلب المدينة من حيث البعد الحضاري والخلفية التأريخية، وهي جغرافيا تشكل مركز المدينة ومحور نموّها. نحن لسنا بصدد التحدث عن صرح القلعة وما فيها من كنوز تراثية ومعمارية، بل كلامنا يقتصر على مساحة محددة من سفح القلعة، حيث مجموعة من المحلات التي تقع عند اسفل السفح الجنوبي لها، اسفل البوابة الرئيسة للقلعة تماما. انها محلات صغيرة بالمساحة، كبيرة بما تحوي من نماذج ومختارات من النسيج والغزل الكرديين، بسط ومفرشات، ممالح وحمالات وحبال، اضافة الى الآت موسيقية، وايضا الحذاء الكردي المعروف بـ(كلاش) والشهير بماركته الاصيلة هورامان..الخ.
الالوان الكثيرة المستخدمة في انتاج هذه الحاجيات توضح لنا ولع الكوردستانيين بالالوان والنقوش والزخارف. زخارف السجاد الكردي تختلف من حيث النسج والنقوش والالوان عن سجاد الشعوب المجاورة. منتجات الغزل والنسيج اليدوية قديما كانت تلبي حاجة سكان كوردستان، اما الآن فان الزبائن يتعاملون معها من منطلق جمالي، حيث يتم اقتناؤها لاغراض الزينة والديكور واضفاء الجمالية بنكهة كوردستانية على الاماكن التي تعرض فيها. اما الآلات الموسيقية التراثية في هذه المحلات، فهي تلبي حاجات العازفين المولعين بالالحان الكردية التراثية.
جولة صغيرة من امام هذه المحلات التي تبدو كمعرض بصري دائم على مدار العام، يمكن للزائر او السائح التعرّف على الروح الكوردستانية المولعة بالالوان من خلال قلب اربيل النابض بطيف عريض من الالوان الزاهية.
Top